19-09-2014

علماء المملكة نطقوا بالحق وعلى الآخرين أن يحسموا أمرهم

وضعت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، الأمة الإسلامية، وبالذات علماءها ومفكريها ومثقفيها وجميع أبناء الأمة الإسلامية، في محك، وذلك في تحديدها وتشخيصها للجماعات والمنظمات الإرهابية التي أفتأت على الدين الإسلامي، وتمارس أعمالاً إجرامية وظلماً تأباه الشريعة الإسلامية والفطرة، ويستحق مرتكبوها العقوبات الزاجرة الرادعة عملاً بنصوص الشريعة الإسلامية ومقتضيات حفظ سلطاتها وتحريم الخروج على وليّ الأمر.

وقد أصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة بياناً يُعَدُّ توجيهاً لكافة المسلمين، وبالذات العلماء منهم الذين يتحملون مسؤولية تنبيه الأمة الإسلامية عن هذا الإجرام، وكون هيئة كبار العلماء في المملكة تضم علماء الحرمين الشريفين، فإنّ تحذيرهم وفتواهم تُعَد ملزمة وواجبة الأخذ بها ودعمها ومساندتها من علماء الأمة، فقد أدى تفشي الأعمال الإرهابية الإجرامية إلى نشر الفتن وإزهاق أرواح المسلمين والمعاهدين من الذين يتواجدون في الأراضي الإسلامية وخارجها.

بيان هيئة علماء المملكة بما تضمّنه من أدلّة وأسانيد مقررة في القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا تقبل الجدال ولا التلكؤ في الأخذ بها، حيث أكد البيان بأنّ الإرهاب جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على النفس والممتلكات الخاصة والعامة، كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور والطرق ونسف الطائرات وخطفها، والموارد العامة للدول الإسلامية كأنابيب النفط والغاز وغيرها من أعمال الإفساد والتخريب.

هذا التوصيف الذي طابق لما تقوم به الجماعات الإرهابية الإجرامية، يتناقض بل يتعارض جملة وتفصيلاً لما يدعو ويعمل الإسلام من أجله، كما يتناقض أيضاً مع مقاصد الدين الإسلامي لما فيه صلاح البشر في العاجل والآجل.

موقف هيئة علماء المملكة وبيانها الواضح والشامل والتام يحمل العلماء، علماء الأمة الإسلامية جميعاً مسؤولية تأييد هذا الموقف جمعاً للكلمة وتوحيداً للصف الإسلامي وتنقية من هؤلاء القتلة الخارجين عن الملة.

وقد كان موقف هيئة كبار العلماء في المملكة واضحاً وصادقاً دون مواراة أو مواربة، فلم تنحاز لمكوّن مذهبي أو جماعة فكرية أو عنصرية، ومثلما أدانت وحذّرت من جرائم وأعمال الإرهابيين في تنظيم داعش والنصرة والقاعدة، أيضاً ذكرت ما يسمّى بعصائب أهل الحق وحزب الله والحوثيين، إذ إنّ جميع هذه المنظمات والجماعات الإرهابية تمارس الإجرام الموجّه أساساً للمسلمين وشعوبهم ودولهم.

هذا التحديد يتطلب من علماء المسلمين من جميع المذاهب أن يحذو حذو هيئة كبار العلماء في المملكة، وإلا اعتبر سكوتهم وصمتهم تأييداً لأعمال هذه الجماعات الإجرامية، ومساندة خفية منهم على إرهابهم، وهو ما يجعلهم يتحملون مسؤولية كبرى وذنوباً مضاعفة، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، ولا نريد لعلماء المسلمين أن يكونوا شياطين خرس.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب