08-11-2014

أين يتجه تدوير مؤشر أسواق الأسهم..؟

مراهنة المستثمرين على الزخم في عام 1999 لم يتحقق ولم يحققوا مكاسب مالية، وذلك بفضل نطاق الخسائر بعد انفجار بنك ليمان في الولايات المتحدة نتيجة أزمة الرهون العقارية. يشكك المستثمرون عادة في إثبات الأكاديميون متانة القيمة والزخم على مدى الزمن، حيث يعطي كل منهما أداء جيداً.. لكن بدأ المستثمرون يستعيدون قراراتهم ويتنبهون لأول مرة بأن الشراء بسعر رخيص يعد أمراً منطقياً وهو ما يعتبر انقلاب بداية فترة متجددة من الانتصار لأسهم القيمة.. لكن ما يزال من الصعب تفسير خسارة الزخم، باعتبار أن الزخم وحش يتطلب مهارات عالية جداً.. لكن وجد أنه كلما طالت فترة اندفاع أسهم القيمة ازداد احتمال أن تتمتع أسهم القيمة بالزخم.

هناك تساؤلات يطرحها العديد من المحللين لماذا يحدث بيع كثيف، بل فظيع في الأسواق الناشئة عندما تحلق الأسهم الأمريكية؟.. لكن في الحقيقية هي نهاية مرحلة الأداء المتفوق للأسهم المكلفة أو ما تسمى بأسهم النمو وهي شركات جديدة لديها آفاق غير مؤكدة.

خلال شهر مضى حتى منتصف شهر أبريل 2014 بعد التحول الجديد إلى أسهم الشركات الاستهلاكية الصينية بعيداً عن بنوك الصين وشركات التطوير العقاري فيها لم يحدث انهيار في أسواق أسهم البلدان المتقدمة، كان أداء الأسواق الناشئة أفضل أداء من أسواق أسهم البلدان المتقدمة، حيث تفوق بنسبة 8.4 في المائة، وهو أداء متفوق خلال فترة مماثلة منذ 2009 حين اندفعت الأسواق الناشئة إلى الأمام.

بعد انهيار بنك ليمان، كانت نهاية أسهم الدوت كوم والتكنولوجيا الأحيائية، انهارت أسهم التكنولوجيا الحيائية تقريباً بمقدار الربع خلال 35 يوماً من التداول، بينما تراجعت أسهم الدوت كوم قياسا بمؤشر داو جونز للإنترنت بنسبة 18 في المائة، بل تراجعت أسهم المعرفة أكثر من ذلك بكثير.

انتقل تداول الأسهم ضمن سوق الأسهم الأوسع، وحدث هناك تدوير كبير، وانتقال من أسهم النمو باتجاه الأسهم الرخيصة، أو أسهم القيمة، تضررت على إثر هذا التحول الأسهم المكلفة مقابل الأسهم الرخيصة منذ عام 2009.

بل عانى الزخم من فترة مريعة إذ يشير الزخم إلى ميل الأسهم الصاعدة سواء كانت أسهم نمو أو أسهم قيمة، ولكنها لا تستحق مثل هذا الصعود، حتى أصبحت أسهم الزخم في أوروبا أرخص الأسهم استناداً إلى نسبة السعر إلى القيمة الدفترية من الأسهم ذات الزخم المنخفض للمرة الثالثة منذ 25 عاماً وفقاً لتصريح بنك نومورا.

في الفترة الأخيرة تشير الأسواق إلى وجود ارتياح كبير لدى المستثمرين جراء نمو شركات الدوت كوم والتكنولوجيا الأحيائية التي عانت بعد انهيار بنك ليمان، ولكن استمرت الأسواق الناشئة في التفوق على الأسواق المتقدمة. فإذا ما خسرت أسهم النمو المكلفة، كذلك عانت أسهم القيمة منذ عام 2007 أطول فترة من الأداء الأدنى في تاريخها، رغم أنها كانت أفضل أداء من أسهم الزخم.

يجب أن تتخلص الأسواق من تعامل عليه حشود كبيرة وفق ضوابط وتشريعات، خصوصاً وأن بعض الحشود دخلوا في التداولات بالرفع المالي، وهم الوقود الذين يستخدمهم المستثمرون الماهرون والقادرون على الهروب من السوق وترك المالكين الضعاف يصارعون الموج، حتى يتم التخلص منهم عندها يعود المستثمرون الكبار إلى السوق وقد أصبحت الأسعار في حدها الأدنى، وكأن أسواق الأسهم أصبحت صائدة للملاك الضعاف لصالح الملاك الكبار.

Dr_mahboob1@hotmail.com

أستاذ بجامعة أم القرى بمكة

مقالات أخرى للكاتب