07-11-2014

الرافد التنموي المهمل في نظام التعليم العام

من المعروف أن الموارد البشرية خيرُ معيار تُقاس به ثروات الأمم.. وذلك باعتبارها الأصول الفعالة المؤثرة قي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة من الدول.. لذلك فإن العناية والاهتمام بتنمية الموارد البشرية يأتي من منطلق عوامل مختلفة وذات أبعاد متعددة لعل أهمها على الإطلاق البعد الاقتصادي الذي يعتمد بصورة مباشرة على موارد بشرية مؤهلة ومدربة وعلى درجة عالية من الكفاءة ثم البعد الاجتماعي وعمادة التعليم الذي يعتبر مفتاحاً إستراتيجياً للتنمية البشرية.

ولأن التعليم هو بمثابة نقطة ارتكاز لرفد الوطن بعقول قادرة على دفع عجلة التنمية والتطور نحو الأفضل فإن الحاجة باتت ملحة لإعادة النظر في كثير من مناهج التعليم العام وذلك ضمن إطار غربلة شاملة تتناول الأهداف والمحتوى والأساليب ومدى فاعلية وتأثير المحتوى على واقع حياة الطالب مستقبلاً.

هناك مقولة جميلة (لكونفوشيوس) يقول فيها: إن الأشياء التي يجب أن نتعلمها لا نتعلمها إلا عندما نفعلها فعلاً: وهذا يعني أن أي نشاط عملي يتعلمه ويمارسه الطالب في المدرسة سيكتسب من خلاله قيمة وتأهيلا ينفعه في مسيرة حياته.. ولأن التعليم وخاصة في هذا العصر.. عصر الانفجار المعرفي والاقتصادي لابد أن يتوافق مع سوق العمل ويواكبه لذا يجب أن يكون منتجاً ولن يكون التعليم منتجاً إلا إذا كان في بيئة منتجة والبيئة المنتجة في هذه الحالة هي البيئة المدرسية التي تحتضن الطالب لأكثر من سبع ساعات فما جدوى أن يتشبع عقله خلالها حد التخمة بحشوٍ معلوماتي بعيد كل البعد عن أي نشاط مهني أو حرفي أو أي تطبيقات عملية لمهارات تعتبر من أهم ضرورات الحياة العلاقة بين المدرسة وعالم العمل تجعلني دائمة التساؤل.. هل ينبغي على المدرسة أن تعلم الطالب مهارات بعض المهن الحرفية البسيطة التي قد تطلبها حياتنا في ظروف طارئة كإصلاحات كهربائية في المنزل أو سباكة أو تنسيق الحديقة المنزلية وغيرها من المهن البسيطة أم فقط ينبغي على المدرسة أن تعلم وتلقن الطالب نصوصاً ومعارف وتجعله يحفظها عن ظهر قلب ليتوجها في نهاية الأمر بشهادة تخرج تبقى حبيسة أدراج فصاحبها لا يملك من المقومات المهنية التي تؤهله لخوض سوق العمل لقد باتت ظاهرة عدم المواءمة بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل ظاهرة تستحق في المقام الأول اهتمام المسؤولين في وزارة التربية والتعليم باعتبار أن المدرسة هي مصنع إعداد العقول التي يعتمد عليها الوطن في مجالات التنمية المتعددة.

السؤال: ماذا لو أدرجت الوزارة في مدارسها منهجاً لتعليم بعض المهن الحرفية البسيطة وذلك توازياً مع المناهج النظرية مع توفير البيئة المناسبة للتدريب العملي.. أبناؤنا بحاجة ماسة إلى هذا النوع من المناهج العملية لتحرير الفكر من قيود المناهج النظرية الجامدة ناهيك عن المتعة وغرس حب العمل وتطوير قدراتهم الذاتية واكتساب الثقافة المهنية في وقت مبكر من حياتهم. ومن المؤكد بأن إدراج التعليم المهني ضمن مناهج التعليم العام يعزز كثيراً من إتجاهات الأبناء في حياتهم العامة وعند دخولهم مستقبلاً إلى عالم العمل.. لهذا لا يمكن الفصل بين حاجة المجتمع إلى التخطيط التعليمي وحاجته إلى التخطيط المهني كل منهما يقترن بالآخر ويتم الاقتران من خلال التعرف على ماذا يحتاج المجتمع والوطن لتحقيق ما يصبو إليه. أخيراً.. عبارة أتوق كثيراً أن تتحقق عملياً على أرض الواقع لصالح أبنائنا الطلبة وأتمنى أن تصل لسمو الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم حفظه الله.. مضمون العبارة (التعليم المهني في مدارسنا ترف وضرورة).

zakia-hj1@hotmail.com

Twitter @2zakia

مقالات أخرى للكاتب