محمد العشيوي - الجزيرة:
على مسرح محمد العلي في «موسم الرياض»، أسدل الستار على واحدة من المسرحيات التي لامست قلوب الجمهور وضحكاتهم في آنٍ واحد، وهي مسرحية «النداء الأخير»، التي قدّمت تجربة مسرحية خليجية متقنة جمعت بين الكوميديا والدراما، وأعادت للمسرح بريقه عبر نصٍّ يعالج فكرة الإنسان حين يواجه مرحلة جديدة من العمر في إطار ساخرٍ وعميق.
تدور أحداث المسرحية حول موظفٍ متقاعد يجد نفسه فجأة في عالم الخطابة بدافع الحاجة، لكنه يصطدم بتحدياتٍ جديدة تكشف عن صراعٍ داخلي بين الماضي والحاضر، بين التجربة والواقع، في قالبٍ يجمع بين الطرافة والرسالة، وقد حظيت المسرحية بإقبالٍ جماهيري واسع طوال أيام عرضها، إذ امتلأت مقاعد المسرح بالحضور الذي تفاعل مع التفاصيل والحوارات والعروض التمثيلية الدقيقة.
وفي حديثه لـ«الجزيرة»، عبّر الفنان بيومي فؤاد عن سعادته بمشاركته في العمل خصوصاً أن المسرحية تقام في العاصمة الرياض، وفي إجابة عن سؤال بأنه يُعد من أكثر الفنانين العرب مشاركة في موسم الرياض، بأكثر من خمس عشرة مسرحية منذ انطلاق الموسم عام 2019، قائلاً: المشاركة في «موسم الرياض» تجربة مختلفة لأنها تجمع بين النجوم والجماهير في بيئة فنية راقية، وتبرز التناغم العربي والخليجي في عملٍ واحدٍ يُقدّر الفن ويحتفي بالضحكة الصادقة.
وأضاف أن محبته للهجة الخليجية تزيد من قربه للجمهور السعودي، الذي وصفه بـ «الذوّاق المسرحي الراقي»، كما أشار إلى أن أقرب المسرحيات إلى قلبه هي «السندباد» مع كريم عبد العزيز، و»أنستونا» مع دنيا سمير غانم.
تعد «النداء الأخير» من المسرحيات التي جسّدت التنوع الفني في «موسم الرياض»، إذ قدّمت حكاية إنسانية بروحٍ خليجيةٍ خالصة، حملت معها الضحكة والرسالة، والعمق الإنساني في آنٍ واحد، لتؤكد أن المسرح ما زال قادراً على أن يكون مرآةً للمجتمع، وجسرًا بين الثقافة والفرح وهكذا، غادر الجمهور المسرح محمّلًا بالدهشة والابتسامة، في ليلة ٍجديدة من ليالي موسم الرياض التي تصنع من الترفيه حكاية إنسانية نابضة بالحياة.