الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


نهضة تعليم البنات في عهد خادم الحرمين الشريفين
بقلم الدكتور: علي بن مرشد المرشد

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على معلم البشر الخير وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فان مناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أدام الله عزه ونصره مقاليد الحكم في المملكة مناسبة من أهم المناسبات في تاريخ المملكة.
وهي مناسبة ينبغي أن تذكرنا بما نحن فيه من نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم في كافة المجالات وبخاصة في مجال العلم والمعرفة.
إن من واجب الأمة أن تذكر بالخير والثناء والدعاء تلك الجهود التي يبذلها القادة المخلصون لدينهم وأمتهم ووطنهم، كما أن من واجب الأمة أن تقدر ما أنعم الله تعالى به عليها من المكانة المتميزة والفريدة التي لا تتوفر في أي بقعة من الأرض وهي وجود البيت العتيق ومهوى أفئدة المسلمين في كافة أقطار الأرض، كما جعل فيها مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم وهما أقدس البقاع على وجه الأرض.
كما أن من أفضل ما انعم الله تعالى به على هذه الأمة أن أقام فيها هذه الدولة المباركة منذ عهد الامام محمد بن سعود رحمه الله يوم أن تعاهد والشيخ محمد بن عبدالوهاب على إقامة دولة التوحيد على أرض التوحيد.
ثم ما أنعم الله تعالى به على هذه البلاد من استعادة مجدها وسيادتها في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وذلك في أوائل القرن الرابع عشر حيث قام رحمه الله بتأسيس الدولة السعودية في دورها الثالث على هدي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد جعلها رحمه الله دولة مهيبة الجانب ولها وزنها وثقلها لدى دول العالم خاصة بعد أن أطفأ الفتنة وأمن السبل لقاصدي بيته الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد أفاء الله تعالى على هذه البلاد المباركة في عهده من كنوز الأرض وخيراتها ما مكنه من وضع أسس الرخاء والنماء في هذه الأرض الخيرة وقد جاء بعده ابناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله حيث أكملوا المسيرة ونفذوا الوصية في مسيرة تطور هذه البلاد المباركة.
ومنذ عام 1402ه ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأيده بنصره وتوفيقه راعي العلم والعلماء نتفيأ ظلال النعمة التي أنعم الله تعالى بها علينا في عهده الزاهر أمناً واستقراراً ورغداً في العيش نسأل الله تعالى أن يؤيده بنصره وتوفيقه وأن يشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله وبصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله .
وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يعد من القادة البارزين الذين اخلصوا لدينهم وأمتهم ووطنهم وقد حباه الله تعالى العديد من الصفات الشخصية التي أهلته لقيادة وطنه، ولذا تمكن بتوفيق الله له من قيادة المملكة الى مراتب الخير والسؤدد.
والمتأمل لشخصية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يجد أنها شخصية المؤمن بالله عز وجل الذي يخاف الله ويراقبه، ولذا جاءت شخصيته حفظه الله قيادية بكل ما تحمله مفاهيم القيادة ومعاييرها التقليدية والعصرية على حد سواء وأصبح عهده حفظه الله حافلاً بالإنجازات واتخاذ القرارات الحاسمة تجاه المواقف والأحداث على الصعيدين الدولي والمحلي. وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله يقود بلادنا المباركة بالحكمة والعلم والمعرفة والرأي السديد المدرك لحقائق الأمور ومتطلبات العصر ببصيرة المسلم واخلاص المواطن وبما يتحلى به من شجاعة وحزم القائد المؤمن.
وقد أوصل هذه الدولة الرشيدة إلى ما نحن فيه من هذه النهضة الحديثة التي تتسم بالأمن والاستقرار ورخاء العيش وانتشار التعليم والثقافة والمعرفة مما جعلها محل تقدير وإشادة دول العالم وشهود العصر في هذا الزمن الذي نعيشه يتحدثون بإنصاف وأمانة عن المنجزات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين في مختلف المجالات، ومن أبرزها وضع وتنفيذ الخطط التنموية المشتملة على إقامة مشروعات حضارية في مختلف المجالات وإقامة مشروعات التنمية والتطوير بمكة المكرمة والمدينة المنورة وتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير وتحسين أوضاع المدينتين المشرفتين والمشاعر المقدسة وإقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة وإقامة المشروعات الخاصة بتحلية المياه ومد الطرق الحديثة بين مدن المملكة والتوسع في افتتاح المستشفيات والجامعات والمدارس وبناء المساجد وإقامة المصانع والمشاريع الزراعية الرائدة في المملكة وتحسين الاقتصاد، وقد وفق الله خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للعمل على تصحيح مسار الاقتصاد بإنشاء موارد بديلة وإقامة مدينتين صناعيتين لهذا الغرض تحت إشراف الهيئة الملكية للجبيل وينبع وذلك لتخفيف الاعتماد على موارد البترول خاصة لتعرضه للانخفاض حسب الظروف السياسية والاقتصادية المتغيرة.
إضافة إلى هذا يذكر بكل التقدير والإعزاز ما قام به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من إصدار الأنظمة الثلاثة عام 1412ه وهي النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق التي تعتبر استكمالاً لتنظيم مختلف نواحي الحياة على أسس قويمة من الدين الحنيف والشريعة الإسلامية السمحة التي قامت عليها هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه .
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عند صدور هذه الأنظمة في كلمته للشعب الكريم أن هذا هو نهج المملكة العربية السعودية القائم على العقيدة الإسلامية الصحيحة.
أما على الصعيد الخارجي فإننا نجد أن جهود خادم الحرمين الشريفين هي الأبرز فموقفه من القضية الفلسطينية لا ينسى وإنهاء الخلافات والنزاعات بين الدول العربية وإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وتحرير الكويت وإنهاء مشكلة الحدود مع اليمن الشقيق ومد يد العون للمحتاجين في مختلف دول العالم والمساهمة في التخفيف من الأزمات والكوارث التي تحدث في العالم كل هذا لا يمكن نسيانه بل ويسجله التاريخ بمداد من نور.
دور خادم الحرمين الشريفين في التربية والتعليم:
من نعم الله عز وجل على هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله لبناء دولة حديثة دستورها كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ،وقد شهدت المملكة في مراحل تطويرها نقلات حضارية لا يمكن أن ينساها التاريخ ومن هذه النقلات والقفزات الكبيرة ما حظي به التعليم في بلادنا فقد شهد التعليم في عام 1373ه نقلة نوعية شاملة كان وراءها بعد توفيق الله عز وجل جهد الرجل المخلص الموفق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والذي قام منذ توليه العمل وزيراً للمعارف بإحداث تطور كبير في التعليم بالمملكة، ولذا فلا غرو أن ترتبط مسيرة التربية والتعليم في بلادنا الغالية باسم الملك فهد حفظه الله منذ أن كان وزيراً للمعارف وأن يصبح من المألوف لدى أبناء هذا الوطن وغيرهم تسمية خادم الحرمين الشريفين برائد التربية وراعي النهضة التعليمية الحديثة في المملكة وذلك للإنجازات التي قام بها حفظه الله في مجال التعليم منذ بداية النهضة التعليمية الحديثة لبلادنا والتي ظلت آثارها ومعالمها واضحة في مختلف مراحل التعليم وأنواعه ومستوياته وما زالت مسيرة الخير تواصل العطاء في ظل قيادته الحكيمة، ولأهمية الدور الذي قام ويقوم به خادم الحرمين الشريفين رعاه الله في مجال التعليم، أجد أنه من المناسب الإشارة إلى:
(أهم الأسس والقواعد التي وضعها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للتعليم).
فعلاقته أيده الله بالتعليم وطيدة فهو الذي وضع أساساته وحدد اتجاهاته بل تجاوز المساحة المرسومة للتعليم ويتضح ذلك جلياً من خلال التوقف عند أهم الاتجاهات التربوية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وعمل على إقرارها وتنفيذها والتي منها:
أولاً: التركيز على العقيدة الإسلامية التي يوليها حفظه الله كل اهتمامه ويجعل التمسك بها واجباً وسبباً لكل خير ولذا نجده يقول في أحد لقاءاته بأبنائه الطلاب: «أهم شيء أود أن أقوله لأبنائنا الطلبة هو الالتزام بالعقيدة الإسلامية نصاً وروحاً وبمفهومها الحقيقي».
ثانياً: نظرته إلى التربية وأنها الاستثمار الحقيقي الذي تنهض به الأمم وتعتلي به أعلى مراتب النهضة لأنها استثمار للعقول البشرية فهو يقول حفظه الله ورعاه : «إن صناعة الإنسان هي الأساس فالمال يذهب والرجال وحدهم هم الذين يصنعون المال».
ويؤكد على هذا المبدأ رغم صعوبته بقوله: «لو أرادت الدولة أن تصرف مبالغ بملايين الريالات لا يمكن ان توجد الطاقات العلمية بسهولة».
ثالثاً: اهتمامه حفظه الله بإيجاد المواطن الصالح وأن الوطن لا ينهض إلا بسواعد أبنائه المخلصين لعقيدتهم والمتفانين في أداء واجبهم تجاه وطنهم فهو يقول حفظه الله: «ليس المهم فقط بناء المباني وخلافها لكن الأهم من ذلك إيجاد المواطن السعودي الصالح».
رابعاً: نظرته حفظه الله إلى التربية وضرورة ربطها بالتأهيل وذلك من أجل اعداد المواطن السعودي للمشاركة في خطط التنمية ويؤكد حفظه الله بأن مفهوم التربية ليس قاصراً على تعليم الفرد دون الأخذ بعين الاعتبار لمتطلبات التنمية واحتياجاتها وذلك بقوله حفظه الله : «إن ربط الجامعات بخطط التنمية في نظري هو قوة والتزام من الدولة وهو أمر ضروري».
هذه لمحة وإطلالة سريعة على الآفاق الرحبة والرؤية الصحيحة والفكر التربوي السليم الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والذي تم ترجمته إلى واقع عملي أصبحنا نجني ثماره فيما نشاهده من تطور كبير في مختلف المجالات العلمية والثقافية في بلادنا المباركة. حيث قام أيده الله بتنفيذ ما اشتملت عليه هذه الخطط وذلك وفقاً لما يلي:
أولاً: التوسع في إنشاء مدارس التعليم العام الابتدائي والمتوسط والثانوي.
ثانياً: المباشرة في وضع الأسس لأول جامعة في شبه الجزيرة العربية وهي جامعة الملك سعود.
ثالثاً: اعتماد الأساليب الحديثة في التدريب والتأهيل والأنشطة الشبابية.
رابعاً: إنشاء المعاهد المتخصصة لاعداد جيل سعودي مؤهل متعلم.
تعليم البنات في عهد خادم الحرمين الشريفين:
إن قضية المرأة تشغل كل المجتمعات منذ قديم الزمان لأنها نصف المجتمع ولكونها إحدى ركائز الأسرة التي هي نواة المجتمع وهي السبب في نجاح الأسرة أو فشلها، فالمرأة هي الأم التي أوصى الله بها وجاء ترتيبها متقدماً في الصحبة والرعاية كما قال تعالى:« ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن» وفي اجابته صلى الله عليه وسلم لسؤال الصحابي: «من أحق الناس بحسن صحبتي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمك) وكررها ثلاثا وفي الرابعة قال (أبوك) رواه الشيخان».
والمرأة في كل الأحوال هي محل التكريم والتقدير ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت أوصى بها خيراً بقوله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيراً». ثم ان منزلة العلم في الإسلام عظيمة والنصوص التي أشارت إلى أهمية العلم وفضله جاءت بها الكثير من الآيات والأحاديث الصحيحة ومنها« يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» سورة المجادلة (11) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.
ولعناية الإسلام بالعلم انتشر العلم في عصور الإسلام المفضلة وكثر العلماء ونهضت الأمة علمياً وثقافياً وبلغت الحضارة الإسلامية شأواً كبيراً في العلوم التطبيقية وفي مختلف العلوم وتتحدث الحضارة المعاصرة عن الكنوز العظيمة لحضارة الإسلام في مختلف فنون العلم والمعرفة وهذا ما اعترف به المنصفون من شهود الحضارة المعاصرة أمثال (جوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب) وآدم متز في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري).
وكان للمرأة المسلمة في صدر الإسلام دور كبير بالاهتمام بتعلمها وتعليمها ويوضح ذلك الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال اجتمعن في ويوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله» ويتبين من هذا الحديث ضرورة فصل تعليم النساء عن تعليم الرجال، وهذا ما أخذت به بلادنا المباركة ولله الحمد وقد أثمر هذا النهج في وجود نهضة علمية للنساء نالت اعجاب وتقدير كل المنصفين.
تميز تعليم البنات
في المملكة عن غيره
مما نحمد الله عليه أن هذه المملكة تسير على هدي من شريعة الله تعالى، ولذا جاء تعليم البنات في بلادنا المباركة وفقا للنهج الإسلامي المميز الذي عرفت به المملكة وأصبح بنهضته الطموحة وأسلوبه المميز محل إعجاب وتقرير المنصفين فتعليم البنات في المملكة العربية السعودية اتخذ أسلوباً وممارسة ومنهجاً ومادة علمية جمع فيها بين الأصالة والمعاصرة، فهو يقتبس من التجارب العلمية ما هو مفيد ومن العلوم ما فيه مصلحة راجحة لكن مع الاحتفاظ بشخصيته المتميزة المستقلة المستمدة من نهج المملكة العربية السعودية وسياستها الراشدة المعتمدة على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح لهذه الأمة.
وقد حظي تعليم البنات برعاية وعناية ودعم المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ونصره وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهما الله وأدام توفيقهما وذلك بالعمل على كل ما من شأنه نهضته واستمرار تطوره إلى الأفضل فوصلت الفتاة السعودية إلى مراتب عليا في التحصيل العلمي وفي خدمة بنات جنسها ونال تعليم البنات ثناء وتقدير المنصفين وثناء المنظمات الدولية والإقليمية سواء على مستوى انتشاره وتطوره الرأسي والأفقي أو على مستوى الأسلوب المميز المحافظ الذي رسم تعليم البنات في المملكة بسمته المميزة.
ولاشك أن التاريخ لابد أن يقف ليسطر في صفحات نهضة المملكة الناصعة بكل اعتزاز جملة من المواقف المهمة في تعليم البنات من أهمها:
الوقفة الأولى: صدور المرسوم من الملك سعود رحمه الله في يوم 21/4/1379 ه بإنشاء تعليم البنات النظامي، وقد كان صدور هذا المرسوم بداية عهد جديد في مسيرة تعليم البنات أحدث تحولاً كبيراً وفتح المجال للتطور السريع الذي حظي به تعليم البنات بعد ذلك، ولئن كانت أول ميزانية لتعليم البنات لم تتجاوز مليوني ريال فقد تضاعفت هذه الميزانية حتى وصلت هذا العام إلى اكثر من واحد وعشرين مليار ريال.
الوقفة الثانية: التي أحدثت هذا التحول الكبير في انطلاق تعليم البنات يوم تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية في عام 1402ه وفي هذا التاريخ انطلق تعليم البنات ضمن انطلاقة التعليم في المملكة بفضل الله أولاً ثم بفضل الدعم غير المحدود من راعي العلم خادم الحرمين الشريفين ويمكن ملاحظة هذه القفزات في تطور تعليم البنات فيما بعد.
الوقفة الثالثة: صدور وثيقة السياسة التعليمية في المملكة التي أرست سياسة التعليم في المملكة ووضعت لها الأساس، ولا غرو فقد كان عهد خادم الحرمين الشريفين حافلاً بهذه الإنجازات الكبيرة حيث صدرت في عهده معظم النظم والسياسات التنموية الكبرى.
أسس وأهداف الرئاسة:
ولاشك أن للسياسة التعليمية أهمية خاصة لتعليم البنات حيث تضمنت المواد من (153 إلى 156) من (سياسة التعليم في المملكة) الأسس التي أنشئ تعليم البنات على ضوئها ومن هذه الأسس والأهداف ما يلي:
* تعليم الفتاة وتربيتها تربية إسلامية صحيحة لتقوم بمهمتها في الحياة فتكون ربة بيت ناجحة وزوجة مثالية وأماً صالحة ولإعدادها للقيام بما يناسب فطرتها.
* تهتم الدولة بتعليم البنات وتوفير الإمكانات اللازمة له ما أمكن لاستيعاب جميع من يصل منهن إلى سن التعليم وإتاحة الفرصة لهن في أنواع التعليم الملائمة لطبيعة المرأة والوافية بحاجة البلاد.
* يمنع الاختلاط بين البنين والبنات في مراحل التعليم إلا في دور الحضانة ورياض الأطفال.
* يتم هذا النوع من التعليم في جو من الحشمة والوقار والعفة ويكون في كيفيته وأنواعه متفقاً مع أحكام الإسلام.
* جاء في المادة «149» من الوثيقة: إنشاء كليات ما أمكن وذلك لسد حاجة البلاد في مجال تخصصهن، وهذا ولله الحمد ما تم بالفعل.
وهكذا جاءت أهداف وغايات التعليم مستمدة من ثوابت المملكة ونظام الحكم فيها وخصوصيتها وطموحاتها.
تطور تعليم البنات
بين الكم والكيف
وحين نستعرض وبشكل سريع مراحل التطور الذي وصل إليه تعليم البنات فيمكن أن نجعله في قسمين كبيرين هما:
أولاً التطور الكمي:
لقد انتشر تعليم البنات بجميع مراحله التعليمية انتشاراً واسعاً في جميع أنحاء المملكة بدءاً من دور الحضانة التي تقبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة الأولى والثالثة والذين يحتاجون الى نوع خاص من الرعاية والعناية حيث تعد الحضانة امتداداً للبيت مع زيادة الاهتمام بالترويح والألعاب لهؤلاء الأطفال أما رياض الأطفال فتقبل الأطفال من سن الرابعة إلى السادسة ولها أيضاً سماتها واحتياجاتها الخاصة بها وسنستعرض في هذا المقام ذلك التطور الذي حصل لتعليم البنات منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الحكم في بلادنا المباركة من عام 1402ه وحتى الآن وذلك على النحو التالي:
رياض الأطفال
كان عدد الروضات في عام 1402 (26) روضة وفي عام 1420/1421ه وصل العدد إلى (316) روضة أي ما يقارب خمسة عشر ضعفاً في عشرين عاماً.
وفي التعليم الابتدائي
كان عدد المدارس الابتدائية في عام 1402 (2434) مدرسة واصبح في 1420/1421ه (5398) مدرسة.
وفي التعليم المتوسط
كان عدد المدارس في عام 1402 (491) مدرسة واصبح في عام 1420/1421ه (2375) مدرسة حيث تضاعف العدد خمسة أضعاف في عشرين عاماً.
وفي التعليم الثانوي
كان عدد المدارس في 1402ه«159» ثانوية اصبح في عام 1420/1421ه «1378» مدرسة حيث تضاعف العدد حوالي عشرة أضعاف في عشرين عاماً.
وفي معاهد المعلمات
كان عدد المعاهد في 1402ه«86» معهداً وبلغ عدد المعاهد أوجه عام 1417ه ب«193» معهداً، لكن نظراً لاتجاه الرئاسة لتقليص المعاهد والاهتمام بالكليات المتوسطة والمطورة الجامعية أصبحت المعاهد في عام 1420/1421ه «75» معهداً وهي في طريقها للإنهاء بسبب الاكتفاء من المعلمات في المرحلة الابتدائية والاتجاه لرفع مستوى تأهيل المعلمات بما لا يقل عن دبلوم الكليات المتوسطة.
الكليات المتوسطة
وصل عدد الكليات إلى عام 1402ه«7» كليات وفي عام 1420/1421ه وصل إلى«20» كلية أي حوالي ثلاثة أضعاف في عشرين عاماً.
الكليات الجامعية
كان عددها في عام 1402ه«13» كلية أصبحت في عام 1420/1421ه«35» كلية أي حوالي ثلاثة أضعاف في عشرين عاماً.
خريجات البكالورويس
كان عددهن «8624» طالبه. وحاملات الماجستير«218» وحاملات الدكتوراه«4».
وأصبحت الأعداد في عام 1420/1421ه «104943» طالبة في البكالوريوس و«574» طالبه في الماجستيرو«284» طالبة في الدكتوراه.
التعليم المهني
كان عدد مراكز التفصيل والخياطة في عام 1402ه«12» معهداً وفي عام 1420/1421ه وصل عددها إلى«40» معهداً.
ثم افتتحت الثانويات المهنية والتي بلغ عددها«17» معهدا.
أما مدارس محو الأمية فكانت عام 1402ه«1391» مدرسة وأصبحت في عام 1420/1421ه «2182» مدرسة ثم تم افتتاح مدارس محو الأمية المتوسطة وقد بلغ عددها حتى الآن«24» مدرسة متوسطة، كما افتتحت مؤخراً مدارس ثانوية لخريجات محو الأمية.
وهكذا فالتطور الكمي في تعليم البنات كان كبيراً جداً حسبما أشارت إليه الأرقام وما كان ذلك ليتم لولا توفيق الله أولاً ثم دعم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهما الله لتعليم البنات ضمن اهتمامهم بنهضة البلاد بصفة عامة وبالشؤون التعليمية بصورة خاصة.
ثانيا التطور الكيفي:
اهتمت الرئاسة بالتطور الكيفي في تعليم البنات اهتمامها بالتطور الكمي، وقد تمثل هذا التطور في نوع التعليم وفي مستوى الخدمات المساندة للعملية التعليمية والكفيلة بتحسين الناتج النوعي للعملية التعليمية، وقد تمثلت هذه الجهود في الإجراءات والجهود التالية:
أولاً : المناهج المدرسية
اهتمت الرئاسة بالمنهج الدراسي وأعطته كبير عنايتها واهتمامها فكلفت المختصين والمختصات برفع التقارير والدراسات الميدانية المستمرة التي تمثل الأساس للعملية التطويرية للمناهج الدراسية، وقد تمثل هذا التطور المستمر بصورة عامة بتطوير المقررات الدراسية عند كل طبعة جديدة مع بداية كل عام دراسي تقريبا، كما تم تشكيل لجان المراجعة الشاملة لكامل المقررات الدراسية وقد شكلت هذه اللجان من خبرة العاملات في الميدان التربوي في عدد المناطق، وقد شارف هذا العمل على الانتهاء وهو مشروع كبير وفي غاية الأهمية وينتظر بمشيئة الله تحقق تطوير شامل. هذا من جانب ومن جانب آخر فقد تم الاهتمام بأجراء البحوث التربوية الميدانية للعديد من الظواهر التربوية والكثير من الأساليب التربوية الحديثة بقصد تقويمها وتطويرها وتجسيداً لهذا الاهتمام وأخذا بأساليب التطوير التربوي فقد تم إحداث«وكالة مساعدة للتطوير التربوي» ضمن هيكل الرئاسة وتتألف من إدارات عامة هي:
1 الإدارة العامة للمناهج
2 الإدارة العامة لتقنيات التعليم
3 الإدارة العامة للبحوث التربوية.
وهذه الإدارات لها مهامها الخاصة التي تدور كلها حول البرامج والخطط الكفيلة بتطوير المناهج والمقررات الدراسية.
ثانياً : الإعداد التربوي للمعلمات
إن المعلمة هي حجر الزاوية في العمليةالتعليمية وعلى قدر كفاءتها وتأهيلها وتفاعلها يكون مدى نجاحها في أداء رسالتها، لذلك فقد أولت الرئاسة منذ العام الأول لإنشائها اهتماما خاصاً بتوفيرالمعلمات المؤهلات وتأهيلهن تربويا ومسلكيا لسد حاجة مدارسها من المعلمات الوطنيات للقيام بمهنة التدريس على أكمل وجه ممكن.
وقد مر إعداد المعلمات بنظام المعاهد لثلاث سنوات بعد الابتدائية ثم نظام الثلاث سنوات بعد الكفاءة ثم نظام الكليات المتوسطة لسنتين بعد الثانوية ثم الكليات المطورة لأربع سنوات بعد الثانوية ثم الكليات الجامعية التربوية. ولم يقتصر جهد الرئاسة ومسؤوليها على الإعداد التربوي للمعلمة قبل الخدمة بل تعداه إلى تطوير أدائها أثناء الخدمة وذلك بتزويدها بكل نافع ومفيد في مجالات التربية والتعليم من خلال الدورات التأهيلية المتوالية للإسهام في تطوير أداء المعلمات وتجديد معلوماتهن وبالتالي تطوير تدريسهن للطالبات.
ثالثاً: الإشراف التربوي:
والذي يقوم بتوجيه المعلمات وإرشادهن والإشراف على أعمالهن ومساعدتهن للارتقاء بمستوى أدائهن وتقويم هذا الأداء من خلال الوقوف على مستوى الطالبات فالإشراف التربوي عنصر مهم وأساسي في العملية التعليمية يعتمد على التقويم والتوجيه ونقل كافة المعلومات الميدانية الكفيلة بتطوير المناهج والمقررات الدراسية بل وبتطوير قدرات ومستوى أداء المعلمات من الناحية العلمية والتربوية والمسلكية.
رابعاً: الرعاية الصحية
تقوم فكرة الرعاية الصحية لتعليم البنات على أساس الرعاية المبكرة والوعي الصحي والمتابعة الصحية والنفسية للطالبات ومنسوبات الرئاسة وذلك انطلاقا من حكمة العقل السليم في الجسم السليم وانطلاقاً من أن الوعي الصحي والرعايةالصحية خدمة مساندة وضرورة ومهمة للطالبات لهذا فقد افتتحت الرئاسة العديد من الوحدات الصحية بدءا من عام 1384ه بوحدة صحية في الرياض حتى شملت جميع المناطق التعليمية حيث تم تهيئة كل أساليب العلاج والمعدات والأجهزة الطبية الحديثة مع تزويدها بالطبيبات والممرضات والصيدلانيات مع الاهتمام بالبرامج الصحية والعلاجية والتوسع في الخدمات الوقائية والتركيز على صحة الأم والطفل كأساس لتحقيق مفهوم الرعاية الصحية الأولية.
خامساً: المباني والتجهيزات المدرسية
وتمشياً مع التطور السريع الذي تعيشه المملكة في جميع نواحيها يأتي المبنى المدرسي من أهم المتطلبات التعليمية وذلك لدوره الهام في توفيرالمناخ المناسب للعملية التعليمية، وقد وفرت الرئاسة آلاف المباني الحديثة الحاوية لجميع الشروط الصحية والتربوية وقد بدأت الرئاسة بإنشاء 15 مدرسة ابتدائية وتواصلت زيادة أعداد المباني لمواجهة النمو المتزايد لمدارس الرئاسة فأنشئت الإدارة الهندسية لمتابعة إقامة المباني وذلك في عام 1394ه وقد تحولت فيما بعد ومع زيادة أعداد مشاريع المباني المدرسية إلى «وكالة مساعده للصيانة والمشاريع» تحوي العديد من الإدارات المختصة التي يعمل بها العديد من المهندسين المعماريين والإنشائيين والكهربائيين والمساعدين الفنيين الذين يقومون بالإشراف على التنفيذ لمشاريع الرئاسة.
بعد هذه الوقفات العاجلة حيال أبرز ملامح تطور تعليم البنات في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أود العودة للإشارة إلى أن تعليم البنات قد قام على أسس من الدين القويم انطلاقاً مما تؤمن به هذه البلاد المباركة من قيم إيمانية وأنظمة تحكمها الشريعة الإسلامية فقام هذا الصرح مستقلا غير مُحاكٍ لغيره من النظم التعليمية فهو صرح له شخصيته المتميزة وان كان يقتبس من الجهات العلمية وغيرها كل ما هو مفيد من العلوم مما فيه مصلحة راجحة مع الاحتفاظ بشخصيته المميزة المستقلة من منهج المملكة الحضاري وسياستها الرشيدة القائمة على كتاب الله وسنةرسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ما أخذ به ولاة الأمر في هذه البلاد حتى استطاع قطاع تعليم البنات ولله الحمد بدعمهم وتشجيعهم أن يصل الى درجات كبيرة من التطور وان ينال إعجاب وتقدير المؤسسات التعليمية الحضارية سواء من اليونسكو حيث نالت الرئاسة جائزتها«نوما» ومن منظمة«الأليسكو» العربية للتربية والعلوم حيث نالت الرئاسة جائزتها للتطور الحضاري.
ولا يغيب عن البال مقولة الوفد الأوروبي الذي زار المملكة:
منذ سنوات قليلة وبعد اطلاعه على تقارير تعليم البنات التعليمية أشاد بها وقال إنها نموذج فريد لتعليم المرأة ولولا اختلاف المنهج الأوربي عن المنهج العربي المسلم لقالوا إن منهج الرئاسة العامة لتعليم البنات هو الأنموذج الفريد لتعليم المرأة لديهم.
ولقد قطعت الرئاسة أشواطاً في النهضة التعليمية وبسرعة كبيرة اختزلت ذلك الفارق الزمني بين قيام تعليم البنات وتعليم البنين وباتت أعداد المدارس واعداد الطالبات لا تقل عن الموجود في تعليم البنين وماذاك إلا بفضل الدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا العهد الميمون، وقد أكد هذه النقلة وزارة التخطيط في كتابها الوثائقي«منجزات خطط التنمية 1970 2000م» والذي تضمن تفصيل ذلك كما يلي:
«ارتفع عدد مدارس البنين خلال الفترة من 2772 مدرسة إلى 11284 مدرسة بزيادة 8521 مدرسة في حين ارتفع عدد مدارس البنات في الفترة ذاتها من 511 مدرسة إلى 11486 مدرسة بزيادة 10975 وفي الوقت الذي ارتفع فيه عدد المعلمين في مدارس البنين من 2.18 ألف إلى 9.165 ألف مدرس ارتفع عدد المعلمات في مدارس البنات من 9.4 ألف إلى 9.188 ألف معلمة وبالنسبة لعدد الطلبة والطالبات في جميع مراحل التعليم ارتفع النمو السنوي لعدد الطلاب في التعليم العام والتعليم العالي بمعدل 9.5 في المائة في حين سجل النمو السنوي لعدد الطالبات 9.9، انخفض معدل الطلبة إلى المدرسين خلال فترة المقارنة إلى 3.14 طالب لكل معلم بعد أن كان 3.20 طالب لكل معلم في حين انخفض هذا المعدل بالنسبة للطالبات إلى 1.12 طالبة لكل معلمة بعد إن كان 2703 طالبة لكل معلمة.
وشهد عدد الخريجين والخريجات من المرحلة الثانوية ومرحلة التعليم العالي نموا كبيراً في قطاع الطالبات ليسجل معدل النمو في خريجيات المرحلة الثانوية 3.19 في المائة حيث ازداد عدد الخريجات من 369 طالبة الى 98145 طالبة في الوقت الذي ازاداد فيه عدد الخريجين في المرحلة الثانوية من 2437 طالبا إلى 68643 طالبا بمعدل نمو سنوي 3.11 في المائة.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر بعضا من المنجزات التعليمية في العام الدراسي الحالي 1422/1423ه على النحو التالي:
1 تم افتتاح 821 مؤسسة تعليمية ما بين مدرسة ومعهد.
2 تم افتتاح عشرة فروع لكليات التربية والمعلمات في كل من شروره والمذنب وحوطة سدير والمزاحمية والنعيرية ورفحا وظهران الجنوب والخفجي وسراة عبيدة وفرسان وتربه.
3 تم تطوير ست عشرة كلية متوسطة إلى كليات جامعية في كل من القويعية وساجر وبقيق والقريات وصامطة وضباء وينبع وحريملاء والمخواة ومحايل عسير والليث والخرمة وبلقرن ونجران وحوطة بني تميم.
4 تم افتتاح 45 غرفة مصادر تعلم«خاصة» للتعامل مع الطالبات ذوات صعوبات التعلم في مدارس المرحلة الابتدائية في كل من الرياض ومكة وجدة والمدينة والشرقية والقصيم وأبها والخرج والطائف وحائل وتبوك والاحساء والمجمعة.
5 تم افتتاح برنامجين للكفيفات في كل من جازان وتبوك.
6 تم افتتاح أربعة فصول «لمدارس الأمل» للمعاقات سمعياً في كل من الدوادمي والقطيف وجازان والخرج.
7 تم افتتاح ثمانية فصول للتربية الفكرية في كل من الرس والبدائع وعنيزة وحفر الباطن وحائل والطائف ووادي الدواسر والدوادمي.
8 تم افتتاح برنامج«للتوحد» في معهد التربية الفكرية بشرق الرياض.
9 تم افتتاح برنامج لرعاية الموهوبات في جده.
10 تم القبول في كليات الرئاسة لخمسة وخمسين ألف طالبة في كليات الرئاسة.
11 تم تعيين 4415 معلمة و 64 إدارية ويجري التنسيق الآن مع وزارة الخدمة المدنية لتعيين حوالي 3903 معلمة سعودية جديدة.
هذه وقفة قصيرة مع النهضة التعليمية لتعليم البنات، ونحن إذ نتقدم بكل الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة على هذا الدعم المنقطع النظير لنسأل الله تعالى أن يمد في عمره أيده الله وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهما الله على هذا الدعم الكبير والذي صير تعليم البنات معلماً بارزاً وشاهدا حضارياً في نهضة المملكة حيث صارت معه المرأة السعودية أنموذجاً فريداً يجمع بين الأصالة والمعاصرة واصبح تعليمها أنموذجاً فريدا فقد قامت الفتاة السعودية بدورها الوظيفي معلمة في شتى مراحل التعليم العام وأصبحت عضو هيئة تدريس في كليات البنات الجامعية التابعة للرئاسة وكذا صارت وكيلة وعميده ورئيسة قسم بل وصلت إلى أن تكون وكيلة مساعدة كما في«الوكالة المساعدة للشؤون التعليمية في كليات البنات والوكيلة المساعدة للإشراف التربوي بالرئاسة وهناك العديد من المديرات العامات في كثير من الإدارات النسائية بالرئاسة فهذا غيض من فيض مما تبوأته المرأة السعودية في خدمة وطنها وتعليم بنات جنسها في إطار من تعاليم الإسلام وقيمه الفاضلة التي تحفظ للمرأة المسلمة كرامتها وعزها وشرفها وهذا ما تقوم به حكومتنا الرشيدة في هذا العهد الزاهر فجزى الله عنا ولاة أمرنا خير الجزاء وأدامهم ذخراً للعلم وأهله، كما نسأله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مصادر الموضوع
1 كتاب تعليم المرأة في المملكة خلال مائة عام إصدار الرئاسة العامة لتعليم البنات.
2 تعليم البنات بين التفرد والمحاكاة د/ علي بن مرشدالمرشد».
3 ملك يبني أمه د/ عبدالرحمن بن أحمد صائغ.
4 وثيقة سياسة التعليم في المملكة.
5 دليل العمل بمكاتب الإشراف التربوي بالرئاسة.
6 مسيرة تعليم البنات خلال 39 عاما من إصدارات الرئاسة.
7 منجزات خطة التنمية 1390 - 1420«1970 - 2000م».
8 تقارير الإحصاء في الرئاسة «الإدارة العامة للتخطيط بالرئاسة.

* الرئيس العام لتعليم البنات