16-09-2014

المطر القديم قادم..!

المستنبطون يتوقعون هطول أمطار غزيرة ليس للجزيرة العربية عهد بها منذ أربعين عاما.., وهي تنذر بمخاطر كثيرة .. يأتي في أولها ما يمس المنشآت الواقعة في مجاري, وطرق الأودية..

وفي الوقت ذاته قد مر بنا شتاء قارص قيل إنه لم تعهده البلاد منذ المدة ذاتها..,

وهذه الوسائل بالصوت , والصورة توقفنا على أمطار عسير الخلابة المتدفقة ..,

وضباب مطري مذهل الجمال يغسل جبل الهدا, ويعم طريقه الفاتن إلى مكة المكرمة.., ومناطق بدأت تهل في فضائها الأمطار .., وتكتسي الجبال فيها جمالا, وعذوبة, في طبيعة خلابة تأسر الشعراء.., وذوي القلوب النابضة, وأصحاب العيون المتأملة , ..

ومن تتبركن فيهم مشاعر لا يفجرها غير المطر, والبحر, وغيمات الجبال , وأسراب السحب الشاردة في فضاءات المواسم الرخيمة..

ولسوف تُفتح دفاتر الشعراء.., وتُشحذ أوتار الرهافة.., والجمال وتهمي ..!

لكن ..,

يبقى الكف على الصدر خوفا على من يستيقظ مع العصفور..

يتجه في ثغر الصبح للعمل.., وللمدرسة ..

وتبقى قلوب تنتظره في وجل..

فهل كل بناء مدرسي مؤهل لاستقبال المطر..؟!!

ولتلقي صفعات العواصف .. وبطش الصواعق..؟!

هل كل الطرق آمنة دون أن تجرف العربة ومن فيها.., والمترجل وما وراءه..؟

هل استعد الناس في منازلهم فسدوا الثقوب .., ورتقوا الشقوق..؟!

أيكون موسم أمطار دافئاً خلابا .., يعيد للنفوس الإحساس بالجمال بعد أن نهكته فيها حروب البشرية ..؟!

أم سيكون موسم خوف.., وتوجس.., وفقد ..؟

لعله يأتي ..وقد استعد له الناس.. كل بدوره.. دون تقاعس , ولا نسيان..

المطر لا ينسى بجمال غيثه.., وبسطوته حين ينفلت بلا عقال عن غيماته أن يفعل ما لا بد أن يُحذَرَ منه....!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب