الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


سمو وزير الداخلية الأمير فهد بن عبدالعزيز يتحدث إلى بصراحة:
المسلم للمسلم والعربي للعربي مهما تناءت الديار
سموه يدعو الشباب والقراء لمزيد من الوعي لبناء المجتمع السعيد وأن النقد الهادف حاجة حتمية لكل مجتمع متطور
إذا تحدث الفهد فإنما يتحدث باري القوس ليصيب شاكلة القول ويطبق المفصل ويعني ما يقول بدون مواربة ولا مبالغة ولا رتوش

يتحدث سمو وزير الداخلية الى قراء الجزيرة في هذا التحقيق بما عرف عن سموه من صراحة واعتدال وصدق لهجة وتمكن مما يقول.. واذا تحدث شخص كسمو الأمير فهد عن مثل هذه المواضيع شخصيا او تحدث عنها كمسؤول كبير يتحضن جانبا من أهم وأخطر جوانب الدولة، إذا تحدث فإنما يتحدث باري القوس ليصيب شاكلة القول ويطبق المفصل ويعني ما يقول بدون مواربة ولا مبالغة ولا رتوش.
اننا نحيي في سموه هذه الصراحة ونبارك هذه الروح ونستزيده في مقابلته لجمهور القراء بمثل أحاديثه المفيدة وصراحته المعهودة.
العدالة الاجتماعية
* لسموكم الكريم الأثر الطيب في تفهم المشاكل الاجتماعية بهذا البلد الغالي وحلها حلا موفقا فما هي طريقة سموكم لحل هذه المشاكل.
وهل هناك تخطيط للحد من هذه المشاكل والقضاء على كثرتها؟!
التخطيط لحل المشكلة الاجتماعية أو المشاكل قد وجد في هذا الدين المتكامل المتطور، وحيثما وجد تفهم عميق وتطبيق مخلص سليم، فالنتيجة الحتمية تواجد: «عدالة اجتماعية» وبوجودها لن تكون هناك مشاكل، ولا معضلات، وكفى بالاثر القائل: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» دليلاً على مدى الأثر الذي تخلفه الروح الاسلامية في القلب المؤمن حتى يصبح الصف الاسلامي:«وحدة متماسكة يشد بعضها بعضا». والذي نحن بحاجة اليه مزيد من التفهم العميق لروح الدين الاسلامي. وهذاما تسعى اليه هذه الحكومة المسلمة وما ترمي اليه في جميع أطوارها، وهي تحرص على تطبيق مبادىء الحكم الاسلامي الهادف الى:
تبيين الدين للناس، والأخذ اليه برفق، ودرء المعتدين والملحدين والانتصار للشريعة ممن يريد مخالفة أحكامها.
والعمل على وحدة الأمة واجتماع الكلمة، والتعاون بين أبنائها، وتوفير العيش الكريم لكل فرد، وحراسة الوطن ان يعتدى عليه، وحماية أفراده من الظلم والبغي والاستبداد، والتسوية بينهم.
حقد اليهود
* للشعب السعودي تقاليده العربية الاسلامية المحافظة وهناك نوازع وتيارات جارفة تحاول النيل من هذه التقاليد فما هو طريق سموكم الذي ترونه للحفاظ على تراثنا الاسلامي الخالد، وصون تلك التقاليد وذلك التراث؟!
حقد اليهود لأن محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن منهم، وما حاكوه من قبل ضد المسيحية، بدأوا بمثله ضد الاسلام وما زالوا، ولن يزالوا وكانت «حركات» معروفة في التاريخ الاسلامي محقها الله بالمخلصين من أبناء هذا الدين. وقيض لهذه الجزيرة رجالا بذلوا أنفسهم لله ورفع كلمته والحفاظ على دينه وانتشر في ربوعها الأمن والسلام.
الآن «المطامع» ستعمل في الخفاء ومتذرعة بشتى الوسائل وفي مقدمة ذلك: بلبلة الأفكار وزلزلات المبادىء، وان كان الواقع اثبت فشلها.
وما يزال هذا الشعب متمسكا بدينه مخلصا له، مضحيا في سبيله، والدولة بما تبذله في سبيل الارشاد ووسائل الاعلام تحرص على تنمية هذه الروح، والمحافظة عليها، في سبيل وعي اسلامي عربي هادف وتلك هي «الطريق».
وكما هو دأب «الأب المخلص» تحرص هذه الدولة على بذل النصح والارشاد والتوجيه، وإذا دعا الأمر لقمع بعض من ينساقون وراء بريق الماديات والمباديء الهدامة، والذين لم يصغوا لنصح ولا استجابوا لتوجيه ولا انقادوا لإرشاد. فهناك يتمثل واجب الدولة في الضرب على أيدي مثل هؤلاء حفاظا على الدين ودفاعا عنه، وحماية لهذا الشعب، وابقاء على أمنه وطمأنينته.
علمتنا الأزمات
* مرت بلادنا بأزمات حرجة اثبتت قدرة القائمين على شؤونها على تحدي تلك الأزمات. وأخيرا أثبت الشعب السعودي بطولته للصمود جنبا الى جنب مع حكومته، وعلى رأسها سمو الأمير فيصل المعظم. فما هو الدرس الذي اكتسبته الحكومة الرشيدة ووعاه الشعب السعودي من تجارب الزمن؟
كفى انها زادتنا بالله ثقة وبالمبادىء تمسكا واصرارا على الانتصار للحق والدفاع عن مقدساتنا، وتراثنا وكفى ان برهنت ان هذا الشعب وحدة متماسكة مع حكومته «والشعب في بلادنا هو الحكومة والحكومة منبثقة عن الشعب».
مشاكلنا الإدارية
* هناك مركزية ضيقة في كثير من الوزارات والمصالح الحكومية. فما هو رأي سموكم الكريم في تركيز المسؤولية وتحديد الصلاحيات والقضاء على الروتين والسلبية التي تتمثل في كثير من الأعمال؟
لفت ذلك نظر المسؤولين فصمموا على الاصلاح الشامل ولعل ما تطالعنا به الصحف عن الدراسات والترتيبات التي تتخذ لتنظيم الأوضاع الادارية بصورة عامة، يعطينا فكرة عن مدى العزم والاصرار على ازالة العوائق والقضاء على الروتين والسلبية.
تصحيح الأخطاء
* ينتج عن السلبية في العمل ان يقع المسؤولون في كثير من الأخطاء وكثيرا ما تصدر تلك الأخطاء على علاتها بعد توقيعها فما الأثر الذي تحدثه الذكرى لسموكم عندما تصحح تلك الأخطاء من أحد الموظفين؟!
على أنني لم أطلع في المجال الذي أعمل فيه كل هذه المدة على خطأ جذري، أو خطأ في الاجراء، فالنظام قد حدد العقوبات اللازمة «عقب المحاكمات» لكل موظف لا يقدر المسؤولية ولا يرعى الصالح العام.
نظام المقاطعات
* متى يصدر نظام المقاطعات؟ وهل هذا النظام سيركز المسؤولية ويعطي الصلاحية التامة بهذه المقاطعات ثم ما هي خطوات سموكم في اختيار الحاكم الصالح. وهل للمثقف الصالح من المواطنين المخلصين مكان في هذا الحقل؟!
انه قيد الدراسات الأخيرة بمجلس الوزراء، وانما وضع لضرورة الحاجة اليه، ولأنه أفضل الحلول لكثير من الأمور، وبالنسبة للشق الأخير من السؤال فالدولة لم يسبق ان وقفت حائلا في طريق التقدم لأي مواطن صالح.
الخطر اليهودي
* يتزايد الخطر الصهيوني على الدول العربية يوما بعد يوم والوحدة العربية هي القوة التي تقف دون هذا الخطر والدول العربية أو على الأصح الحكام العرب بعيدون عن بعضهم بالنسبة للوحدة أمام عدوهم المشترك وهذا ظاهر من واقع الحال فما هو الطريق الذي يراه سموكم لتحقيق الوحدة العربية؟!
«الخطر الصهيوني» أقدم من الظاهرة التاريخية التي تعود بالحركة الصهيونية الى عهد قريب.. «وما ذكرناه من قبل في الاجابة على السؤال الثاني فيه بعض التوضيح». والذي اثبته الواقع في التاريخ ان العرب والمسلمين وقفوا «رغم الدسائس» صفا واحدا تجاه أكثر من حركة كانت تهدف الى محق المسلمين والاسلام والذي اعتقده ان التاريخ سيعيد نفسه وواضح جدا ان هناك تطلعا من جميع الأطراف لتفهم أوسع وصراحة أبعد، وتقارب أوثق. وهذه الظاهرة تؤكد ان العقدة تحل نفسها» وان المسلم للمسلم والعربي للعربي مهما تناءت الديار. وتخالفت المظاهر.
الإنجازات
* في خلال خمسة عشر عاما مضت. خطت هذه البلاد خطوات جبارة في شتى الميادين الانشائية والعمرانية فهل من الممكن اعطاء القارىء فكرة عن مشاريع وزارة الداخلية للعشر السنوات المقبلة؟
المنجزات التي ترونها، تؤكد لكم ان هناك عزماً واصراراً على اعطاء كافة القطاعات ما يلزم لتطورها وانمائها وازدهارها.
توطين البادية
* البادية أصل العرب ومادتهم، وقد اخذت نصيبا من عناية الدولة واهتمامها. فهل يتكرم سموكم باعطاء القارئ فكرة عن الخطوات المرسومة لتوطين البادية واصلاح حالهم؟
هناك خطوات أنجزت، أشادت بها الصحافة، والعزم كما اسلفنا أكيد، ليكون ذلك على أحسن وجه وأدق تنظيم.
إصلاح القرى
* اصلاح القرية أمر مهم في نظر سموكم فما هو التخطيط الشامل الذي سوف تسير عليه الدولة للرفع من مستوى القرية حتى تأخذ نصيبها الأوفر من عوامل الاصلاح. لأن القرية هي عماد المدينة؟
سبق ان قلت ان جميع القطاعات ستأخذ نصيبها كاملا قدر الامكان وجهد المستطاع.
الداخلية في خدمة الشعب
* المواطنون يرون في سموكم وفي حكومتهم «المثل الطيب للعدل ويسألون دائما عن رأي سموكم في القاعدة الشرعية التي تقول:«المتهم بريء حتى يدان». ثم ما مدى صدى هذه القاعدة في الأمن في بلادنا؟!.
ذلك ما كان عليه العمل ولا زال. فإذا كانت لديكم «ملاحظات بعينها» فالوزارة كل وقت في خدمة الشعب والعدالة، لإعادة الحق لنصابه.
رسالة الصحافة
* ما هو رأي سموكم في الصحافة الماثلة في بلادنا وما هي مهمة الصحافة في نظر سموكم؟ ثم ما هي الكلمة التي تتحفون بها صحيفة «الجزيرة»؟
الصحافة «مسؤولية ورسالة والتزام» مهما كانت وكان موضوعها، وانتم كصحفيين أحرى بالاجابة عن مدى تمسك الصحافة واخلاصها بهذا المبدأ.
نصيحتي للشباب
* ما رأي سموكم في النقد وما هي النصيحة الغالية من سموكم لشباب هذا الوطن؟
النقد لا يكون إلا هادفاً بناءا، وما سوى ذلك فأحقاد وأطماع، والنقد البناء الهادف حاجة حتمية لكل مجتمع متطور.
واذا كانت لي من نصيحة الى الشباب وكلمة لقراء الجزيرة فمزيدا من الاخلاص في أوسع معانيه لمزيد من الوعي الهادف لبناء مجتمع متكامل سعيد.

الجزيرة:
نشرت هذه المقابلة في هذه الصحيفة في 12/3/1384ه عندما كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية.