04-11-2014

تعليمنا إلى أين؟!

** إنها باقية بمشيئة الله، لأنها لغة كتابنا العزيز والسنة النبوية المطهرة.. وتبقى جوانب أخرى مهمة، تبدأ من التعليم العام وفي الجامعات، وحتى في التعيين في الوظائف الحكومية!

** إنني كثيراً ما أردد أن التعليم العام «معلم وكتاب» ! ولعلي لا أحتاج تقديم: مواصفات للمعلم والكتاب ! فهذان الهدفان الرئيسيان هما أساس نجاح وإخفاق الهدف الأسمى! وليسا «سلق بيض» ! كما يقال! وأكبر الظن بل إني من خلال معايشة طويلة مع «التعليم العام» ومتابعة خلال عقود أسمع وأكتب وأعالج قضايا التعليم العام ولا أقول أزعم؛ بل أؤكد أننا لم نبلغ الهدف الأسمى والأرقى في هذه المرحلة التأسيسية الأساس، التي من خلالها ونتائجها نستطيع القول بحق إننا على أعتاب ما ينبغي أن نؤكد أننا بلغنا أربنا.

** إن الحل هو الطموح العاشق لهذه المهنة السامية؛ التي ليست وظيفة من الوظائف العامة أو الخاصة، لكنها رسالة سامية! حتى قيل: قم للمعلم وفِّه التبجيلا ! المعلم القدوة أخلاقاً وسلوكاً ومعرفة! هذا النمط قليل، وقليل جداً! وهذا الخطاب ليس تقليلاً ولا استنقاصاً من شأن الذين ينهضون بهذه الرسالة السامية! أنا أتحدث عن مواصفات: المعلم القدوة الذي يدرك ويؤدي هذه الرسالة، وهذه الأمانة.

** إن أي إنسان يعمل في أي حقل من شؤون الحياة؛ إذا لم يدرك قيمة الأمانة التي أقدم على تحملها وأعباءها فإنه مقصّر في جانب أساسي ويتحمل تبعته في الحياة الدنيا وفي الآخرة!

** من لغتنا إلى تعليمنا! وقبل أن أمضي في هذا الحديث أريد أن أعنى بلغتنا وتعليمنا وحديثاً وتحاوراً! في درس أو الدروس العربية أرجو أن يعنى بالحديث بالفصحى، ويدرّب الطالب على ذلك بدءاً من سنة أولى ابتدائي بلغة فصيحة سهلة، وتحبب لغتنا إلى أطفالنا عبر سهولة وتيسير! فكل الأمم الحية حريصة على حماية لغتها والإبقاء عليها؛ حرصا كبيرا رأيته وسمعته ونحن في «مهد العرب» غير حراص على ذلك! وأريد من أي كيان يتقدم إلى وظيفة أن يتقن اللغة العربية من الجنسين! هذا واجب ينبغي أن نحرص عليه كل الحرص إذا كنا نغار على لغتنا.

** موضوع «الكتاب المدرسي» للمراحل الثلاث: الابتدائية، والإعدادية والثانوية؛ فإلى عهد قريب ما زال مُتخلفاً، حشو ولملمة نصوص ليس فيها اختيارا ولا دقة ولا حرصا، وهذه الحال ينبغي أن تُغير إلى الأفضل والأتقن، وأن يؤلف نصوص المقررات أهلوها المختصون، لا من «هب ودب» كما هي حالنا!

** وجانب مهم بالنسبة للغتنا العربية، فإن علاقة الطلبة والطالبات مع لغتنا للأسف الشديد علاقة «صامتة» ؛ حتى أصبح درس اللغة العربية غريباً على ألسنة الذين في التعليم العام من الجنسين، وهذا تقصير شائه! فأين المطالعة التي تمارس بأصوات مسموعة؟ ذهبت وغابت، وهذا سوء ممارسة وإساءة مسؤول عنه وزراء التربية والتعليم ووكلاء الوزراء والمديرون العامون ومؤلفو المناهج وكل مسؤول في سلك التعليم، لأنه إساءة للغتنا الشريفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

** ونطالع كتاب الصديق الدكتور «الطبيب» زهير أحمد السباعي الذي عنوانه: تعليمنا إلى أين «رسالة إلى الأمة العربية، في طبعته الأولى عام 1428 هـ، الموافق 2007م، إن هذا الكتاب ينبغي أن يقرأه كل معلم، وقبل ذلك ينبغي أن يقرأه كل مسؤول عن التعليم في وزارة التربية والتعليم وحتى المسؤولين من الجنسين في التعليم الخاص، وأكبر الظن فإنهم سوف يقتنعون بما اشتمل عليه من آراء بناءة ترتقي بالتعليم إلى المأمول لدى الطامحين الذين يريدون لوطننا وللوطن العربي بعامة التقدم، وبمشيئة الله فإنني سأنقل منه كل أفكاره لأنها تقدمية عالية الأهداف للارتقاء بسبل التعليم لليوم وللغد القريب والبعيد، لأن كاتبه رجل مخلص محب لوطنه وما وراءه من الوطن العربي كله؛ رغم أن صفحاته في حدود المائة من القطع المتوسط!

** أقول لأخي الدكتور زهير: بورك فيك كما بورك في لا، وجاءت كلمة لا في سورة النور يقول الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ} (35) سورة النور. فهذا الكتاب الجامع الشامل للبناء في موضوعه، وجهد كاتبه بقوله: رسالة إلى الأمة العربية، راجياً من هذه الأمة، وفي طليعتها أمتنا المملكة العربية السعودية أن تفيد مما اشتمل عليه من آراء ترتقي بجميع الطامحين للارتقاء بالتعليم الذي ينهض بشعوبها وفي طليعتهم الجيل الحاضر الذي تعداده في بلادنا وحدها «ستة ملايين» من الجنسين، جيل الغد الذي يطمح أن يكون ووطنه في الصدارة مع الأمم عالية التقدم لأنهم طامحون، يبنون ويشيدون للحاضر والمستقبل البعيد! وكما نردد، فإن مقياس ارتقاء أي أمة بهدفين: التعليم والصحة!

** قال الكاتب الدكتور زهير السباعي في البدء ص 16 وما بعدها تباعاً: مشكلتنا الأساسية في الأمة العربية تكمن في التعليم.. ثم التعليم.. ثم التعليم بدءاً من رياض الأطفال وانتهاءً بالدراسات العليا! تعليماً غير موجه بما يكفي في محتواه وأسلوبه لرقي الأمة وتطوره ! وأزعم أنني منذ عقود مضت، كتبت كثيراً في صحيفة «الأضواء» ، وفي مجلة «الرائد» ، التي كنت أصدرها قبل قيام: المؤسسات الصحافية ، منذ أن أدركت أن أي أمة لا يمكن أن تنهض في حياتها بعامة إلا بعنصرين أساسين «التعليم والصحة» ! وما زال الكلام عنهما يتجدد، ذلك أننا لم نبلغ ما نطمح إليه في تعليمنا وكيان الصحة! وأؤكد أن الارتقاء بالتعليم سيقود إلى الارتقاء بالهدف: «الصحة» ! إن الزمن يجمد والأمم تتقدم، حتى الدول كانت مستعمرة مثل «ماليزيا» و «اليابان» ، والتي طحنت في الحرب العالمية الثانية، انظروا إليهما أين وصلتا اليوم!؟ وعمر وزارة التربية والتعليم،: وزارة المعارف ، في مسماها بالأمس «ستون سنة» ، وكما نقلت كلمات الدكتور زهير آنفاً إن «تعليمنا غير موجه بما يكفي في محتواه وأسلوبه» ! وأكبر الظن أن ستين سنة، وقبلها كان مسماه المديرية العامة للمعارف!

** وقال الدكتور زهير السباعي وهو يتساءل: ما هي القوة التي يدعونا إليها القرآن؟ ويجيب: إنها قوة العلم الذي يصنع الباخرة والسيارة والطائرة والدبابة، ويبدع في تقنيات الاتصال! العلم الذي يشيد الجسور ويزرع الصحراء، ويستخرج الماء من جوف الأرض، ويكتشف أسرار الخلية والذرة، العلم الذي يحلّق بالإنسان في أجواء الفضاء وينزل به إلى أعماق البحار. العلم المرتبط بحاضر الأمة ومستقبلها والموصول بالعقيدة السمحة التي تدعو إلى عزة الإنسان وكرامته ..

** هذا هو البدء والمدخل إلى الارتقاء بالتعليم الذي يقود إلى حياة متطورة في نمو متجدد دائم متطور مع كل عصر وكل زمن عبر أغيار الحياة إلى العلو!

** إن همّ كاتبنا وله الحق في هذا القلق مخاطبة الأمة العربية أهمية تطوير التعليم إنه الهدف الأهم في حياتنا بعامة لنكون كما ينبغي فقال: التعليم الذي أعنيه ذلك الذي يربي الإنسان، ويطور ملكاته، ويعدّه لك يفكر ويخطط ويستكشف ليهيئه ليكون أداة صالحة للتغيير إلى الأفضل، وليس مجرد تزويده بالمعلومات ومنحه شهادة تخرج. وقال: تطوير التعليم لن يأتي إلا إذا سبق ومهد له إيمان بالقضية، وفكر هادف، وتخطيط علمي سليم.

** ومنذ زمن كنت أردد، أن التعليم يشبه: بناء عمارة فبقدر الإتقان بعامة بدءاً بتنقية التربة، وتوفير كميات الحديد اللازمة؛ والأسمنت والرمال والمعلمين القدرة، والإخلاص في العمل يتم العمل المتقن!

** ونمضي مع الدكتور زهير السباعي في قضية: تعليمنا إلى أين؟، فنقرأ في ص (19) الفصل الأولى بعنوان «نحن والآخر» قوله: من أهم المراجع التي استندت إليها في بحثي تقرير التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كل عام؛ في هذا التقرير صُنفت دول العالم في سلم التنمية البشرية تبعاً لمعايير محدودة يأتي على رأسها التعليم والصحة والمستوى الاقتصادي! هذا هو المخل الأول في التقرير الصادر في عام 2005م ؛ وفيه كما قدم الكاتب المهتم بتعليم وطنه! جاء فيه: وضع التنمية البشرية في 177 دولة تبدأ: بالنرويج في أول القائمة؛ وتنتهي بالنيجر في آخرها! صُنّفت الدول إلى ثلاثة مستويات! وذكر الكاتب أن: المستوى الأول 57 دولة تتميز بتنمية بشرية مرتفعة؛ حصلت كل منها على 800 - 1000 درجة . تضمنت القائمة: أربع دول عربية هي: قطر وترتيبها 40 والإمارات العربية المتحدة 41 والبحرين 42 والكويت 44 . والمستوى «الثاني» 88 ذات تنمية بشرية متوسطة 500 - 799 درجة ! وشملت 12 دولة عربية؛ منها المملكة العربية السعودية والثالثة ذات درجة منخفضة، وعددها 22 دولة، منها: جيبوتي واليمن، وموريتانيا. أما العراق والصومال فلم تُصنفا في التقرير !

** في صفحتين من الكتاب 22، 23 ، رسم الكاتب في الأولى مُسمى جدول 11، ترتيب التنمية البشرية لدول مختارة وعلاقتها بالسكان ، وفي الصفحة الأخرى جدول 22: ترتيب التنمية البشرية لدول مختارة وعلاقتها بالمستوى الاقتصادي ونسبة الالتحاق بالتعليم ونتجاوز الجدول الأول لأنه لا يعني بالجانب السكاني في التنمية البشرية. ونتوقف عند الجدول الآخر فنجد: النرويج « هي الدولة الأولى في التعليم في نسب الالتحاق بالتعليم (100) بعدها الولايات المتحدة (92)، ثم فلندا (100) ثم جمهورية كوريا (92)، وبعدها: الإمارات العربية المتحدة (74) ثم (ماليزيا) 71 ثم (عمان) 63 ثم المملكة العربية السعودية 57 ثم تونس 74 ومثلها مصر 74 ، المغرب 54 ، واليمن 55 ، إن المصدر: تقرير التنمية البشرية 2005م برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

** ونجد في جدول آخر عن الأطفال الرُضع والإنفاق على الصحة، فتأتي: النرويج والولايات المتحدة الأمريكية في المقدمة ثم المملكة العربية السعودية!

** وفي ص 26 نقرأ: خلت أفضل 1000 جامعة في العالم من أي جامعة عربية، بينما ظهرت في القائمة سبع جامعات إسرائيلية من أصل 15 جامعة إسرائيلية.. وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية (المرتبة 945!)

** وقال الكاتب في ص 27 : التعليم في جامعاتنا العربية أكثره «تلقيني» ؛ فيه المعرفة من الأستاذ إلى الطالب في اتجاه واحد! وحظ النقاش والحوار ضئيل! والمناهل غير متّصلة بقدر كاف بحاجة المجتمع الآنية أو المستقبلة . ولعلي أقول إن عهد التلقين قد تجاوزه الزمن، والفهم من خلال قدرة معلم ومعلمة إتقان درسهما لتعليم متطور راق، للطالب نصيب في الفهم والإدراك والتحاور مع معلمه، والطالبة مع معلمتها المجيد والمجيدة ذوي كفاءة عالية وإبداع، لأن التعليم رسالة وليس وظيفة من الوظائف!

** و «المركزية» «معطّلة» بكسر الطاء المشددة! والأصل أن يعُطى المسؤولون الأكفاء، صلاحيات ثم يحاسبون، أما «المركزية» المتحكمة فليست عامل إنتاج ولا إنجاز، ولكنها جمود وركود وأداء إلى التخلف المقيت! قال الكاتب: مركزية الإدارة تعوق أي تقدم حقيقي للمشروعات! فكثير من القرارات التي يمكن لرئيس القسم أن يتخذها لا يبث فيها إلا العميد أو مدير الجامعة؛ وبعضها لا يجد الحل إلا من قبل الوزارة ! وأقول لكاتبنا إن العلة عامة. فليست منحصرة في شؤون التعليم وحده، ولكنها في «عموم» حراكنا الوظيفي!

** وقال الكاتب جاءتني زوجتي ليلة امتحان «الفقه» في امتحانات الثانوية العامة مضطربة؛ تريد أن أشرح لها بعض ما غمض عليها! حاولت وعجزت! اتصلت بصديق لي من المشايخ الذي دعاني إلى بيته وأخذ يطالع كتاب الفقه ، ويتصل بأحد مشايخه يستوضحه ما غمض عليه، فهل من منهج يقرر على الطلبة تعقيد ولم يفهمه حتى شيخ منهم؟ حال عصية تعجيزية معطلة!

** قال كاتبنا في ص 28 دأبت لفترة من الزمن على ترجمة خطبة الجمعة لغير الناطقين بالعربية في مركز الدعوة بالخبر؛ طلبوا مني أن أحدهم في أسبوعهم المقبل عن «الزكاة» فتحت باب «الزكاة» لأحضر الموضوع، فوجدته يتحدث بتعابير لا تمت بعصرنا بصلة. طلبت من شيخنا وأستاذنا الدكتور زغلول النجار أن يقوم عني بالمهمة! ففعل جزاه الله خيراً، ولكن على علو منزلته لم يستطيع أن يتطرق إلى الموضوع بروح العصر! ولعلي أقول إن الدكتور زغلولاً ليس فقيهاً، وان تخصصه غير الفقه والتفسير والأمور الدينية.

** تساءل كاتبنا: لماذا لسنا في مقدمة الدول بالرغم مما حبانا الله من عقيدة سمحة تدعو إلى التفكير والتدبر وعمارة الأرض والتفوق والسمو، مصادر طبيعية مثل البترول والغاز الطبيعي والمعادن؛ تفتقر إليها كثير من البلدان المتطورة صناعياً.

** الذي يبدو لي أن التعليم هو المحرك الأول والأساس في رقي تلك الأمم وتقدمها، وأقرب مثال «اليابان» ، فإن أكثر وكل المواد الأولية والأساسية تستوردها من خارج أرضها؛ وهي اليوم في الصدارة!

** تحدث الكاتب عن: ثورة الاتصالات والمعلومات وأنها سوف تقود في العقود القادمة إلى سيطرة المجموعات البشرية التي تتحكم في المعرفة العلمية والخبرة التقنية، وسوف يسمح لها هذا التفوق بفرض سياستها ومصالحها على الآخرين، والمحرك الأساسي لثورة المعلومات فهو تطوير البحث العلمي، وتحديث طرق الإدارة والتكتل الإقليمي!

** قال الكاتب الدكتور زهير السباعي في ص 30 : لو قدر لي أن أختار واحداً من المراجع التي رجعت إليها لأتحدث عما فيه من استفاضة لاخترت تقرير «مكنزي» عن تطوير التعليم في دول الخليج العربي! تقرير يُجدر بنا أن نتدارسه؛ ذلك أنه يركز على جملة قضايا يأتي على رأسها: أهمية تطوير «المعلم» قبل أي شيء آخر . ويشير الكاتب إلى أنه دار بينه وبين وزير التربية والتعليم الأسبق في البحرين الدكتور «علي فخرو» فسأل الدكتور زهير الوزير لو قدر لك أن تسهم في تطوير التعليم في دول الخليج، ما هي أولوياتك؟ قال: تطوير المعلم!

** ولا أبخس نفسي حقها، فمنذ عقود وأنا أكتب عن الشأن التعليمي ، أردد أن الارتقاء بالتعليم أمران لا ثالث لهم: «معلم وكتاب» !

** ونعود إلى تقرير «مكنزي» الذي قال: بعد أن خطت دول الخليج العربي خطوات بعيدة المدى في نشر التعليم الابتدائي والثانوي بين مواطنيها؛ أصبح يواجهها تحدٍ آخر؛ ذلك هو تحسين نوعية التعليم! ولكي تحقق هذا الهدف يأتي تطوير قدرات «المعلم» على رأس الأولويات ! وقضية المعلم بجانب «الكتاب» .. «المنهج» ، هما سبيلاً، فإذا ضعف أحدهما أو كلاهما «هزل» التعليم، وأصبح الأساس العائم لا يعوّل عليه! فإذا تداعى الأساس لم يبق شيء يعتد به في كيان البناء القويم الذي ينهض بكيان الأمة والحياة بعامة!

** وقال الكاتب في ص 31 ، لقد ركزت دول الخليج عبر عقود من الزمن على قضية زيادة عدد «المدرسين» في مدارسها على أمل أن يرفع ذلك من أداء التلاميذ، ولكن اختيار القدرات العالمي في العلوم والرياضيات الذي شاركت فيه المملكة العربية السعودية والبحرين؛ أوضح تدني مستوى أداء التلاميذ. فمن بين 45 دولة شاركت في هذه الدراسة، جاءت سنغافورة وكوريا الجنوبية و وهونج كونج في المقدمة، في حين جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة 39 في العلوم، والمرتبة 42 في الرياضيات !

** ومن هذا المنطلق، جاء تعليق الكاتب على تنبيه دول الخليج إلى أهمية إعادة النظر في نظام التعليم وبخاصة التركيز على نوعية «المدرسين» بدلاً من التركيز على «زيادة أعدادهم» في المدارس.. وهذا يستدعي بالضرورة حسن اختيار من يدخل في مهنة التدريس ونوعية التدريب الذي يحصل عليه! كما يستدعي كذلك فصل الجهة التي تقوم بوضع المعايير وتقويم مخرجات التعليم عن وزارات التربية والتعليم .

** إن هذا الرأي الذي قدمه الدكتور زهير سديد وراق! وما أكثر ما نردد أن قدرة الإنسان ليست الشهادة التي يحملها في أي تخصص؛ فهذه الشهادات وحدها ليست مقياساً للقدرة وإتقان التخصص الذي توجه إليه واختار العمل بجانب أنه أمانة فهو رسالة وعشق!

** ويمضي تقرير «مكنزي» إلى القول: يمكن أن يكون أفضل منهج دراسي، وأفضل بناء، وأفضل تجهيزات، وأفضل نظم إدارية؛ ولكن إن لم يكن لدينا مدرس جيّد؛ والنتيجة خسارة على كل المستويات . وقال: ودول الخليج تركز على زيادة عدد المدرسين بدلاً من نوعيتهم، ومن ثم نجد أن المعدل في دول الخليج هو مدرس لكل 12 طالباً؛ في حين أن المعدل في المدارس في سنغافورة هو مدرس لكل 24 طالباً.. وقال: جميع الدراسات التي أجريت تشير إلى أنه لا توجد علاقة قوية بين معدل المدرسين للطلاب ومخرجات التعليم كما هي العلاقة بين نوعية المدرس. وعلى ذلك فالخيار أمام دول الخليج هو: إما أن تركز على زيادة عدد المدرسين أو أن تستثمر في تدريب وتطوير المدرسين! بلدان مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية ؛ وهي على رأس القائمة في مستوى التعليم اختارت البديل الآخر!

** وقال الكاتب الدكتور زهير السباعي: عبر معطيات تقرير مكنزي: ويعود التقرير ليؤكد أن الركيزة في عملية «تطوير التعليم» في دول الخليج يجب أن تكون في توظيف معلمين أفضل في المدارس، وليس «معلمين أكثر» ، كما لا يهمل «التقرير» أهمية إعادة النظر في الإدارة المدرسية وتهيئة المديرين لأداء دورهم في تطوير التعليم!

** قال كاتبنا الدكتور زهير السباعي، إن التعليم في العالم العربي في جميع مراحله يواجه مشكلة، علينا أن نعترف بها وأن نواجهها بشجاعة؛ ألا يكفينا أن من بين 1000 جامعة الأولى في العالم توجد 7 جامعات وإسرائيلية ؛ وتوجد جامعة عربية واحدة! وأن أفضل جامعاتنا تحمل المرتبة 1590 ألف وخمسمائة وتسعين في سلم الجامعات في العالم!

** وقال كاتبنا المجيد: إننا نرجو على الأقل أن نتحفز للتفكير والنظر فيما أصبحنا فيه للتغيير إلى الأفضل لنصبح أقوى مما نحن فيه اليوم؛ اقتصاديا وصناعياً وثقافياً؛ وبما لا يفقدنا أصالتنا وارتباطنا بمبادئنا وعقيدتنا.

** وفي الفصل الثاني من كتاب الدكتور السباعي، وتحت عنوان: «من تجارب العالم» قال: نستعرض في هذا الفصل لمحات من تجارب بعض الأمم.. اخترنا أربع دول: اليابان وكوريا وفنلندا وإيرلندا . جميعها في الشريحة العليا من تصنيف الأمم المتحدة للتنمية البشرية؛ اثنتان من الشرق والأخريان من الغرب.. يجمعهم أمران أولهما أنها جميعها كانت دولاً متأخرة اقتصادياً وصناعياً قبل «نصف قرن» . وثانيهما أن تطوير التعليم كان له دور بارز في نموها الاقتصادي والصناعي!

اليابان

** قال كاتبنا: زرت «اليابان» قبل ربع قرن ، لفت نظري بضعة أمور: رفض حامل الحقائب في المطار أن يأخذ مني «البقشيش» ! رده عليَّ بلطف معتذراً بأنه مأجور على عمله! عزوت ذلك إلى «رقي الأمة» .. وقال الدكتور زهير: رتّبت لي السفارة السعودية زيارة إلى بعض المراكز الصحية في الريف الياباني؛ لاحظت في المركز الصحي الريفي الذي زرته أن غرفه وردهاته مزودة بأصيص الزهور؛ وأن المرضى يتركون أحذيتهم عند مدخل المركز وينتعلون أخفافاً يتجولون بها داخله ! وقال الكاتب: حاولت عبثاً أن أجد «عقب» سيجارة أو ورقة ملقاة على الأرض، لكي أعزي نفسي بأننا في الشرق سواء؛ فباءت محاولتي بالفشل!

** تحدث الدكتور زهير بإفاضة عن نهضة اليابان، وأن الحرب العالمية الثانية التي ذابت فيها اليابان أو كادت، حوّلت هذه الدولة المهزومة إلى أمة فعالة تحدّت نفسها ثم تحدت حتى من هزمها؛ لقد رأيت السيارات اليابانية تزاحم الأمريكية في أمريكا نفسها، وهذا نصر لأمة تعمل بجد وطموح وإرادة فغزت العالم بصناعاتها ومنتجاتها؛ وتلك الأمة التي تستحق الحياة!

** وتحدث الكاتب أنه أخذه مرافقه الياباني إلى بيته، وعرّفه على ابنه ذي الاثني عشر ربيعاً؛ فقال الدكتور السباعي: ذكر لي الصبي أن هوايته «علم الفلك» وفي حديقة المنزل «التلسكوب» الذي يراقب النجوم، وأطلعني على دفاتره وخرائطه، وكلها تشير إلى جدية الصبي ! كما قال الكاتب: لم تستلم اليابان في الحرب العالمية الثانية للغزو الثقافي، لكن اليابان التي استسلمت في الحرب ولم تستسلم في حياتها، فحافظت على لغتها في كل حياتها التعليمية والعلمية، وأجرت تغييراً جذرياً في نظام التعليم، تغيير نبع من حاجة المجتمع ورؤيته ولم يفرضه المنتصر! أولوا اهتماما بالابتعاث إلى جامعات الغرب؛ بهدف استيعاب ثقافة الغرب لا الذوبان فيها! حافظوا على اللغة «اليابانية» لغة للتعليم في جميع مراحله على الرغم من أنها أصعب لغات الأرض! يتعلم الطالب العلوم والهندسة والطب والآداب والفنون اليابانية؛ وفي الوقت نفسه أعطوا اهتماما كبيراً للترجمة من اللغات الحية! أصبح الكتاب الغربي يصدر وفي نفس الشهر تصدر معه ترجمته باليابانية! إذاً فإن نهضة اليابان إثر الهزيمة التي منيت بها في الحرب العالمية الثانية تغيير جذري في نظام التعليم! ولأن اليابان تفتقر إلى الموارد الطبيعية، فقد قرروا أن يستثمروا في الإنسان الياباني بأن يضعوا قاعدة قوية للتعليم تخرج لهم العلماء والفنيين والإداريين والصنّاع المهرة! ويصرف على التعليم 12% من الدخل القومي! أي أكثر مما يصرف على التسليح 7.7%!

** والحديث موصول عن اليابان ، الذين دمرتهم القنابل الذرية الأمريكية، حيث قال كاتبنا: «رب ضارة نافعة» ! ونقرأ اليوم في حديثه ذلك أنه من البدء والمضي في التركيز على «التعليم» لأنه المنطلق الأساس لحياة كل أمة تنشد الرقي والازدهار والحياة الكريمة، فقال: قرروا «أي» اليابان أن يبدؤوا بالمعلم فيطوروا قدراته، تلقت الغالبية العظمى من المعلمين اليابانيين دراسات في أصول التربية وعلم السلوك وعلم النفس وإعداد المناهج وطرق التدريس، طوروا أساليب التدريس؛ ليصبح دور المعلم تهيئة الطالب للبحث عن المعلومة واستيعابها بدلاً من دوره التقليدي. المعلم الياباني ملم بأسس التربية! يتمتع بدخل مرتفع، ويحظى باحترام المجتمع؛ وفوق ذلك كله تهتم مدرسته بشؤونه وشؤون أسرته وأطفاله .

** يذكر الدكتور السباعي أن الطالب في اليابان له نشاطات خارج المنهج الدراسي منها: مسؤولية حيال نظافة المدرسة وصيانتها بدءاً من مسح البلاط وانتهاء بالسباكة وزراعة حديقة المدرسة؛ فلا توجد شركات نظافة أو عمال يتولون التنظيف والصيانة في المدرسة اليابانية، فهي مسؤولية الطلبة أنفسهم .

** وقال الكاتب: إن معدل رضا الطلاب عن مدارسهم أعلى من رضا الطلاب في المدارس الغربية! ووجد أن معدّل اعتداء الطلاب على أساتذتهم في مدينة نيويورك وحدها يبلغ خمسة أضعاف اعتداءات الطلاب على مدرسيهم في كل اليابان !

** ذكر الدكتور زهير السباعي في كتابه: تعليمنا إلى أين ؟ عن التعليم في اليابان أنهم: جاءوا إلى النظام واللوائح فطوروها.. نقلوا كثيراً من صلاحيات «وزارة التربية» إلى إدارة المدرسة.. أصبح مدير المدرسة ومساعدوه هم أصحاب القرار في كثير من شؤون المدرسة بما في ذلك تعيين المدرسين واختيار المواد التعليمية وتحديد أوجه النشاط التي يقوم بها الطلاب! غدت إدارة المدرسة مسؤولة عن نتائج التعليم . لكن قبل أن تمنح وزارة التربية هذه الصلاحيات شبه المطلقة إن صح هذا التعبير إلى مديري المدارس ومساعديهم كما قال الكاتب. قبل أن يمنحوا إدارة المدرسة حرية الممارسات وتحمل تلك الأعباء شبه الجسام وتلك الصلاحيات في اتخاذ القرارات: أعدوا المديرين ومساعديهم لتحمل هذه المسؤوليات! وضعوا نظاماً قوياً للمتابعة والتقويم والمحاسبة !

وذكر الكاتب أن: المحصّلة النهائية هي أن قدرات التلميذ «الياباني» في الرياضيات والعلوم أعلى من قدرات التلميذ «الأمريكي» !

وأصبحت اليابان هي الأولى في صناعة السفن والسيارات والأجهزة الإلكترونية في العالم. وفي السنوات الأخيرة تجاوز دخل الفرد «الياباني» دخل الفرد «الأمريكي» منح ذلك استثمار في التعليم وفي تنمية القوى البشرية .

** وينقل كاتبنا قوله للدكتور محمد جابر الأنصاري في كتابه: «العالم والعرب سنة 2000» : إذا ما أردنا أن نهيئ لأنفسنا مكاناً تحت الشمس فيجب علينا أن نتعلم بتواضع من اليابان والصين وكوريا كيفية قدرة شعوب الشرق على استيعاب التقنية الحديثة وكيفية تحويل الفرد والمجتمع على قوة عاملة منتجة على تجاوز التواكل والاعتماد على الغير والميل المسرف إلى الاستهلاك. ويبرر الدكتور الأنصاري سر التقدم الياباني بقوله: سر نجاح التربية اليابانية لا يعود إلى مجرد الإصلاحات الهيكلية والتنظيمية والنظرية التي استوعبها النظام التربوي الياباني الحديث، وإنما قبل هذا كله على الخلفية والقاعدة التعليمية؛ انطلاق الإصلاح التربوي الياباني من تلك الخلفية مع تطويرها كان السبب الأول في نجاحه واستجابته لنوازع الأمة اليابانية.. كما تميز اليابانيون عن غيرهم من الشرقيين بالتخلص من عقدة الاستعلاء الثقافي والأخلاقي تجاه الحضارات الأخرى؛ فجاء انفتاحهم عليها صحيحاً مثمراً .

** هكذا أدرك التربيون المنفتحون الطامحون إلى الرقي في مجال التربية والتعليم يتطلعون إلى الرقي الحضاري ويأخذون بالأجدى على أوطانهم كما فعل اليابان ودول «اسكندنافيا» وغيرهما في الشرق والغرب، فارتقوا بالتعليم فارتقت بلادهم، فأصبحوا سادة لأنهم طامحون!

** ويذكر الكاتب أن المفكر «الجزائري» مالك بن نبي قال: إن اليابان قضت من الحضارة الغربية موقف التلميذ، ووقفنا نحن منها موقف «الزبون» ! هي استوردت منها المعارف بوجه خاص؛ ونحن استوردنا منها الأشياء الاستهلاكية! ترى متى تقتنع أمتنا العربية وتعدادها السكاني ثلاثة أضعاف تعداد «اليابان» بأن تستخدم لغتنا العربية الجميلة في التعليم، وتهتم في نفس الوقت بالترجمة وإجادة اللغات الحية ؟

** يؤكد الكاتب الدكتور زهير السباعي على إجادة لغة أجنبية حيّة أو أكثر أمر ضروري لمتابعة تطورات العلم والتقنية والتواصل مع دول العالم ! وقال كاتبنا: الخطأ يكمن في الظن أن تعلم علم من العلوم مثل الطب أو الهندسة بلغة أجنبية كفيل بأن يجيد الطالب هذه اللغة! الطريق الصحيح لإجادة لغة ما، هي أن يتعلمها الطالب كلغة.. ولمن أراد أن يتثبت من الأمر عليه أن يطلب من 100 مائة من خريجي الطب أو الهندسة من جامعاتنا العربية أن يكتب أحدهم صفحة باللغة الإنجليزية دونما أخطاء أو أن يقرأ صفحة من مجلة أو صحيفة إنجليزية دون أن يتعثر! الحقيقة مُرة! ولكن علينا أن نواجهها!

** وقال كاتبنا: وأنا أكتب هذه السطور أقرأ أن خبراء التعليم في «اليابان» عاكفون على استحداث مزيد في نظام التعليم لينتقلوا به من عصر إلى عصر، ومن مرحلة إلى أخرى.. التغيير المستمر كالماء الجاري أدعى إلى إخصاب الأرض وإيناع الثمر، وقال الكاتب: علنا نستفيد من تجربة اليابان!

فنلندا

** قال الكاتب: زرت فنلندا أكثر من مرة؛ في إحدى زياراتي اصطحبت مجموعة من طلابي في الدراسات العليا بكلية الطب - بجامعة الملك فيصل - حيث أمضينا عشرة أيام في دراسة ميدانية للرعاية الصحية الأولية في «فنلندا» بترتيب من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الفنلندية! فنلندا من أفضل دول العالم في التعليم والخدمات الصحية، أما جمال الطبيعة فحدّث عن البحر ولا حرج! وقال الكاتب: في فنلندا يكمن في تطوير الإدارة، وتحديداً في تطويع «اللامركزية» في التنفيذ.. ووزارة الصحة في فنلندا لا يعمل فيها أكثر من 100 مائة شخص جلهم من الخبراء في التخطيط وأقول في بلادنا السعودية ميزانية وزارة الصحة 6/4 مليار ريال 60 % ستون في المائة مرتبات ومستشفياتنا الحكومية خدماتها في المستوى الأدنى ولا تغطي 10 % من السعوديين الفقراء إلى الطبابة! أما الدواء فلا تحرك به لسانك! اشتر من السوق ما دامت المرتبات وحدها ثلاثة مليارات! ولقد هممت أن أكتب المرتبات بالأرقام فخشيت أن أفشل في «مساحة» أو ضخامة الأرقام، مع أني ازعم أني إداري جيد جداً ولا فخر، غير أن الأرقام الفلكية لها ذووها المختصون!

** قال الكاتب: في زيارة لي على جامعة «مانشستر» في بريطانيا قيل لي: إن أمامنا هدفا نسعى إليه وهو أن ننتقل من المرتبة الأربعين بين جامعات العالم على المريبة الخامسة عشرة في غضون 10 عشر سنوات؛ حددوا هدفهم ويسعون جادين إلى تحقيقه .

** ونحو الهدف الراقي وتحديده، ينقلنا الكاتب إلى قصة الطبيب الألماني «البرت شفايزر» 1875 1965 الذي حصل على جائزة «نوبل» للسلام. كان عازفاً على الأورج في الكنيسة. رغب أن يغير نمط حياته. ولكن كيف؟ لم تتضح له الرؤية! اتخذ قراراً؛ عندما يبلغ الثلاثين من العمر سيحدد ما يريد! وعندما بلغها قرر أن يدرس الطب وأن يهيئ نفسه لمعالجة المرضى في أفريقيا فتم له ما أراد! درس الطب وذهب إلى أفريقيا حيث أمضى عشرين عاماً في الجابون يعالج المجذومين !

** وقال كاتبنا: هذه تجربة فرد تضع يدنا على المسار الطبيعي لعملية التغيير! والاعتراف بوجود المشكلة ودراسة الموقف؛ وتحديد الهدف، والسعي حثيثاً إلى الوصول إليه!

من الذي يصنع الهدف؟

ويجيب الكاتب على تساؤله فيقول: الهدف من التعليم يجب أن تصوغه مجموعة من الاختصاصيين لهم خبرة بالحياة وبصيرة بشؤونها! اختصاصيون في مجال التربية والاقتصاد والاجتماع والعلوم والصناعة والبيئة والفكر؛ يضمهم مجلس أعلى لتطوير التعليم يرتبط مباشرة برئيس الدولة أعضاؤه متفرغون لهدف واحد لا يشغلهم عنه شاغل! تطوير التعليم يصوغون أهدافه ويضعون برامجه ويتابعون تنفيذها .

** وقدم الدكتور السباعي ثلاثة أهداف في سلم التنمية البشرية كما جاء في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2005م هي:

1 - التطوير الاقتصادي والاجتماعي قضية شمولية تطوير التعليم جزء لا يتجزأ منها!

2 - التخطيط العلمي: يجب أن يكون مقنناً، قابلاً للقياس، مصوغاً في برامج محددة وبجداول زمنية!

3 - تطوير التعليم مسؤولية مشتركة بين قطاعات التعليم والاقتصاد والصحة والبيئة والإعلام والبحث العلمي وغيرها .

وقال كاتبنا: أخشى ما أخشاه ونحن نخطط أن نقع في أخطاء، كثيراً ما تمارس، وبخاصة في البلدان النامية؛ مما ينتهي بالتخطيط العلمي إلى عمل مرتجل .

وتعرض الكاتب لأخطاء قال: إننا كثيراً ما نمارسها، وقال إن أول هذه الأخطاء: الخلط بين الأهداف والوسائل!

وقال: من السهل أن نقول إن هدفنا هو بناء «ألف مدرسة» ، أو إنشاء عشر جامعات أو مضاعفة «ميزانية التعليم» ؛ بيد أن هذه ليست أهدافاً بقدر ما هي وسائل! ذلك أن ما نسعى إليه: هو أن تصبح واحدة أو أكثر من جامعاتنا في مصاف الجامعات الكبرى في العالم خلال ثلاثة عقود أو أن نعيد ترتيبنا في سلم التنمية البشرية؛ أو أن نجد 90% من خريجي الثانية العامة مقاعد للدراسة في الجامعات ومعاهد التدريب؛ أو أن يسجل 10% من خريجي جامعاتنا ابتكارات واختراعات جديدة ؟.

مقالات أخرى للكاتب