06-09-2014

الإرهاب .. واستهداف منشآت النفط

بالرغم من تعدد جماعات الإرهاب في الداخل، واختلاف مرجعياتها العقدية، إلا أنها اتفقت جميعاً في أهدافها التخريبية، وتركيزها على المنشآت النفطية، كهدف رئيس لعملياتها الإرهابية.

هدف تدميري واحد، اتفقت عليه جماعات الإرهاب التي وجدت من يؤيدها ويتعاطف معها، في الداخل والخارج، دون النظر إلى مآلات الأمور، وحجم الأضرار المتوقعة، والتي سيعاني منها المواطنون والمقيمون، والاقتصاد العالمي بشكل عام.

فقدان الأمن، وتفتيت المجتمعات، وإقحامها في مستنقع الإرهاب، من الأمور العظيمة التي يصعب الخروج منها، أو معالجتها بسهولة. تحولت سوريا، وليبيا والعراق إلى مناطق منكوبة تُسيطر عليها جماعات الإرهاب، وتُذيق شعوبها أصناف العذاب، والمهانة. تُسبى فيها النساء، ويُقَتَّل الرجال، وتُنهب الأموال وتُدَمَّر الممتلكات، باسم الدين!.

العاقل من اتّعظ بسواه، إلا أن صفة العقل لم تعد موجودة لدى غالبية المنخرطين في دعم التطرف الميداني والفكري. ما الذي نرجوه من آباء وأمهات يبعثون بأبنائهم إلى مناطق الفتن، والنزاع؟!.. ونساء يتسابقن على بيع أنفسهن في سوق النخاسة الذي ألبسته شياطين التطرف، فتاوى الجهاد المُنكرة؟!.. عندما يصل المجتمع مرحلة اللا عقل، تصبح المعالجة الفكرية مستحيلة، فتبرز أهمية المواجهة الأمنية، والتحوط من جماعات الإرهاب الداخلية والخارجية، وحماية النشء من دوامة فكر الخوارج والصفويين.

بات التركيز العالمي منصباً على تنظيم «داعش» والذي وصفه الغرب بأنه «الأخطر والأغنى».. وهو وصف دقيق ولا شك، إلا أن تجاهل التنظيمات الإرهابية الأخرى قد يُضعف من خطط المواجهة والتحوط الداخلي، وقد يُفاجئنا بمخططات أخرى لم تكن في الحسبان.

العلاقة المباشرة بين التنظيمات الإرهابية وإيران من جهة، وبينها وبين الاستخبارات الغربية من جهة أخرى، تفرض علينا التحرك الإستراتيجي في مواجهة الإرهاب، بنوعيه الداخلي والخارجي، فتهديد «داعش» ما هو إلا جزء من كل.. ففي اليمن أصبحت جماعة الحوثي المدعومة من إيران قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على الحكومة والمناطق المحاذية للسعودية، في الوقت الذي تنتشر فيه الخلايا الصفوية النائمة والنشطة في شرق السعودية، وفي البحرين، والكويت.. تنتظر ساعة الصفر لإشعال الجبهات الأربع بالتزامن مع المتغيرات التي قد تحدث على الحدود العراقية السعودية. مخطط إرهابي شامل يُدار من قوى الشر الصهيوغربية، والصفوية. تزامن التحركات الإرهابية مع بعضها البعض، يكشف المخطط الإستراتيجي الشامل الذي جعل من السعودية هدفاً له.

التعاطف مع الإرهاب، القاعدي، النُصري، الداعشي، والصفوي، يُوشك أن يتسبب في مشكلات أمنية فادحة، ولولا رعاية الله، ثم يقظة الجهات الأمنية لتعرضت السعودية لهجمات مدمرة، في قطاعي النفط والبتروكيماويات بشكل رئيس، وآخرها عملية استهداف خط لنقل النفط، التي وصفت بـ (العرضية). غالبية العمليات الإرهابية كات موجهة لحقول النفط، منشآت التكرير، أنابيب النقل، والمجمعات البتروكيماوية. شكَّلت حركة «جهيمان» بداية الإرهاب المحلي، إلا أن عملية استهداف مجمع شركة «صدف» للبتروكيماويات العام 1988 كانت بداية الإرهاب الصفوي في المنطقة، والتي أُلحِقَت بها عملية «تفجير أبراج الخبر» العام 1996، وهو إرهاب ما زال جمره المُحرق مشتعلاً حتى اليوم، يتحين الفرصة المناسبة للظهور وتحقيق الأهداف. ظهر بعد ذلك إرهاب القاعدة وتسبب في إزهاق الأرواح، وتدمير الممتلكات، ثم تنظيما داعش والنصرة.

تنظيم «داعش» لا يختلف عن «القاعدة»، «النصرة»، «حزب الله السعودي واللبناني»، و»الحرس الثوري». جميعهم تنظيمات إرهابية، تحولت إلى أدوات تتحكم بها الاستخبارات الصهيو أميركية والصفوية، وتوجههم لتدمير المنطقة وتقسيمها.

توشك الدول العربية أن تغرق في مستنقع تطرف الخوارج والصفويين، وأحسب أنهم الخطر الأكبر المهدد لأمن واستقرار المملكة. تمثّل إيران مركز الشر في المنطقة العربية، فهي الداعمة الرئيسة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، الصفوية منها، والقاعدية، والداعشية، والنُصْرِيَّة، في الوقت الذي تستغل فيه الاستخبارات الصهيوأميركية نزعة الشر الصفوية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

إستراتيجية المواجهة الأمنية يجب أن تكون مقدمة على ما سواها، والتحوط الشامل والمستقل، على الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية هو أساسها. المواجهتان الأمنية والفكرية ستحققان هدف الأمن والاستقرار. تقوية الجبهة الداخلية وتماسكها يفترض أن يكون هدفاً يُسأل عنه المواطن والمسؤول. أمن الوطن مسؤولية الجميع. يُخطئ من يعتقد بقدرته على الاستقواء بالخارج، فأمن الوطن خط أحمر يجب أن لا نسمح لأحد بتجاوزه. الجميع في سفينة الوطن مُبحرون، وغرقها يعني غرق الجميع، وأولهم من كان سبباً في تدميرها وإغراقها. فضح الخائنين، من خوارج، وإخوان وصفويين، ومقاتلتهم واجب ديني ووطني، تستقيم به الحياة، وتُصان به الضرورات وتُحمى به أرض الحرمين، قبلة الإسلام والمسلمين.

f.albuainain@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب