28-11-2014

(السواحل الداخلية)؟!

لا أحب المقارنة بين مُسميات قرى (السعودية)، وقرى (لبنان)؟ لأن كفة الجماعة (هونيك) سترجح بمقارنة: (أم الجماجم)، و(أم العقارب)، و(أبا الدود)، و(جفن ضب)، بـ(عين التينة)، و(عين الرمانة)، و(تل الزعتر)، و(جبل الزيتون)!

ولكن ما لفت انتباهي هو المُسميات الرقيقة والمُبهرة (لعواصف لبنان)، والتي تتناسب مع (أجواء الشو) التي يتميز بها (اللبنانيون) أكثر من غيرهم، حيث إن (اللبناني) بطبعه لا يقبل الهدوء، فهو يحب أن يخلق له (جوا خاصا) من التحدي والحراك، عندما يصنع من (الحبة - قبة) على رأي (المصريين) !.

في مثل هذه الأيام - من العام الماضي - ولكوني (عليمي عواصف)، تسببت (عاصفة أليكسا) في خسارتي لنحو (300 دولار) في بيروت، بعد شرائي لمعطف، وبيعه في اليوم التالي، وقد حدثتكم عن القصة في مقال سابق بعنوان (من ؟ يبيع ماذا ؟) يمكن الرجوع له للفائدة !.

تخيلت لو أن (رئاسة الأرصاد وحماية البيئة), بدأت في إطلاق (أسماء) على تقلبات الجو التي نعيشها هذه الأيام، فكيف سيكون الأمر ؟!.

الذاكرة السعودية ما تزال تحتفظ بـ (سنة الهدام)، أو (سنة الغرقة) نتيجة ما حدث عام 1376هـ، بعد أن هطل المطر لنحو (58 يوماً) بشكل متواصل ليلاً ونهاراً، ولكن أحداث مُضرة وأكثر (ألماً) للجيل الحالي، مثل - سيول جده - بقيت دون إطلاق أي (اسم رمزي) عليها ؟!.

بكل تأكيد أحمد الله أننا لم نفكر بعد في (سعودة العواصف) أو الحالات المطرية، وإلا لدخلنا في (خلافات واعتراضات) لا يمكن الخروج منها، فلم نتفق بعد على تسميات شوارعنا، فكيف بأجوائنا ؟ رغم أن (تسمية الطقس) بدأت عالمياً منذ العام 1953م بربطها بأسماء (مؤنثة) عادة!.

اليوم وأنا أتابع نشرة الأحوال الجوية اللبنانية، وترقبات تحرك عاصفتي (ميشا) و(نانسي)، فهمت أن معيار (الأحوال الجوية) له علاقة مباشرة (بالأحوال الجيبية) في معظم الدول تقريباً؟!.

فكلما كان هناك (بواقي) من الملابس الشتوية، كان لا بد من تصريفها بالرياح (الشمالية الشرقية) الممتدة من أقصى مشاريع (تصريف السيول) غرباً، وصولاً إلى (السواحل الداخلية)؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب