الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


الفهد والصحافة
(الأهرام) تحاور سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز في 8/12/1975م
هدفنا أن تعود للعرب صورتهم يوم استخدموا قوة البترول

* أجرى الحديث: زكريا نيل:
كان من الممكن أن تتحول هذه الأسئلة المحدودة إلى حوار كبير، ولكن مشغولياته هذه المرة كانت تفوق مشغوليات كل زيارة سابقة، وحتى فترة البرنامج الحر الذي خصص له، فاجأه فيه اجتماع على مستوى الأهمية، ولم يستطع أن يرى القاهرة إلا من خلال الاجتماعات.
وعاد الأمير فهد ولي عهد المملكة العربية السعودية ونائب رئيس مجلس الوزراء الى الرياض، وقد حقق لقاؤه مع الرئيس أنور السادات إنجازاً كبيراً ستكون له آثاره الإيجابية في التضامن العربي.
وفيما يلي أجوبة الأمير فهد على الأسئلة الموجهة من الأهرام:
* سؤال: هذا التحرك الواسع الذي قمتم به في الأيام الأخيرة، هل يمكن أن نحدد أهدافه ونتائجه؟
الأمير فهد: كنقطة بداية فإن المملكة العربية السعودية كانت وستظل على الدوام تؤمن بأن العرب أسرة واحدة آمالها واحدة، مستقبلها واحد ومصيرها مشترك.
ومنذ قيام المملكة العربية السعودية حتى الآن لم تهتز عقيدتنا في هذا الشأن على الإطلاق. وإذا كان هناك ما تسمونه تحركاً لي فهو في نطاق ما يرسمه جلالة الملك خالد لتحقيق هذا الهدف.
وإذا كانت هناك اجتهادات او تفسيرات لما تقوم به المملكة العربية السعودية فمن المؤكد أننا نعمل على أن ينطلق العرب بإمكاناتهم الضخمة في كل المجالات للحاق بعالم يتطور وتظهر فيه كل يوم مشاكل جديدة نتيجة التقدم وفي بعض الأحيان تبدو على السطح العربي مشاكل يتخيل العالم أنها صراعات عربية وهي ليست كذلك. إن ما يحدث في المنطقة العربية من خلاف مصدره دائماً عوامل خارجة عن المحيط العربي يتأثر بها العرب أحياناً ودورنا هو أن نعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي وأن ننظر إلى كل مشكلة من خلال جذورها العربية وحدها.
وفي ضوء الأمل العربي وحده لا شأن لنا بالعوامل الخارجية إلا لنعرفها ونحددها ونحذرها. مثلاً الصورة العربية كما عاشها العالم في يومين تاريخيين من رمضان: يوم العاشر ويوم الواحد والعشرين..في اليوم الأول كان الجندي العربي هو البطل، وفي اليوم الثاني كان التضامن العربي متمثلاً بالقوة الاقتصادية للبترول بالصورة الجديدة التي استعملها العرب والتي عرفها العالم هنا، ودعمت كل إمكاناتنا لتحقيق النصر.. ولم نتأخر عن واجبنا في اليوم الأول ولم نتردد عن مصيرنا في اليوم التالي..
ولقد عرف العالم كله عنا هذه الصورة ولم يتخلف أي عربي عن أداء الواجب.. وأهدافنا أن تعود هذه الصورة. هذاهو أملنا وهذه هي غايتنا في كل خطوة نخطوها فنترك حرية الحركة بقدر ظروف الآخرين ولا نريد أن نسمح للعالم أن يشاهد العرب في صورة غير صورة الأسرة الواحدة.. وكل تحرك سيتم من خلال هذه الغاية أثبت العرب قدرتهم على الحرب واليوم يعطي العرب الفرصة للعالم ليفرض السلام الذي لا يخل بحق عربي.
* سؤال: كان للسعودية دورها في العديد من قضايا الوفاق العربي حرصاً على سلامة الموقف العربي وتضامنه. هل من الممكن إلقاء الضوء على نتائج هذه الاتصالات في نطاق التحرك بين اليمن الجنوبية وبين المملكة العربية السعودية واثر ذلك للتوصل إلى صيغة ملائمة، لإنهاء القتال في جنوبي عمان حتى تقوم علاقات جيدة بين دول المنطقة خاصة بين سلطنة عمان وبين اليمن الجنوبية.
الأمير فهد: لا أحب أن استعمل كلمة الوفاق أبداً في أي قضية عربية. ان العالم يتكلم عن الوفاق بين دولتين كبيرتين بينهما ما بينهما من خلافات ومصالح متعارضة وهي خلافات عميقة الجذور.. وعندما نستعمل تعبير الوفاق بين أي دولتين عربيتين فإننا نصور الأمر وكأنه نوع من الخصومة سيتم التغلب عليها بعملية تسوية مؤقته غير دائمة اسمها الوفاق، ونحن لا نرضى ان يقال إن بين العرب مصالحات.
نحن اسرة واحدة تسوي مشاكلها بنفسها وتسعى للاستقرار في الخليج والشرق الاوسط والمغرب العربي ولا توجد مشاكل اساسية تعترض ذلك وتجعله مستحيلا..
* سؤال: الصراع في لبنان أصبح قضية الساعة وعلى الرغم من ان موقف المملكة العربية السعودية كان واضحاً من هذا الصراع فما الذي ترونه للخلاص من هذا المأزق، وما هي المسؤولية العربية الجماعية للحفاظ على وحدة التراب اللبناني؟
الأمير فهد: نحن نتألم لما يحدث في لبنان وكل قتال وكل حريق وكل دم ينزف هناك نتأثر به وله.. والموقف في لبنان يجب أن يعود إلى ما كان عليه قبل سنوات، والوحدة هي الأمل الذي نرجوه للبنان ونحن لا نؤيد طرفاً لأي سبب من الأسباب..
لبنان جمعت كل مواطنيها وكل المقيمين على أرضها ولبنان قادرة على حل مشاكلها.. وزعماء لبنان وقادة المقاومة يمتلكون الحل.. والحل في لبنان: الوحدة الوطنية ليبقى للبنان وجهه العربي ويتحقق ذلك من خلال الحوار وحده.. هذا هو الطريق.. الحوار لا السلاح.. وهذه هي الغاية: الوحدة الوطنية. فإن تحقق ذلك بواسطة الأطراف اللبنانية فنحن نؤيدها وهذا أفضل الحلول وإن امكن تحقيق ذلك عن طريق العرب، وقد سعينا عن طريق الجامعة العربية وما زلنا مستعدين لأداء واجبنا.. ولا يمكن ان نفصل لبنان عن الأمة العربية بأي شكل.
* سؤال: هناك تصورات مختلفة بشأن الصيغة التي يمكن أن تحدد الإطار العام لحماية أمن منطقة الخليج العربي ومن بين هذه الصيغ التي ذكرت في هذا المقام: الدخول في اتفاق أمن مشترك لدول المنطقة، وتكوين قوات بحرية مشتركة لحماية مياه الخليج ومداخله. ما هو رأيكم تجاه كل ما يتصل بأمن منطقة الخليج العربي؟
الأمير فهد: يجب أن نسأل أمن الخليج وحمايته ممن؟ نحن لا نتوقع عدوانا من أحد ولا ندبر عدوانا على أحد ونتخذ في نفس الوقت التدابير والوسائل اللازمة لبناء قواتنا الذاتية، وهي قوة لكل العرب.