23-11-2014

المسنون في المملكة 2-2

من المتعارف عليه أن كبير السن يعاني جملة من المصاعب الصحية، منها :

1 - نقص التفاعل الحركي العصبي مع محيطه، فنجد حوادث السير تكثر لدى كبار السن لبطء تفاعلهم مع المواقف الطارئة، ونجدهم يكونون عرضة للسقوط لعدم قدرتهم على تجاوز العقبات البسيطة التي تعترضهم، حتى ان البعض يسقط في دورة المياه أو مدخل المنزل ... الخ

2 - ضعف القدرات المناعية ضد الأمراض، وهو ما يعرض كبير السن لأمراض لا تصيب صغار السن بشكل كبير.

3 - ضعف القدرات والمهارات البدنية و الجسدية والعضلية.

4 - ضعف الحواس مثل البصر و السمع و الذاكرة.

5 - التعرض للأمراض المزمنة كأمراض القلب، السكر، الضغط، المفاصل... الخ

6 - وجود صعوبات نفسية نتيجة للمصاعب الصحية و الجسدية وشعور العزلة وعدم التأقلم مع المجتمع المحيط ... إلخ.

7 - التعرض للأمراض المتقدمة المتعلقة بالشيخوخة كالزهايمر والرعاش وغيرها.

عطفاً على ما سبق من معلومات عامة يمكننا الإشارة إلى جملة من المعوقات التي تسهم في عدم تقديم الخدمات الأمثل للمسنين بالمملكة. مثال:

1 - عدم توفر المعلومة الأساسية الموثقة عن كبار السن بالمملكة، من ناحية أعدادهم، أوضاعهم المعيشية، الصحية، والاجتماعية... الخ.

2 - قلة الوعي باحتياجات كبار السن، سواء على مستوى العائلة، التي يرى بعض أفرادها أن كبير السن، لا يحتاج منا أكثر من تقديم الأكل و الشرب له، والحفاظ عليه داخل البيت، أو حتى على المستوى التنظيمي، حيث نفتقر إلى تقديم الخدمات المؤسسية الخاصة بكبار السن.

3 - قلة الكوادر الوطنية المؤهلة والمدربة - كماً ونوعاً - في مجالات رعاية المسنين صحياً واجتماعياً وترويحياً ...الخ.

4 - عدم وضع خدمات المسنين ضمن أولويات المؤسسات المعنية ، فالقطاع الصحي على سبيل المثال؛ لا يضع البرامج الصحية لكبار المسنين ضمن أولوياته. المراكز القليلة التي أنشئ البعض منها لخدمة المسنين تحولت إلى مجرد دور إيواء أو عجزة أو ما يعرف بالنقاهة، وتفتقد الكثير من المقومات الأساسية.

نحتاج تفاصيل أكبر في هذا المجال، لكننا نختم بالتوصيات التالية:-

1 - التوسع في إنشاء مراكز كبار السن، التي تقدم الخدمات الصحية والترويحية والاجتماعية المناسبة، في كافة المناطق والمدن. ليس بالضرورة مراكز إيواء بل قد تكون مراكز - أندية نهارية تقدم خدماتها لأعضائها كبار السن وتحيل من هم بحاجة إلى إيواء، لظروف اجتماعية أو صحية، إلى المراكز المتخصصة. يمكن أن تساهم الشركات، الغرف التجارية، الشؤون الاجتماعية، مؤسسات التأمينات والتقاعد في مثل هذه المشاريع كجزء من المسؤولية الاجتماعية تجاه كبار السن والمتقاعدين.

2 - نشر الوعي بأهمية وأساليب خدمة كبار السن ومساعدتهم للعيش في صحة وسعادة على مستوى الأسرة والمجتمع.

3 - تهيئة البيئة المناسبة لكبار السن في الطرق والمتنزهـات والأسواق والملاعب، بما يسهل تنقلهم ووصولهم واستمرارهم في الانخراط في النشاطات المختلفة والاختلاط مع المجتمع.

4 - تقديم التسهيلات لكبار السن كتخفيض أجور النقل الجوي والبري، تخفيض رسوم الخدمات، تسهيل مراجعات الدوائر الحكومية ... الخ

5 - دعم وتشجيع الدراسات المتعلقة بكبار السن في المملكة وعقد الاجتماعات العلمية التي تعنى بمناقشة قضايا المسنين بالمملكة .

6 - إنشاء جمعيات أصدقاء المسنين أو أصدقاء الشيخوخة - كما أسماها البعض - لدعم الفئات المحتاجة منهم , وللإسهام في دعم وتوفير بعض الخدمات المتعلقة بهم.

7 - الاستفادة من كبار السن في مجال قدراتهم وتخصصاتهم، في القطاع الخاص والأعمال التطوعية بعد التقاعد الرسمي.

أخيراً نذكّر بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا».

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب