16-09-2014

كرسي محمد بن نايف للدراسات الأمنية

الأمن هاجس يتربع على قلوب الكل، ويؤرق الجميع، ويقض مضاجع المدنيين مثلما يفعل بالعسكريين على حد سواء، ولذلك صارحديث الساعة، و عنوان الصحافة، والكلمة الفصل بين مشهدين نراهما صباح مساء.

وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ذو النظرة الثاقبة والعقل المتقد والحكمة البالغة أدرك أهمية البحث العلمي لكثير من الإشكاليات الأمنية الداخلية التي لم تعد قابلة للتجاوز ولا يمكن التعامل معها بالحلول الفردية الاجتهادية فكانت منه الموافقة الكريمة على تبني كرسي محمد بن نايف للدراسات الأمنية وتشريف جامعة حائل باحتضان هذا الكرسي البحثي المتميز.

إن الجامعات لم تعد تلك المؤسسات التي تمنح الشهادات فقط، وليست قادرة اليوم على عزل مدنها الجامعية وأنشطتها الطلابية عن بيئتها الحاضنة لها، ولذا كان منها التسابق على مطارحة هموم الوطن والمشاركة في توعية وتثقيف وإرشاد المواطن، إضافة إلى توظيفها البحث العلمي لدراسة الواقع المعاش واستشراف المستقبل المنشود لإنسان هذا الوطن العزيز المملكة العربية السعودية.

وجامعة حائل وهي التي تُنعت وتصنف بأنها «جامعة ناشئة» تسجل من خلال مشروع الكراسي البحثية والوقف العلمي حضوراً وطنياً متميزاً يتوج بهذا الدعم الكامل والرعاية الكريمة لتوقيع كرسي بحثي هام هو الأول من نوعه في الجامعة السعودية اسماً ومسمى، ولذا فإن الكل ينتظر من القائمين على هذا الكرسي نتاجاً علمياً ينعكس على الواقع إيجابياً ويشارك منسوبو وزارة الداخلية في تحقيق التميز الفعلي حين تقديم الخدمة الأمنية للمواطن والقاطن والزائر.

إن الدور الذي يقوم به رجال الأمن والجهد المبذول من منسوبي هذا القطاع الوطني الهام يستحق من الجميع الشكر والتقدير والعرفان، وفي ذات الوقت يوجب على المؤسسات الأكاديمية والإعلامية والدعوية أن تنقل للمواطن الصورة بكل تفاصيلها وأن تشارك فعلياً ولو جزئياً في حمل الهم الأمني الذي تتربع قضاياه على رأس قائمة الإشكالية العالمية المعاصرة.

لقد قام رجال الأمن في بلادنا الغالية بواجبهم المناط بهم على أتم وجه وفي أحسن صورة ولا زالوا مرابطين في الميدان يذودون عن حياض الوطن ويدافعون عنه.. وقفوا في وجه المفسدين الإرهابيين والمروجين على حد سواء.. وسهلوا للحاج والمعتمر والزائر، وواجب المواطن تجاههم تقديرهم واحترامهم والاعتراف بفضلهم وجميل صنعهم بعد الله وسؤال الشهادة والرحمة لمن فقدناه مدافعا عن وطننا الحبيب والشفاء العاجل لمصابهم ومد جسور التواصل مع من هم في الميدان حماية للوطن وضماناً لسلامته، مع الدعاء الدائم لهم بالعون والتوفيق.

ولكن..حماية إنسان هذه الأرض الطيبة والمحافظة على ممتلكات وطننا الغالي وضمان استمرار تنميته ونهضته وازدهار حضارته ليست مسئولية قطاع دون آخر ولا هي أمانة في عنق من يرتدون الزي العسكري فقط بل كلنا رجل أمن وحارس وطن وحامي عقيدة وأرض وعرض، ولذا لا عجب إن كان من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة أن اعتبر «المواطن رجل الأمن الأول».

المواطَنة الصالحة ليست مجرد حب قلبي ومشاعر فياضة فحسب بل هي كلمة تستلزم العمل الفاعل والسلوك الجميل من أجل الوطن بأركانه المعروفة، ذلك أن هذا الكيان مساحة من العطاء الذي لا يعرف للمقايضة سبيلاً، ولا ينال منه الكلل والملل مهما كثُرت الصعاب وزاد حجم التحديات وغاب النصير وقل المعين من بني البشر في شرق الأرض وغربها شمالها وجنوبها.تتسع مساحة هذا العطاء وتضيق عند كل منا حسب إمكاناته وقدراته وموقعه في خارطة حماية هذا الوطن ومقاومة أي فكر ضال أمنياً وتربوياً وإعلامياً وفكرياً واقتصادياً واجتماعياً، والقاسم المشترك بيننا في سفينة الخير المبحِرة في عباب دوامة الحياة الشاق ورحلة البناء والتنمية الصعبة المحبة والشعور بواجبات المواطنة الحقة.

شكراً صاحب السمو على موافقتكم الكريمة لتبني هذا الكرسي المتخصص الذي يشرف بحمل اسم « محمد بن نايف «.. شكراً على تشريف جامعة حائل لاحتضانها هذا المشروع العلمي المتفرد.. والشكر كل الشكر لكم سيدي لرعايتكم مراسم التوقيع.. ولوزارة التعليم العالي ممثلة بمعالي وزيرها الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ولجامعة حائل ممثلة بمعالي مديرها الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم وأسرتها العلمية جزيل الشكر والتقدير على ما توليه من اهتمام للبحث العلمي المتخصص في عهد قائد مسيرتنا العلمية والتعليمية والبحثية والخدمية التنموية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمد الله في عمره ورفع قدره في الدارين،كما رفع منزلة العلم وأعلى شأن العلماء ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب