09-10-2014

الحج بعيونهم!

كثير من دعاة الفكر الضال من الإخوانيين ومن سلك مسلكهم يتفنون في اختلاق مشكلات أو تضخيم إخفاقات حكومية ليهاجموا من خلالها الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر، ويحاولون من خلال ذلك تأجيج الغضب أو استثارة الحس النقدي وإيصاله إلى حد النقمة لدى شريحة الأتباع، الذين هم ضحية للآلة الإعلامية المؤدلجة التي تعمل ليل نهار على تشويه الحكومة والأمراء وأصحاب القرار،

ولا تكل أو تمل من محاولة إقناع المجتمع بالأكاذيب خصوصاً عندما نعرف بأن هناك من هو قابل للتصديق والتصفيق لأي رأي فيه رائحة ثورية أو اعتراض من أي نوع، نتيجة غياب الدور الإعلامي الحكومي من حيث الخطاب المستخدم والأدوات التقليدية غير المنسجمة مع التطورات الاجتماعية والسياسية.

اعتدنا على لغة التأليب وعلى البطولات الوهمية التي يصنعها وعاظ الدم والمبشّرين بالخلافة المزعومة، لا جديد في الخطاب المعتاد من هؤلاء، لكن المبشر رجوع الكثير من الجماهير إلى جادة الصواب بعد انكشاف الزيف، وبقي في خانة «المضحوك عليهم» قلة متحمسة وغير واعية تردد بلا فهم كل ما يقوله تجار الدين، اللافت بأن هناك من يتبع هذه الإستراتيجيات دون أدنى تفكير بردود الفعل، ودون محاولة لستر ما انكشف، منهم ذلك الواعظ الذي حاول بغباء أن يشكك بخدمات الحكومة السعودية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، بأسلوب فيه كثير من الحنق والحقد والاستهداف المباشر، هذا الواعظ الجاهل الذي يرتمي بأحضان كل من يضمر الشرور للمملكة أراد من خلال تغريدة في تويتر أن يؤلّب الناس على حكومة دولتهم التي يتشرّف رأسها ورمزها بتسمية نفسه «خادم الحرمين الشريفين» وانتهك هذا الغبي كل الخطوط الحمر عندما انتقص وشكك وأظهر ما يبطنه بجاهلته ورعونته المعهودة، هو نفسه الذي يرى بأن دول تمارس فيها كل أصناف وأشكال المنكرات والشذوذ أكثر التزاماً بالدين، من المملكة التي تحكم شرع الله، والسبب ببساطة كما نفهم هو أن الدين والتدين بنظره، منهج الحزب والجماعة والمرشد وليس المنهج الذي جاء به رسولنا وسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

يحج على حساب حملة دولة أخرى وينفث سمومه بلا رادع، ويثير الجدل وهو يؤدي فريضة الحج التي لا يجوز فيها الجدال ولا رفث ولا فسوق، ويريد منا أن نصدقه، وتكذبه كل الشواهد وكل الآراء وكل من حج هذا العام، سقط هذا الواعظ بأكاذيبه الكثيرة وبالزوابع التي يثيرها، وسقوطه هذه المرة يؤكّد أننا نعاني من جهلة يعتلون المنابر ويحظون بمتابعة وتأييد المخدوعين من العوام.

يجب أن يقف كل أصحاب الأجندات وأعوان الشياطين عند حدهم، وعليهم أن يعلموا بأن أسلوب التثوير الظلامي الذي يمارسونه بات مكشوفاً ومعروفاً، وأن تحبيط الهمم وغرس اليأس في النفوس بضاعة فاسدة تعفنت وأن المجتمع بدأ يعرف الخبيث من الطيب، ويجب أن يُرد عليه بكل ثقة وقوة، وليعرف هو ومن سلك مسلكه بأن الوطن الذي لا يعني له شيئاً تحصنه أرواح تفتديه، والوطنية التي يحاول هو وأعوانه وأمثاله تشويهها تكبر وتتجذر وتترسخ ولا تزعزعها محاولاتهم، والإرهاب الذي يمارسه هو وشلة المنتفعين والحزبيين ضد أصحاب الرأي الوطني لن يهز المخلصين ولن يثنيهم عن واجبهم الديني والوطني والأخلاقي في كشف الظلاميين والخونة.

أما الإخوانجية المقنعين ومن يستفيدون من مواقف الحزبيين ويدعموها عليهم أن يعرفوا بأن رقصتهم على أنغام المناكفة والتأليب مقززة وتظهر سوءاتهم، ومن يريد أن ينتقد عليه أن يتحلّى بالوطنية اللازمة للقيام بذلك في النور وليس في ظلمات المؤامرات، وعلى الواعظ الغبي وأمثاله أن يتذكّروا بأنه «لا حياد عندما يتعلّق الأمر بالوطن».

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب