«الجزيرة» - الدوحة:
تُوِّج أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المنتخب المغربي الأول لكرة القدم بلقب كأس العرب 2025، عقب فوزه المثير على نظيره الأردني بنتيجة (3-2، في المباراة النهائية التي أُقيمت على ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط حضور جماهيري كبير وأجواء تنافسية عالية عكست قيمة الحدث العربي.
وبادر المنتخب المغربي بالتسجيل مبكرًا عن طريق اللاعب أسامة طنان في الدقيقة الرابعة، مستفيدًا من بداية قوية فرض خلالها «أسود الأطلس» سيطرتهم على مجريات اللعب، لينتهي الشوط الأول بتقدم المغرب بهدف دون مقابل. ومع انطلاق الشوط الثاني، عاد المنتخب الأردني بصورة مغايرة، حيث نجح في فرض ضغط متواصل على الدفاع المغربي.
وتمكن علي علوان من تسجيل هدف التعادل للأردن في الدقيقة 48، قبل أن يعود اللاعب نفسه ويضيف الهدف الثاني في الدقيقة 68، ليقلب «النشامى» النتيجة مؤقتًا ويضعوا المنتخب المغربي أمام اختبار صعب في الدقائق المتبقية من اللقاء.
وعلى الرغم من التأخر في النتيجة، أظهر المنتخب المغربي خبرته الكبيرة في المباريات النهائية، حيث كثف من هجماته في الدقائق الأخيرة، ليتمكن عبد الرزاق حمد الله من إدراك التعادل في الدقيقة 87، قبل أن ينجح اللاعب ذاته في تسجيل هدف الفوز الحاسم في الدقيقة 100، مانحًا منتخب بلاده لقب كأس العرب للمرة الثانية في تاريخه بعد تتويجه السابق عام 2012.
وبهذا الإنجاز، أكد المنتخب المغربي تفوقه في المواجهات التاريخية أمام نظيره الأردني، في حين اكتفى منتخب الأردن بالمركز الثاني في أول ظهور له في نهائي البطولة، بعد مشوار مميز قدم خلاله مستويات لافتة نالت إشادة المتابعين.
ويأتي هذا التتويج ليعكس حالة الزخم التي تعيشها كرة القدم المغربية على مختلف الأصعدة، حيث واصل المغرب حصد الإنجازات القارية والدولية خلال فترة زمنية قصيرة، في ظل استراتيجية فنية واضحة وعمل قاعدي منظم يشرف عليه الاتحاد المغربي لكرة القدم.
وخلال أقل من خمسة أشهر، حققت المنتخبات المغربية سلسلة من النجاحات، من أبرزها التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا للمحليين 2025، إلى جانب فوز منتخب الشباب بلقب كأس العالم تحت 20 سنة، في إنجاز غير مسبوق عربيًا وإفريقيًا. كما سجل منتخب تحت 17 سنة حضورًا قويًا بوصوله إلى ربع نهائي كأس العالم للناشئين، قبل أن يختتم المنتخب الأول العام بالتتويج العربي.
وتعكس هذه النتائج المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها الكرة المغربية على الساحة الدولية، كنموذج ناجح في التخطيط وبناء المنتخبات، وسط تطلعات جماهيرية بمواصلة تحقيق الإنجازات في الاستحقاقات المقبلة.