السبت 2 ,رمضان 1422                                                                                                   Saturday 17th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


قصائد في الذكرى


سيرة ذاتية


من اقوال الفهد


الرياضة في عصر الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


المملكة.. القيادة ... المملكة.. فهد
نبيل يعقوب الحمر
وزير الإعلام البحريني

قد يبدو من السهل تقييم إنجازات قائد أو زعيم خلال فترة ما، لكن إذا كان الحديث حول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والإنجازات التي حققها على مدى العقدين الماضيين، فإن الأمر لا يبدو سهلا على الاطلاق، فالنهضة التي حققتها المملكة في عهده كانت نهضة شاملة، سياسية واقتصادية واجتماعية، كما أن تحقيقها لم يكن سهلا في ضوء التحديات الجسام التي واجهتها المنطقة، هذا إضافة إلى الدور البارز الذي لعبه خادم الحرمين في حركة الأحداث التي شهدتها المنطقة، بالنظر إلى النزاعات التي استطاع حلها، والأزمات الاقليمية والدولية التي نجح في إدارتها، والحروب التي جنب بلاده والمنطقة آثارها.
والمعروف أن الطريق الذي قطعه خادم الحرمين الشريفين خلال العقدين الماضيين للوصول ببلاده الى ما هي عليه الآن، لم يكن طريقا مفروشا بالورود، إذ لا يمكن تقييم الانجازات التي حققها بمعزل عن التحديات الجسام التي واجهتها المنطقة والتي هددت وجودها ومسيرة التنمية فيها، فقد قدر له أن يتولى قيادة دولة اقليمية كبيرة في منطقة هي من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم، لذا يمثل استقرار وأمن منطقة الخليج الذي استتب طوال العقدين الماضيين بفضل سياسة المملكة، انجازاً بحد ذاته سوف يذكره التاريخ لخادم الحرمين الشريفين.
والواقع أن تاريخ خادم الحرمين الشريفين حافل بالأدوار التي سعى من خلالها لخدمة الوطن، وكل هذه الأدوار ساهمت في صقل تجربته وتعميق خبراته وتكريس معرفته بأدق التفاصيل عن بلده، وهو ما لعب دوراً رئيسياً فيما بعد في نجاح إدارته للمملكة منذ عام 1982 وحتى الآن، وخاصة على صعيد نهضتها وتقدمها في مختلف المجالات، حيث شملت اصلاحاته كافة مظاهر الحياة وفي مقدمتها النظام الأساسي للدولة الذي حدد المبادئ والأسس الموجهة لسياسة الدولة في مختلف المجالات بما في ذلك حكم القانون ودولة المؤسسات وضمان كافة حقوق المواطن وحرياته في إطار الخصوصية السعودية.
ومن خلال قراءة صحيحة ومتكاملة لمجمل النهضة السعودية يتضح ان المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، استطاعت أن توظف مواردها فيما يخدم نهضتها وتطورها، إذ سعت نحو التركيز على الإنسان والارتقاء به ماديا وروحياً، فوفرت للمواطن أسباب النهضة والارتقاء، فأنفقت على التعليم على سبيل المثال 26% من الميزانية العامة للدولة خلال عام 2000م وحظيت مجالات الرعاية الأخرى بنفس الاهتمام، وإلى جانب ذلك استكملت المملكة كل جوانب بنيتها الأساسية العملاقة، من تطوير المدن والقرى وإنشاء شبكات الطرق والجسور والأنفاق والاتصالات والتوسع في إنشاء محطات تحلية المياه، وتطوير الزراعة والموانئ والمطارات وغير ذلك، أي أن المملكة سعت إلى تسخير عائدات الثروة النفطية الضخمة لمصلحة الانسان السعودي وفي سبيل نهضة الوطن وبناء المواطن.
وعلى الصعيد الخارجي قدمت المملكة وعلى نحو عملي ملموس وفي مختلف المجالات نموذجاً يحتذى به في علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة يقوم على الصداقة والتعاون وتجاوز أية خلافات بالطرق السلمية، بل لعبت المملكة بقيادة خادم الحرمين دور الوساطة الحميدة في العديد من الأزمات الإقليمية والعربية والدولية، ولم تدخر وسعا في العمل بكل السبل الممكنة لتعزيز التضامن العربي والإسلامي وعملت المملكة في عهده على الاستخدام الناجح لثروتها وذلك بمساعدة الدول الفقيرة بشكل عام والدول العربية والإسلامية بشكل خاص وذلك من خلال برامج المساعدات السخية واتفاقيات التعاون التي جعلت المملكة في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات للدول النامية.
إن المعايير التي يمكن من خلالها تقييم فترة ما في تاريخ الدول تختلف وتتنوع باختلاف الظروف والأزمان، لكن أبرزها هي مدى توافر الاستقرار والأمن في البلاد، والاستغلال الأمثل لموارد الوطن وتوجيهها الوجهة السليمة فيما يخدم تنمية المواطن والوطن، وإقامة علاقات حسنة مع دول العالم، وإذا ما طبقنا هذه المعايير على العقدين الماضيين في تاريخ المملكة، فإننا يمكننا القول بكل ثقة ان المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، عاشت أزهى عصورها وحققت ما لم تحققه غيرها في عشرات السنين وخلقت أرضية صلبة للانطلاق للألفية الثالثة بكل اطمئنان.