11-09-2014

تقديم احترام الوالدين في عودة المدارس

كنت قبل فترة ليست قصيرة في تفكير بسيط وفهم متواضع ومخرج يتسم بمسلك إنساني وبنتيجة جماعية، خلاصة الموضوع هو القول المشهور «أعز من الولد ولد الولد»، وعزوت ذلك بداية إلى أن الابن بالنسبة إلى جده أفضل أو أقرب إليه من ولده الذي هو والد الابن بعد أن كبر ودرج في مصاعد الحياة، وذلك من ناحيتين؛ الأولى يعتبر (الابن) الحلقة المتصلة منه وإليه واستمرار الاسم مرصودا على الورق في حراك لافت للتأريخ العائلي والتواصل الحدثي، والثانية يستطيع الجد ممارسة التربية مرة أخرى بما لديه من طاقة عملية وعاطفة أبوية وإفراغ محصلة التجارب وزبدة القناعات والتقاليد على مسار وطريق هذا الابن العزيز، علاوة على أن ثمة تحركات راهنة منجذبة تارة إلى تليد من الاعتراف والوجود، متمثلا ذلك في الجد وأخرى طارفة بالواقعية أو طافحة بالعصرنة، وهي متجسدة بالولد، فيظل الابن مشدودا من الجد ومندفعا إلى الأب، ومن الحالتين كلتيهما هذا القول أو ذلك التوجه المشار إليه آنفا، فقد يصل معه ما نسمع به دوما «ما تعرف مقدار الوالد والولد حتى يأتيك ولد»، وهذا ما يحصل باستمرار إذ في حالة وجود الولد يتفهم والده معنى العاطفة ومعنى التربية ومعنى الإيثار التي تعامل بها والداه نحوه، وكذلك معنى حب الوالدين ورعايتهما، والوقوف جنبا إلى جنب معهما، واحترامهما، ومن شرفة الماضي اجترار الذكريات نرى من بعيد ذرات من النور تشرق أحيانا وتغيب أخرى جراء الانشغال والبعد الزمني، نلمح وبقدر الأسف والاعتراف -أسف الفهم في غير وقته وأيضا الاعتراف بالحق بعد ذهابه- حينما يتعب الوالدان ولا يرتاحان حتى يريا ذلك الابن (الأب) ينعم بصحة وعافية، ومثل هذه الأيام عودة الطلاب إلى المدارس ألم تسبق أحد منا أجواء الذاكرة وتتساقط منه قطرات من دموع الألم والأمل ويعيش الاستعداد بهذه المناسبة، وكيف كان عليه حال الأب والأم فيما كانا يعدان له في هذه الحال سابقا، (أخي) والد الطالب أنت تعيش في هذا الدور وفي كل سنة ألا تقول رحم الله تعالى تلك الأيادي الرحيمة التي رأفت بك وللقلوب الحانية (الوالدين) التي تواصلت حتى مع أبنائك لتوفر لك الحياة المثالية والكريمة لتقف بقوى وصلابة راجيا مستقبلا فيه تحقيق ما تريده وتصبو إليه، فلنقُلْها الآن وليقُلْها غيرنا بعد ذلك لتكون جزءا من الوفاء والتقدير والاحترام، وجميل أن خصصت جريدة «الجزيرة» ضمن صفحاتها عنوانا يحفل في موضوعه بمعنى الوفاء والاعترابعمل الخير ورد الواجب، (وأخيرا) رحم الله تعالى الوالدين رحمة تدخلهما الجنة وتبعدهما عن النار.

- الأحساء

مقالات أخرى للكاتب