الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


فهد بن عبدالعزيز رائد نهضة وقائد أمة
بقلم عبيد الحاج(*)

حمل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود منذ بداية عهده الزاهر مشروعاً مجتمعياً حضارياً ونهضوياً قوامه تماسك الكيان الوطني وصلابة بنيانه.. وجوهره العقيدة الإسلامية المنبثقة من مضامينها التوجهات العملية لحركة نشطة من البناء والاصلاحات العميقة والجذرية للميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. فتجدد الانبعاث السياسي والثراء الفكري والتحول النهضوي التنموي في مسيرة شاملة ونقلة نوعية ثرية المحتوى والمكاسب مثلت أساساً لاستمرارية الانجاز والاعجاز.
ومن أبرز سمات الملك فهد بن عبدالعزيز تتمثل في ما كان يعتمل وما يزال في نسيج التنمية في سياق خطوات لا يستهان بها لتطور خدمات الصحة والكهرباء والمياه والطرقات والاتصالات والتعليم، بوسائل حديثة، وتعزيز البيئة التحتية بشكلها العام والارتقاء بالاقتصاد الوطني.
وكان من الطبيعي أن ينعكس نجاح السياسة الداخلية الحكيمة للمملكة في ظل قيادة الملك فهد بن عبدالعزيز على سياستها الخارجية القائمة على الوضوح والشفافية والاعتدال والتعايش السلمي والتعاون وتبادل المنافع والشراكة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة.
والمملكة كدولة محورية، لها وزنها وثقلها الجيوبوليتكي في المنطقة، فقد جسدت مواقف عربية واقليمية ودولية مشرفة في عهد خادم الحرمين الشريفين، لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام بين الدول، ودعم التنمية الاقليمية.. كما سخرت امكانياتها لخدمة الأمة والدفاع عن القضايا العربية المصيرية، ومساندة الشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً ودبلوماسياً وبكل الوسائل في نضاله العادل لتحرير أرضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ونتذكر الموقف العربي الإسلامي للمملكة في دعمها للانتفاضة الفلسطينية ومبادرتها السخية لانشاء ودعم صندوق الانتفاضة وصندوق الأقصى.
إن ديناميكية السياسة الخارجية للملك فهد بن عبدالعزيز قد جعلت من بلاده نموذجاً في حل مشاكل الحدود مع الجيران بطرق الحوار والوسائل السلمية.. ومثلت معاهدة جدة للحدود بين السعودية واليمن انجازاً تاريخياً يحسب لحكمة قيادتي البلدين.. ويؤكد البعد الدولي ايماناً بأهمية تعزيز دور المملكة في محيطها الاقليمي والدولي بديناميكية وتفتُح.. وعرفت قيادتها الحكيمة كيف تستفيد من تجاربها وعلاقاتها التاريخية أخذاً وعطاءً.. وقد حددت اختياراتها بكامل الاستقلالية، بحيث أصبحت اليوم حاضرة حيثما دعت إلى ذلك المصالح الوطنية والقومية العليا، ومصالح شعوب المنطقة في التعاون والتنمية والأمن والسلام الاقليمي والدولي.
والعلاقات اليمنية السعودية علاقات تاريخية عميقة، والمملكة واليمن هماجناحا جزيرة العرب.. والتجارب أكدت أنه كلما اجتمع البلدان وتوحد موقفهما كان مثل ذلك انتصاراً وخيراً ليس للبلدين وحسب وإنما للأمة العربية بأسرها.
إن سياسة الملك فهد بن عبدالعزيز ومنهجه وقناعاته أمور جسدت تمسكه بقضايا أمته المصيرية وتعامله مع الأحداث بعقلية منفتحة مؤمنة ومؤتمنة في روحها المعبرة عن نزعته الانسانية وايمانه بعقيدته وايثاره ازاء كرامة أمته وعزتها وسمو قيمها ومبادئها.
ان مواقف خادم الحرمين الشريفين القومية والانسانية وأعماله الكبيرة شاهدة على أرض الواقع، ليس في جنبات المملكة فقط أوفي تأثيرها الايجابي على نمو ورخاء حياة الانسان السعودي.. وإنما في أكثر بقاع العالم، حيث تمتد يده البيضاء بالخير والأعمال الانسانية، وفي كل عمل تجلت فيه المنافع للانسان والناس خارج المملكة في الوطن العربي والإسلامي وفي كل أرجاء العالم أينما تدعو الحاجة لمد يد العون والمساعدة.
لقد تجلت حكمة الملك فهد بن عبدالعزيز في تعامله مع الأحداث الطارئة عربياً واقليمياً بواقعية وعقلانية، والتي مكنته من الامساك دائماً بمقود الأوضاع والأحداث في الاتجاه الايجابي، وبناصية الأمور، مما أكسبه احترام وتقدير ملوك وزعماء وشعوب الدول الشقيقة والصديقة.
لقد كانت المرحلة التي تولى فيها الملك فهد الحكم ربما من أصعب المراحل التي مرت بها المنطقة والعالم الذي شهد متغيرات عاصفة وتحديات وتحولات كبيرة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.. لكن خادم الحرمين الشريفين بحكمته وعمق رؤيته تعامل مع كل هذه التطورات بنجاح وبكفاءة ومقدرة قيادية رائعة، جعلت المملكة تواجه مجمل التحولات والمتغيرات الاقليمية والعالمية بثبات ورسوخ في مختلف الجوانب والاتجاهات.

(*) سكرتير تحرير صحيفة «29 سبتمبر» صنعاء