الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


عصر الإنجازات ومواجهة التحديات العدل أساس المُلك
بقلم/ ملحم كرم - لبنان

يعتقد بعض الناس وخصوصاً في الغرب ان قوة المملكة العربية السعودية اساسها ما تملكه من ثروات طبيعية كالبترول والذهب وغيرهما. والحقيقة ان هذه القوة لا علاقة لها بالثروات المذكورة، بل هي مبنية على عاملين اساسيين:
الاول: المبادئ التي قامت عليها الدولة التي انشأها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل وهي مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وما دعا اليه من قوانين والتزامات وشرائع في طليعتها ان «العدل أساس الملك» وقد سار، بعد عبدالعزيز، انجاله على تلك المبادئ وكان الملك فهد اكثرهم تمسكاً بها مما ساعده على تعزيز القوة السعودية مادياً ومعنوياً في آن معاً بقدر ما جعله شخصياً قائداً عربياً واسلامياً ودولياً لم يبلغ مكانته قائد من قبل.
وقد انصرف الملك فهد طوال السنوات العشرين الماضية، بل قبلها بعشرات السنين اي منذ تولى التبعات العامة في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، الى الاسهام في بناء وطنه خصوصاً على صعيدي التعليم والأمن عندما كان وزيراً للمعارف ثم وزيرا للداخلية وحتى الساعة لم يتوقف الملك فهد عن العطاء والبذل وتحقيق الانجاز تلو الانجاز في كل ميدان من الميادين العامة. ولعل ابرز انجازاته، بالاضافة الى توسعة الحرمين الشريفين، انه وفق الى جعل الرياض احد ابرز عواصم القرار العربي والدولي، فإليها يفد باستمرار القادة والمسؤولون العرب، وفيها يتشاور الفهد وولي عهده الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الامير سلطان بن عبدالعزيز مع هؤلاء القادة والمسؤولون لاتخاد المواقف التي تخدم الامة العربية وتساعدها على بلوغ اهدافها في العزة والكرامة والرفعة. وقد أدت هذه المشاورات باستمرار الى تحقيق تلك الاهداف وفق تطلعات الشعوب العربية وآمالها الكبرى.
واذا ما تحدثنا عن النهضة الاعلامية السعودية في العشرين عاما الماضية الى يومنا هذا نجد انها نهضة مباركة بكل ما تعنيه الكلمة، ومن حق كل عربي ان يفاخر بها فبالاضافة الى الصحف والمجلات التي تصدر داخل المملكة هناك صحف سعودية اصبحت تتمتع بالصفة الدولية تصدر في انحاء مختلفة من العالم مثل باريس ونيويورك والقاهرة وبيروت والبحرين والرياض، وعشرات من المطبوعات المتخصصة التي يصدرها سعوديون في بيروت والقاهرة وقبرص.
ولا شك ان الرعاية التي توليها وزارة الاعلام ووزيرها الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي بتوجيه خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة للصحافة والاعلام السعوديين تقف وراء هذه النهضة التي نتمنى ان تستمر وان تقوم في عالمنا العربي نهضات مماثلة لها تضع نصب اعينها خدمة الحقيقة ونشرها في اوساط الرأي العام الذي هو اليوم بأمس الحاجة الى صحافة واعية ورزينة وصادقة كالصحافة السعودية.
ولخادم الحرمين الشريفين دور مشهود في اقرار السلام بين اللبنانيين المتناحرين وإنهاء ذلك في الطائف، فقد كان لذلك الدور كبير الاثر في نفس كل لبناني، في وضع نهاية سعيدة للحرب اللبنانية التي استمرت حوالي 15 عاماً وانتهت في مدينة الطائف باتفاق اطلق عليه اسمها وهو الاتفاق الذي تحول فيما بعد الى دستور لبنان الذي توافق عليه المواطنون والزعماء والنواب والقادة.
ولا شك في ان نجاح اتفاق الطائف واستمراره صلباً ومتيناً اكثر من 12 سنة يعودان الى الدور السعودي المخلص الذي استهدف مصلحة لبنان وشعبه بعيداً عن اي مصالح اخرى، وهو دور قام على رعايته الملك فهد حتى بلغ خواتيمه السليمة.
- قدمتم دراسات ومقالات تدعو الى علاقات عربية - عربية اكثر تكاملاً لتعزيز التضامن العربي، في ضوء ما تقدم ماهو تقييمكم للعلاقات السعودية اللبنانية والى اي حد يمكن ان تسهم هذه العلاقات في ارساء علاقات عربية - عربية اكثر متانة؟
امتازت العلاقات السعودية اللبنانية منذ عشرات السنين وتحديداً منذ قيام الدولة السعودية في الثلاثينات من القرن الماضي بالصفاء والمتانة والصدق، أما العلاقات بين الشعبين السعودي واللبناني فقد كانت المحبة والاخوة والصداقة اساسها وقاعدتها دائماً وفي كل الاحوال والاوقات.
وعندما اندلعت الحرب اللبنانية في العام 1975 تأكدت هذه الحقيقة بأجلى صورها عندما فتحت المملكة العربية السعودية ابوابها امام عشرات الالوف من اللبنانيين الذين سافروا اليها للعمل في مؤسساتها ومشاريعها ومدنها، كما تجلت في مبادرات سياسية وإنسانية متواصلة قامت بها الحكومة السعودية حتى توصلت الى تحقيق السلام اللبناني في الطائف.
والعلاقات اللبنانية السعودية نموذج ليت الدول العربية جمعاء تتخذ منه مثالاً تطبقه على علاقاتها، وهي لو فعلت لوصلنا الى علاقات عربية - عربية مثالية ومتينة نحن اليوم بأمس الحاجة اليها.