الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


20 عاماً في خدمة كتاب الله وشؤون البيت العتيق
*رصد خادم الحرمين الشريفين 1000 مليون ريال لخدمة كتاب اللّه وإيصاله للمسلمين في أرجاء المعمورة

«أود أن أؤكد لكم أيها الإخوة أن كل شيء أستطيع تقديمه للحرمين الشريفين ومكة المكرمة مهبط الوحي والمدينة مشع نور الرسالة لن أتردد لحظة في المبادرة إلى تقديمه لأن ميزة هذا البلد إنما تتجلى في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج والزوار والمعتمرين على مدار العام وسوف لا أدخر وسعا بالجهد والمال في سبيل استكمال هذا العمل الإسلامي الحضاري والتاريخي الذي وهبت نفسي وإخواني في سبيل تحقيقه».

فهد بن عبد العزيز
لم يقتصر اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه اللّه على توسعة الحرمين الشريفين فحسب بل امتد اهتمامه بكل ما يتصل بهما وبخدمة البيت العتيق وضيوف الرحمن الكرام .
والحقيقة انه منذ أن تولى الملك فهد بن عبد العزيز مسؤوليته كعضو في الوزارة ونائب لرئيس مجلس الوزراء ثم وليا للعهد ثم ملكا للبلاد وهو يولي جل اهتمامه بضيوف الرحمن ويعتبر راحتهم وضيافتهم من أهم مسؤولياته.
وتتطلب هذه المسؤولية الكبيرة على المستوى الداخلي، ضمان الرفاهية والازدهار لشعب المملكة، حتى يكون هذا الشعب أهلا لاستقبال أفواج المعتمرين والحجيج الوافدين على الديار المقدسة للصلاة في المسجد الحرام والطواف بالكعبة المباركة وزيارة مسجد الرسول الكريم سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم وفعلا، فقد عمل خادم الحرمين الشريفين على تهيئة كل الظروف والإجراءات الكفيلة بتيسير أداء الحجيج لمناسك الحج، وذلك بإدخال الإصلاحات والترميمات والقيام بأعمال توسيع الأماكن المقدسة سنة تلو أخرى مواكبة مع الازدياد المطرد لأعداد المسلمين الزائرين، وهذا الأمر الطيب أدخل الفرحة والارتياح إلى قلوب المسلمين المطمئنين على الأماكن المقدسة وهي في حمى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي قال في أحد أحاديثه الموجهة لضيوف الرحمن:
«لقد جندت المملكة العربية السعودية بعون من اللّه كل طاقاتها في سبيل راحتكم وتيسير أداء مناسككم والحفاظ على أمنكم وتوفير وسائل عيشكم إيماناً منها بقدسية هذا الواجب العظيم عليها تجاه كل واحد منكم فإن كان ما يسرناه لكم بتوفيق من اللّه قد حقق ما أردناه فذلك فضل من اللّه وإن وجدتم فيه قصورا فأملنا منكم العذر وتقدير الظروف وحسبنا إخلاص النية ومواصلة الجهاد».
ومن خلال تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على مسألة خدمة الأماكن المقدسة يتبين حرصه الشديد على أن يكون الشرف مقترنا بتقدير المسؤولية الإسلامية حق قدرها والقيام بها على أكمل وجه، لأن المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وقبلة الحجيج والمعتمرين مطالبة ببذل المزيد من الجهود والتضحيات ومضاعفتها سنة بعد أخرى قصد تلبية التزاماتها إزاء العالم الإسلامي وحاجيات الوافدين على بيت اللّه الحرام والمسجد النبوي الشريف، وتوفير كل الظروف الملائمة لأداء مناسك الحج والعمرة.
كسوة الكعبة المشرفة
إدراكا من خادم الحرمين الشريفين أن كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر التشريف والاهتمام ببيت اللّه الحرام، أشرف بنفسه حفظه اللّه على تطوير مصنع كسوتها وتزويده بأفضل الآليات والمواد التي يحتاجها وقام على أكمل وجه بإتمام ما نفذه إخوته الملوك سعود وفيصل وخالد، وما بدأه وأنشأه قبلهم الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. فقد أنشأ الملك عبد العزيز مصنعا خاصا بكسوة الكعبة المشرفة وقد تم افتتاح هذا المصنع في منتصف سنة 1346ه بعد توفير كل احتياجاته، وتم أيضا في العام نفسه إنتاج أول كسوة للكعبة المشرفة في أم القرى وبأيد سعودية واستمر هذا المصنع في إنتاج الكسوة حتى سنة 1357ه.
وعند إنشاء وزارة الحج والأوقاف في عام 1381ه كان أحد أهداف إنشائها «إنشاء مصنع لكسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة بإداريين وعمال سعوديين لصناعة الكسوة من الحرير والخيوط الذهبية» بعد أن لوحظ أن الكسوة التي كانت تأتي من خارج المملكة كانت تخضع للتقلبات السياسية، ولم تكن بالجودة اللائقة بمكانة الكعبة المشرّفة.
وفي عام 1382ه صدر أمر جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه اللّه بتجديد مصنع الكسوة، وفي عام 1397ه تم افتتاح المبنى الجديد لمصنع الكسوة بأم الجود بمكة المكرمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد، ومن وقتها والمصنع يحظى برعايته واهتمامه حيث تم تزويده بأحدث الآلات والمعدات.
وتصنع كسوة الكعبة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكارد عبارات «لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه، اللّه جل جلاله، سبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم».
والى جانب ثوب الكعبة المشرّفة بمحتوياته جميعها ينتج مصنع الكسوة أيضا الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة باللون الأخضر، وكسوة الحجرة النبوية الشريفة باللون الأحمر الداكن، كما يتم إنتاج أعداد كبيرة من قطع الهدايا المطرّزة على الطراز نفسه الموجود على كسوة الكعبة تهدى إلى كبار الزوار للمملكة والشخصيات ذات الشأن، تعبيرا عن روابط الإخوة بين أبناء العالم الإسلامي، وتأكيدا للمعاني السامية التي تربط أبناء الدين الواحد والتي تسعى المملكة إلى تأكيدها.
خدمة القرآن الكريم
وخدمة لكتاب اللّه وعملا على توصيل كلمة اللّه لكل شعوب الأرض في طباعة أمينة فاخرة لائقة بمكانه هذا الكتاب الكريم في نفوس المسلمين، أنشأ خادم الحرمين الشريفين «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف» وجعل مقره بالمدينة المنورة، حيث مثوى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الذي أنزل عليه القرآن من فوق سبع سماوات.
وقد وضع خادم الحرمين الشريفين حجر أساس هذا المجمع في شهر محرم 1403ه وافتتحه يحفظه اللّه في شهر صفر 1405ه . ويقع مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم على مساحة «206000» متر مربع على طريق تبوك في المدينة المنورة، مع مرافق الخدمات من طرق ومحطات لتنقية المياه ومستودعات ومحرقة للأوراق، ويعمل في هذا المشروع حوالي ألف شخص ما بين علماء متخصصين وخطاطين وفنيين ومترجمين وإداريين. ويشرف على المجمع معالي وزير الحج والأوقاف.
وتتم في المجمع طباعة القرآن الكريم بأحجام ونوعيات مختلفة ومترجمة بلغات شعوب عدة من الشعوب الإسلامية وغير الاسلامية تيسيرا للأولى ودعوة للثانية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية حوالي عشرة ملايين سنويا منها مليون نسخة لترجمة تفاسير القرآن الكريم . كما يقوم المجمع أيضا بتسجيل القرآن الكريم على أشرطة كاسيت صوتية لمشاهير القراء في المملكة والعالم الإسلامي.
ووصل عدد الإصدارات التي أنتجها المجمع إلى أكثر من «60» إصدارا، موزعة بين مصاحف كاملة، وأجزاء، وترجمات، وتسجيلات، وكتب السنّة والسيرة النبوية وغيرها، وللمجمع مخطوطتان خاصتان به بروايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع، كما بدأ المجمع في كتابة مخطوطتين أخريين خاصتين به بروايتي الدوري وقالون.
وتمكّن المجمع من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أكثر من «20» لغة تشمل: الإنجليزية، الفرنسية، الصينية، التركية، التايلندية، الباشتو، البراهوئية، البنغالية، الأورودية، البوسنية، الصومالية، القازاقية، الهوسا، الفارسية، الكشميرية، الكورية، المليبارية، المقدونية، اليوريا واليونانية.
إضافة إلى ذلك هناك ترجمة معاني جزء عمّ وجزء تبارك إلى اللغة الصينية وجزء عمّ بالإنجليزية والإسبانية، ويقوم المجمع حاليا بإنجاز سبع ترجمات جديدة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات التالية: البورمية، الانكو الهولندية، التايلندية، الزولو، وبذلك يزيد مجموع الترجمات عن «30» ترجمة.
ويضم المجمع عددا من مراكز البحث العلمي الدقيق للقرآن الكريم وعلومه، وخدمة السنّة والسيرة النبوية المطهّرة، وينفّذ برنامجاً علمياً موسعاً بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وهو مشروع سيكون له بإذن اللّه أثره على الثقافة الإسلامية المعاصرة، من حيث حصر المخطوطات، ومصادر السنّة والسيرة النبوية وتحقيقها وطبعها، ورد الأباطيل، ودفع الشبهات التي تثار عن القرآن الكريم والسنّة، والقيام بالبحوث العلمية والدراسات المتخصصة في العلوم الإسلامية ومجالات الدعوة الإسلامية، وكذلك الدراسات المتعلقة بالمجتمعات الإسلامية والأقليات.
وقد بلغت تكاليف إنشاء هذا المجمع 1000 مليون ريال خدمة لكتاب اللّه ولقرائه في أرجاء المعمورة.
وتحقيقا للرعاية الانسانية التي يحث عليها ديننا الحنيف بالمكفوفين والمعاقين جسمانياً أو نفسياً أو عقلياً صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين بطباعة مصاحف خاصة بالمكفوفين بطريقة برايل لتوزيعها لمن يحتاجها في جميع البلاد الاسلامية.
خدمة المسلمين
بلحوم الأضاحي
ومن المشروعات الخيرة التي افتتح بها خادم الحرمين الشريفين عهده المبارك تنفيذه لفكرة الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي التي ظلت مطروحة لعدة عقود تنتظر من يقوم بتنفيذها.
وفي إطار اهتمامه حفظه اللّه بخدمة المسلمين في كل مكان رأى تنفيذ هذا المشروع الكبير الذي يمكن به توفير الكميات الهائلة من لحوم الأضاحي وإرسالها للدول الإسلامية لتوزيعها على الفقراء.
وقد وجه خادم الحرمين في هذا الصدد بتطوير أماكن النحر والمجازر وتوفير الشروط الصحية اللازمة لها واستخدام وسائل التقنية الحديثة، وأوكل إلى البنك الإسلامي للتنمية بجدة الإشراف على هذه الرسالة العظيمة.
ويعد مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي الذي بدأ في عام 1403ه بعد فتوى هيئة كبار العلماء مشروعا رائدا للاستفادة من مئات الآلاف من الأغنام والأبقار والجمال التي تذبح في يوم النحر وأيام التشريق، بشحنها براً وبحراً وجواً إلى أكثر من «27» دولة إسلامية، ولقد لقي هذا المشروع ترحيباً وثناءً جليلاً ليس فقط من حجاج بيت اللّه الحرام ، بل من جميع الأوساط والمنتديات والهيئات الإسلامية في العالم الإسلامي.
وهكذا كانت هذه المشروعات التي نفذها خادم الحرمين الشريفين في إطار خدمته لكتاب اللّه وعباد اللّه في كل مكان تعزيزا لقوله الذي يؤكده باستمرار ومنها قوله متوجها إلى اللّه بالقبول الخالص لوجهه الكريم: «نأمل من اللّه أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ما دمنا نؤدي ما أمر اللّه أن نؤديه ونجتنب ما أمرنا ربنا أن نجتنبه فإن هذه هي الأسس والقواعد التي بنيت عليها هذه الدولة منذ مائتين وخمسين سنة، وقد شرف اللّه قادة هذه البلاد بأن يكونوا في خدمة الحرمين الشريفين بيت اللّه الحرام في مكة المكرمة،ومسجد نبيه في المدينة المنورة وهذا أعظم شرف نعتز به ونرجو من اللّه التوفيق وأن ينصر دينه ويعلي كلمته».