الثلاثاء 5 ,رمضان 1422                                                                                                   Tuesday 20th November,2001

مقالات في المناسبة


قصائد في الذكرى


قالوا عن الفهد


إنجازات الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


من اقوال الفهد


الرياضة في عصر الفهد


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


عشرون عاماً من العطاء
د. محمد بن سليمان الأحمد

جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة هذا الوطن وكل مواطنيه لا يمكن إلا أن يتذكرها كل مواطن ومواطنة، فقد عرفه الآباء قبل البيعة له ملكاً للبلاد في عام 1402ه حيث كان «حفظه الله» أول وزير للمعارف في عام وفاة والده الملك عبدالعزيز غفر الله له عام 1373ه في أول وزارة للتربية والتعليم عرفتها المملكة، قدم رعاه الله من خلال هذا المنصب الكثير لخدمة العلم والمعرفة في بلادنا فإضافة إلى العشرات من المدارس والمعاهد في مدن بلادنا وقراها، شهدت الجزيرة العربية بل والخليج العربي افتتاح أول جامعة في المنطقة، هي جامعة الملك سعود التي بدأت الدراسة فيها عام 1377ه.
ثم تولى وزارة الداخلية ليحقق للوطن والمواطن أرفع درجات الأمن والأمان في ظل ما كانت المنطقة تشهده من دعوات إلى الثورة والانقلابات العسكرية، واعتناق القيم المستوردة والتخلي عن القيم والمبادئ الإسلامية، وجاء عام البيعة وكان الوطن على موعد مع فهد بن عبدالعزيز ليحقق له قفزات هائلة في كافة المجالات، ففي حقل التعليم والتعليم العالي على وجه الخصوص فقد تحولت كلية البترول والمعادن إلى جامعة فريدة في مستواها على نطاق كل جامعات منطقة الشرق الأوسط، وافتتح في عهده «حفظه الله» ثامن جامعة سعودية في منطقة غالية من مناطق بلادنا وهي جامعة الملك خالد، وبلغ عدد كليات الطب والعلوم الطبية في بلادنا حوالي عشر كليات بعد أن كان عددها لا يتجاوز الكليتين فقط، وفتح المجال للتعليم العالي الأهلي حيث وافق مجلس الوزراء بشكل أولي على انشاء جامعتين أهليتين، هذا غير افتتاح المزيد من كليات التقنية والمعلمين، أما كليات المجتمع التي لم تشهدها بلادنا قبل هذا العهد الزاهر فسوف تعم الكثير من محافظات المملكة، ولقد استفاد من تطور وتعدد قنوات التعليم في بلادنا شباب الوطن من الجنسين، حتى بلغ مجموع الكليات الجامعية والمتوسطة التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات حوالي المائة كلية منتشرة في الكثير من محافظات بلادنا، وأصبحت كل جامعة سعودية تضم العشرات من الأقسام والتخصصات، حتى بلغ عدد الأقسام في جامعة واحدة أكثر من مائة وأربعين قسماً، وتطورت القدرات الأكاديمية للجامعات بحيث أصبحت قادرة على منح درجات الماجستير والدكتوراة والدبلومات في العديد من التخصصات.
أما أعداد الطلاب والطالبان في مختلف مراحل التعليم فقد أصبحت في العام العشرين لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في بلادنا، تقاس بالملايين، إذ تجاوزت اليوم الأربعة ملايين، وقد بلغ عدد المتخرجين في جامعة الملك سعود منذ تخرج أول دفعة من طلابها عام 1381ه والتي بلغ عدد المتخرجين فيها خمسة عشر طالباً، وطالبة منتسبة واحدة، حتى تخرج الدفعة الأربعين في العام الماضي أكثر من مائة ألف طالب وطالبة يحملون مؤهلات جامعية وعالية.
وحرص خادم الحرمين الشريفين على أن يشمل التعليم كل أبناء الوطن وتمثل ذلك بشكل واضح في حرصه على افتتاح الأكاديميات السعودية في الخارج حتى يتاح لأبناء وبنات السعوديين الذين قد تضطرهم ظروف العمل للاقامة في الخارج على متابعة التعليم وفق المناهج السعودية، إذ يوجد اليوم أكثر من عشر أكاديميات سعودية في مختلف قارات العالم، كما أنشئ في عهده وفي جامعات عالمية معروفة كراسي إسلامية علمية مهمتها خدمة العلم وطلابه، والتعريف بالإسلام والمسلمين، وبالمملكة أرضاً وشعباً.
وعرفت المملكة العربية السعودية في عهده لأول مرة في تاريخها بعض المفاهيم الجديدة لدعم العلم والثقافة والمعرفة ومن ذلك المكتبات الوطنية والمتاحف الوطنية والمهرجانات التراثية والثقافية وجوائز الدولة التقديرية.