الثلاثاء 27 ,شعبان 1422                                                                                                   Tuesday 13th November,2001

مشاعر المواطنين


قالوا عن الفهد


مقالات في المناسبة


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


المملكة و 20 عاماً مع قائد مسيرة التنمية
عبدالرحمن محمد الرشيد
المدير العام لشركة المفتاح الدولي للاتصالات والكمبيوتر «إنتركي»

منذ عشرين عاماً وقف الشعب السعودي النبيل عن بكرة أبيه وبجميع فئاته يتقدمه قادته يودعون المغفور له جلالة الملك خالد إلى مثواه الأخير وبروح إيمانية راضية بقضاء الله وقدره تقدم الجميع مبايعين الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قائدا للأمة راعياً شؤونها ملتزمين في ذلك بالطاعة له وليا للأمر تدفعهم إلى ذلك عقيدتهم وإرادتهم الصلبة الداعية إلى وحدة الوطن وبنائه، ولم تكن هذه البيعة محض صدفة أو أن أحد طرفيها لا يعرف الآخر فقد عرف الملك المفدى شعبه ووطنه وحدد أهدافه ووسائله لبلوغ تلك الأهداف وقد عرف هذا الشعب مليكه باكرا وهو ينخرط في العمل الوطني منذ الصبا في عمله مع الموحد ويلعب دورا رياديا بارزا في نهضة هذه البلاد وتشكيل سياستها.
وقد تولى حفظه الله واحدة من أصعب المهام وهي مسؤولية تربية النشء كما عرفه هذا الشعب وهو يتصدى للمسؤولية في مواقع شتى في خدمة هذه البلاد ومواطنيها متدرجاً في مسؤولياته حتى حمل على عاتقه مسؤولية ولاية العهد ساعدا قويا وأمينا لأخيه الملك خالد (رحمه الله).
وتأسيسا على خطى الملك المؤسس جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه اتخذ خادم الحرمين الشريفين نصوص الشريعة الإسلامية والشورى والعدل والمساواة منهجا لإدارة هذه البلاد وقد حصدنا بالتطبيق الدقيق لهذا المنهج أمنا وطمأنينة نعمت بهما البلاد والعباد على امتداد الوطن وتأكيدا لهذا المعنى جاء تجديد مجلس الشورى وإصدار نظامه مؤسسة دستورية شامخة وصرحا من الصروح السياسية في هذه البلاد وصدرت أنظمة تحفظ للناس حقوقهم وأمنهم ومستقبلهم من كل تجاوز.
كما خطا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله خطوات راسخة متزنة تخدم مصالح الأمة العربية والإسلامية وتدعم وتؤكد على وحدة الهدف والمصير واضعة قضايا الأمة في قلب أولوياتها. وانتهج حفظه الله منهج عدم التدخل أو المساس بالشؤون الداخلية للآخرين وتعامل مع جميع دول العالم على قدم المساواة وبندية أهلت المملكة للوزن العالمي والمكانة المرموقة التي استحقتها عن جدارة بين المنظومات الدولية المختلفة وبقى ذلك دليلاً على نجاح مدرسة الفهد في مجال الدبلوماسية وقد قاد المليك المفدى بلاده وشعبه في أحلك الظروف ببراعة وحكمة شهد بهما العالم بأسره وما وقوف المملكة بجميع المحافل الدولية ضد البطش والعدوان الإسرائيلي وتصديها للأعمال الإرهابية ونتائج مؤتمر الطائف في إنهاء الحرب اللبنانية وإدارة حرب تحرير الكويت إلا أمثلة لبراعة وحكمة القائد.
وقد اختار المليك المفدى أن يقود المملكة العربية السعودية في طريق صعب هو طريق التنمية الهادفة إلى بناء الإنسان وتطويره عبر اكتمال البنيات الأساسية وتحرير الاقتصاد الوطني من كل معوقات وكان نتاج ذلك التوجه هذا البناء العظيم الذي نتفيأ ظلاله الوارفة ونعيشه واقعا زاهرا ولو عمدنا إلى تعداد المشاريع التنموية التي قامت في هذا العهد الميمون أوحتى تلك التي كان يدعمهما الفهد ويقف وراءها في أي وقت من عمر مساهماته الوطنية العديدة فإننا لن نتمكن من حصرها ولا أستطيع أن أقول في ذلك أبلغ مما قاله ولي عهده الأمين ان تلك الأعمال تزاحم بعضها وإن أفسحنا المجال لإحداها اعترضت الأخرى محتجة عليها فما بالك بدراساتها وتحليلها ودراسة الأجواء والظروف السائدة وقتها أو تلك التي أحاطت بها آنذاك. فعظمة البناء لا تكمن فقط في قيمة التفيؤ بظلاله أو الاستمتاع به بعد اكتمال بل كل العظمة في الانتصار على الظروف الصعبة وتجاوزها لتحقيق الهدف النهائي. والحق ولإنصاف الفهد فإن الدولة السعودية الحديثة ترتبط وتقترن بصورة الملك فهد بن عبدالعزيز لارتباطه اللصيق بالقرار السياسي منذ عهد الملك الموحد. وسيرة الفهد في البذل والعطاء دون أدنى شك امتداد لسيرة الملك المؤسس وأبنائه البررة من بعده هذه السيرة وهذا المنهج يفرضان على كل مسؤول يستشعر مسؤولية بل ويفرضان على كل فرد من أفراد الشعب النبيل أن يستلهم القدرة في الإخلاص والوطنية من هذه الإنجازات والنجاحات التي قدمها الفهد قبل وأثناء توليه الحكم حفظه الله.. أدعو من أعماق قلبي أن يمد الله في عمره ويحفظ لنا ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.