الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


في زمن لا يتوقف وعالم لا يكف عن الدوران
المعجزة التعليمية في عصر الفهد

تعيش المملكة العربية السعودية اليوم بعد مضي 20 عاماً من عصر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله نهضة شاملة في كل المجالات، وفي مقدمتها الجانب التعليمي الذي أولاه الملك المفدى كل عنايته منذ فجر شبابه. وأهم معالم هذه النهضة صروحها العلمية الكبرى التي تتمثل في سبع جامعات وعشرات من الكليات والمعاهد المتخصصة في شتى العلوم والفنون والمهن.
كما تتمثل هذه النهضة في آلاف المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنين والبنات على السواء فضلاً عن مدارس تعليم الكبار ورياض الاطفال وتحفيظ القرآن الكريم.
كانت هذه النهضة التي قادها الملك المجدد فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ثمرة من ثمار أعمال الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ثم تعهدها منذ السنوات الأولى للتأسيس بالرعاية من بعده ابناؤه البررة الملوك الميامين سعود بن عبدالعزيز وفيصل بن عبدالعزيز وخالد بن عبدالعزيز رحمهم الله.
ريادة مبكرة
وبلغت هذه النهضة اوج تطورها في هذا العصر الزاهر عصر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بارك الله خطاه حيث أولى التعليم عنايته واهتمامه منذ أن كان أول وزير للمعارف في تاريخ المملكة العربية السعودية في 18/4/1373ه.
لقد ارتبط الملك فهد بالتعليم وبالعلم ارتباطاً وثيقاً، فهو أول وزير للمعارف في المملكة، وبجهوده بنيت النهضة التعليمية، وما يزال يعتز بهذه الفترة، ويذكرها في كل مناسبة، يذكر فيها التعليم، بالإضافة إلى ارتباطه به فيما بعد، في كل وظائفه التي تسنم قيادتها بعد تركه وزارة المعارف، منذ تعيينه وزيراً للداخلية ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، إلى إسناد ولاية العهد ونيابة رئيس مجلس الوزراء إليه، ثم إلى أن بويع ملكاً وقائداً لبلاده، بعد رحلة موفقة كافح فيها طويلاً من أجل أن يرسي نهضة بلاده على أسس قوية عمادها العلم والتعليم، والسعي إلى محو الأمية بين مواطنيه، وفي كل هذه المراحل ظل محط التعليم اهتمامه الأول، وتمثل ذلك في حرصه على نشره ودعمه وتأصيله في كل مدينة وقرية في بلاده الواسعة الأرجاء، إيماناً منه بما للتعليم من أهمية قصوى في تطوير المملكة وازدهارها.
كان خادم الحرمين الشريفين باستمرار يعبر عن شعوره نحو العلم ورجال العلم، ويؤكد أهمية الحرص على العلم في الدولة العصرية حيث يقول في احدى خطبه «إن العلم ورجال العلم، هم الذين أشعر بأنهم حولي، وأنا كذلك حوله لإيماني الكامل بأن العلم هو الشيء الأساسي الذي تعتمد عليه الأمم».
فالنهضة التعليمية التي وجدت في عهد خادم الحرمين الشريفين متميزة عند مقارنتها بما حدث في الدول الأخرى قياساً بالفترة الزمنية.
فالدولة لم تبخل بشيء في سبيل تطور ونمو كافة مراحل التعليم في البلاد، حيث إن الارقام والحقائق التي ترصدها ميزانية الدولة أكبر شاهد على ذلك. ولابد من الاعتراف بأن المواطن السعودي بدوره قد أسهم اسهاماً كبيراً في خدمة العلم وارتفع الشباب السعودي إلى مستوى طموحات مليكه فانتشر يطلب العلم في الداخل والخارج. وهذا يدل أن النقلة التعليمية التي حققها الملك فهد بن عبدالعزيز تعد بحق نقلة حضارية. إن ايمان الفهد بالعلم واصراره على تطوير هذا الوطن ورؤيته البعيدة النظر، وثقته العظيمة بالله ثم بالشعب والوطن كانت وراء تحقيق المعجزة التعليمية التي بلغت أوجها في العشرين عاماً الماضية من مسيرة التعليم في هذه البلاد.
إرساء المبادئ
فمنذ اليوم الذي تولى فيه الفهد دفة الحكم في البلاد التفت إلى التعليم وأولاه عنايته وحدد له المبادئ الجديدة التالية:
نشر التعليم وتعميمه في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
التمهيد لإنشاء جامعة تكون نواة للتعليم العالي في البلاد.
التوسع في البعثات الدراسية إلى الخارج.
تحقيق الاكتفاء الذاتي من المعلمين.
لقد واجه تحقيق هذه المبادئ في البلدان صعوبات ومعوقات جمة، ولكن بتوفيق الله ثم بعزيمة الفهد وقدرته ونشاطه سرعان ما أثبت تصميمه على تذليل العقبات والصعوبات التي اعترضت هذه المسيرة، واجرى إصلاحات شاملة وتغييرات جذرية في المناهج وفي أساليب التدريس وطرائقه.
وفي هذا الشأن قال الملك فهد بن عبدالعزيز في لقائه الذي ضم جامعة الملك عبدالعزيز بجدة :«هذه الانطلاقة التعليمية لاشك أن الفضل الأول فيها لله عز وجل، ثم للاستقرار وما يتمتع به المواطن من حرية أساسها العقيدة الإسلامية».
ومنذ مبايعته حفظه الله ظل الملك فهد بن عبدالعزيز حريصاً على الاهتمام بقطاع التعليم وعلى المشاركة في المناسبات العلمية المهمة، وتكريم العلماء، فقد وقف بنفسه على توزيع جائزة الملك فيصل العالمية، وجوائز الدولة التقديرية للآداب والعلوم وغيرها. وكان ذلك ينبع من ايمانه بأن العلم هو الأساس الذي تعتمد عليه الأمم في بناء نفسها، وأن مسؤولية بناء الدولة السعودية وهي مسؤولية الجميع، وأن من واجب الدولة أن توفر فرصاً لتعليم الفتاة السعودية بالدرجة نفسها التي توفرها للطالب السعودي، فالفتاة في رأي الفهد لها حقها وعليها واجبها مثلها مثل الطالب تماماً، وأنه لا مانع من حصولها على فرصتها في الدراسات العليا، وأن تتعمق في الدراسة المفيدة البناءة التي تتفق مع عقيدتها الإسلامية حتى تفيد وطنها بمجهودها وعملها.
وكان الملك فهد بن عبدالعزيز وراء خطوات كثيرة اتخذت لتشجيع العلم والعلماء وصولاً إلى التقدم العلمي المنشود، وكان وراء فكرة مساندة إيجاد جائزة تقديرية للعلماء.
ان تاريخ العلم والتعليم في المملكة العربية السعودية ظل حلقة موصولة بين الملك المؤسس والملك المجدد، لقد شعر الفهد منذ البداية أن الملك المؤسس ترك هذا الجانب من جوانب الحياة في البلاد أمانة لديه فظل يرعاها وزيراً للمعارف ووزيراً للداخلية ورئيساً أو عضواً في كل اللجان التي لها صلة بالتعليم كما استمر يرعاها نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وولياً للعهد ثم ملكاً، فهو بحق رائد التعليم في المملكة ومحدثه ومطوره وحارسه الأمين.
لقد ظل الفهد حتى بعد أن أصبح ملكاً على البلاد مصراً على مطاردة شبح الجهل والقضاء على بواقي الأمية، وكان يقول إن الأمية والجهل ليسا حصراً على الذين لا يقرؤون ولا يكتبون.
ان هناك أمية اخرى ربما اخطر يجب القضاء عليها، أمية تنشأ بين المتعلمين والذين لا يسعون إلى تطوير أنفسهم ويتوقفون في زمن لا يتوقف وعالم لا يكف عن الدوران.
سنوات البناء
في خطابه الذي ألقاه بمناسبة تخريج الدفعة 33 من جامعة الملك سعود بالرياض قال خادم الحرمين الشريفين لأبنائه الطلبة في 28/11/1414ه الموافق 9/5/1994م: «.. أمة بلا علم لا تستطيع أن تعيش مع الأمم.. هذه البلاد قاعدتها وأساسها وتكوينها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.. إننا سوف نتمسك بهذه الكلمة، وهذا المبدأ الإسلامي الحنيف.. وأسأل الله أن يجعلنا دائماً مصلحين بنائين مفيدين».
منذ المؤتمر التعليمي الأول الذي عقده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في السنوات الأولى لوزارته، ظل التخطيط للتعليم وتنميته الشغل الشاغل لوزارة المعارف في محاولة متصلة لتوثيق الصلة بين التعليم والمجتمع، وبين التعليم والتنمية الاقتصادية، والاجتماعية للمملكة، فبعد السنوات الخمس الأولى من عمر الوزارة التي تكامل فيها الجهاز الفني، تميزت السنوات العشر اللاحقة بوضع أول خطة خمسية للوزارة، وقد سبقت بذلك وضع الخطط الوطنية الشاملة للتنمية في المملكة، كما تميزت أيضاً بظهور نظام تعليم البنات واستكماله وتطويره، أما المرحلة التي تليها والتي تمتد إلى الوقت الحاضر فهي مرحلة خطط التنمية الوطنية الخمس، ونهاية الخطة السادسة وهي الخطط التي دفعت بالتعليم في المملكة إلى التطور الكبير الذي تم تحقيقه في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وتميزت بتأسيس وزارة التعليم العالي، واستكمال الجامعات السعودية، وظهور المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وظهرت خلالها المفاهيم العلمية للتطوير التربوي بهدف النهوض بالجانب الكيفي للتعليم وتحقيق مفهومه على أنه استثمار أساسي للقوى البشرية والعامل الأول في تنميتها.
لقد تطور قطاع التعليم في عهد الملك فهد في مختلف مراحله ومستوياته، وذلك من ناحيتي الكم والكيف، وتحقق عدد كبير من الانجازات العلمية والتعليمية، وكان الهدف الأساسي تحقيق التطوير المنشود لنظام التعليم في المملكة من أجل اللحاق بركب العصر الذي نعيشه اليوم، وذلك بإجراء مراجعة شاملة وتقويمية لجميع أطراف التعليم ونواحيه، وبالرجوع إلى الحقائق والأرقام تبرز مؤشرات التعليم التي تؤكد ما تحقق في هذا العهد الميمون من نمو سريع ومتلاحق بكل المقاييس، مع توفير فرص التعليم المجاني للجميع.
زيادة تعليم المرأة
بدأ تعليم البنات في المملكة العربية السعودية في ظروف صعبة للغاية، فقد كانت هناك معارضة غير مبررة شرعياً لأن الإسلام يعتبر العلم فريضة على كل مسلم رجلاً كان أو امرأة. وكان من حظ تعليم البنات في المملكة أن كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أول وزير معارف للمملكة، وحمل الوزير الشاب رسالة تعليم البنات والدفع به إلى الأمام فكان من ضمن التحديات التي واجهها بشجاعة وجرأة، وكانت شجاعته وجرأته تنطلق من اقامة الدليل الشرعي على ما يدعو إليه.
وهكذا وضع خادم الحرمين الشريفين إعداد الفتاة السعودية علمياً لتكون سيدة بيت واعية، وأماً متعلمة حانية، ومعلمة تربي الاجيال، وطبيبة تؤدي واجبها باحتشام في مستشفيات الوطن. ومن هذا المنطلق ظهرت مئات المدارس للبنات وتلتها الكليات المتخصصة التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات جنباً إلى جنب مع الجامعات السعودية التي فتحت أقساماً للبنات في كل التخصصات.
فإلى عهد قريب لم يكن هناك تعليم جامعي للبنات في المملكة، وعندما بدأت بعض الجامعات في قبول الدارسات في عدد من التخصصات كان العدد ضئيلاً. ففي العام الدراسي 1384 1385ه، كان عدد الطالبات، في الجامعات السعودية (66) طالبة فقط، وفي عام 13891390ه، أي قبل إنشاء كليات البنات بسنة واحدة بلغ مجموع الدارسات في الجامعات السعودية (6508) طالبات.
ولكن المملكة في تطورها السريع، ومسيرتها التعليمية المباركة التي جعلتها أساساً لنهضتها في كافة الميادين، حرصت على اتاحة التعليم الجامعي للبنات كما أتيح للذكور، وفتحت المجالات المختلفة والتخصصات المتعددة التي تلائم طبيعة المرأة، وتخدم المجتمع أمام الطالبات.
ففي جامعة الملك عبدالعزيز فتح باب القبول للطالبات منذ بدء الدراسة بالجامعة في عام 87/1388ه الموافق 67/1968م، وتم تخصيص مبنى مستقل للطالبات، وانشئت عمادة خاصة باسم (عمادة الدراسات الجامعية للطالبات) بغية اعطاء قسم الطالبات الاستقلالية مع التنسيق بين هذا القسم من جهة وبين كليات الجامعة واجهزتها من جهة ثانية، ويتم قبول الطالبات للدراسة في الأقسام المناسبة لهن وهي: (الاقتصاد والآداب والعلوم والطب والعلوم الطبية وقسم الاقتصاد المنزلي).
كما يوجد قسم خاص للطالبات بفرع الجامعة بكلية التربية بالمدينة المنورة، حيث تدرس الطالبات في الأقسام التربوية المناسبة وكذلك فتحت جامعة أم القرى في مكة المكرمة باب الانتساب في بعض الأقسام للطالبات ابتداءً من العام الدراسي 871388ه.
وفي العام التالي تم تخصيص مبنى مستقل ، ثم استخدمت بعد سنوات الدائرة التلفزيونية وأكثر التخصصات في الجامعة متاحة للطالبات إلا ما كان منها غير ملائم لطبيعة المرأة.
وكذلك فتحت بعض الجامعات المجال أمام الطالبات ولاسيما جامعة الملك سعود للتخصص بما يتناسب وطبيعة المرأة، وبذلك أسهمت هذه الجامعة وبقية جامعات المملكة في التعليم الجامعي للبنات، حيث افتتحت أقسام خاصة بالطالبات، وقبلت أعداد كبيرة، وتخرج عدد من الأفواج، ولاسيما في مجال الطب بكل فروعه، والصيدلة، وبقية الأقسام والتخصصات.
وعندما بدأت المدارس الثانوية للبنات بتخريج أفواج متلاحقة من حاملات الثانوية العامة وأصبح عدد الخريجات كبيراً رأت الرئاسة أن من واجبها العمل على إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الخريجات، ولاسيما المؤهلات منهن للدراسات الجامعية، ومواصلة الدراسة في التخصصات المناسبة.
وكذلك بدأت في افتتاح الكليات الجامعية في المناطق والمدن منعاً للحاجة ولتوافر الأعداد المناسبة من الحاصلات على الثانوية العامة وكان في ذلك البدء بافتتاح كليات البنات التابعة للرئاسة.
وفي ضوء هذه الانجازات الكبيرة تم العمل على ايجاد مجتمع نسوي مسلم مؤهل يربط الحاضر الزاهر بالماضي المشرق، ويبني المستقبل بكل ثقة على أسس علمية وايمانية سليمة.
لقد حظي تعليم البنات في المملكة باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله مما كان له الأثر الكبير وراء ما تحقق من انجازات ضخمة في مجال تعليم البنات الذي أصبح شاهداً علمياً
الأمور والبرامج اهميتها، ولذلك علينا ربط أهم المؤسسات عندنا وهي الجامعات بالتنمية فهو أمر ضروري لأنه يعطي الأفضلية، فهذا لا يعني أبداً وبأي حال من الأحوال أنه عائق بل العكس هو منظم، ومركز لدور الجامعة في المملكة العربية السعودية وهو اعطاء الأهمية الكبرى التي تستحقها الجامعات».
وقد وجه خادم الحرمين الشريفين، وهو الخبير بأمور التعليم بخضوع أنظمة الجامعات في المملكة العربية السعودية للتقويم المستمر بهدف الارتقاء بهذا النوع من التعليم إلى أفضل المستويات وأعلاها، وكان من آخر نتائج هذا التقويم أن صدر قرار مجلس الوزراء رقم 532 وتاريخ 10/6/1412ه القاضي بإلغاء نظام الساعات المعمول به في معظم جامعات المملكة واستبدال نظام اليوم الدراسي المعتاد به، كما صدر قرار مجلس الوزراء رقم 60 وتاريخ 2/6/1414ه بالموافقة على نظام مجلس التعليم العالي والجامعات، وقد نصت المادة «الثانية عشرة» منه على أن رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم هو ذاته رئيس المجلس، مشيرة بذلك إلى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالعلم والتعليم بصفة عامة، والتعليم العالي بصفة خاصة.
وابتداءً من تاريخ 13/8/1414ه بدأ العمل بهذا النظام وبدأت مجالس الجامعات تمارس أعمالها برئاسة معالي وزير التعليم العالي.
وقد أدى إنشاء وزارة التعليم العالي إلى تقديم أفضل النتائج التي ظهر أثرها على التعليم العالي بمختلف قنواته ومجالاته ومظاهره، فقد شهد التعليم العالي في الفترة التي أعقبت إنشاء هذه الوزارة نمواً قياسياً في حجمه ونمطه، مع الأخذ في الحسبان عند تنمية هذا المجال وتطويره أن يكون إنشاء المؤسسات التعليمية الجديدة من جامعات وكليات والتوسع في المؤسسات القائمة حالياً، مرتبطاً بواقع المجتمع وحاجاته ومتطلباته خطط التنمية الطموحة.
الإنجازات العملاقة
وقد شهد التعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز العديد من الانجازات العملاقة، فقد تمت إضافة العديد من الكليات المتخصصة إلى الجامعات القائمة لتحقيق التنويع في فرص التعليم العالي، وحسن توزيعه جغرافياً على مناطق المملكة العربية السعودية، وتم افتتاح عدد من الفروع للجامعات السبع، وفي عام 1419ه تم الإعلان عن إنشاء جامعة ثامنة في مدينة أبها باسم جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله مما يشير إلى مدى القفزة الهائلة التي حققها قطاع التعليم العالي في عهد الفهد، من خلال مراجعة الخلاصة الاحصائية لمخرجات هذه الجامعات، وعدد الكليات والأقسام، والطلاب والطالبات، وعدد المبتعثين من كل جامعة.
كما تم في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله ويرعاهتشييد المباني والمدن الجامعية الجديدة، ومنها المدينة الجامعية لجامعة الملك سعود، والمدينة الجامعية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والمدينة الجامعية لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، كما صدرت التوجيهات السامية بإنشاء مدن مماثلة لبقية الجامعات لتواكب النقلة الحضارية الكبرى التي وصل إليها التعليم العالي في بلادنا المعطاء.
لقد تم تشييد المدينة الجامعية لجامعة الملك سعود التي افتتحت في عام 1405ه، وقام بافتتاحها رسمياً خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في احتفال كبير أقيم بهذه المناسبة، وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالي (000،000،9) متر مربع، ومساحة المباني (000،558) متر مربع، كما تم تشييد مدينة جامعية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي افتتحت في عام 1411ه، وتبلغ مساحتها الإجمالية (000،000،4) متر مربع.
الأرقام تشهد
وتشهد احدث الاحصائيات المتوفرة قبيل نهاية الخطة الخمسية السادسة بالزيادة المضطردة في عدد المدارس والطلاب والاساتذة في كافة المرافق التعليمية على النحو التالي:
التعليم العالي
بلغ عدد الطلبة والطالبات السعوديين المستجدين المنتظمين في مرحلة البكالوريوس خلال الأعوام الثلاثة من الخطة السادسة (56431) طالبا وطالبة، (70273) طالباً وطالبة، (70378) طالبا وطالبة، موزعين على (7) جامعات و(22) كلية للبنات.
بلغ عدد الخريجين والخريجات من السعوديين المنتظمين بمرحلة البكالوريوس خلال المدة نفسها (24211) طالبا وطالبة، و(28739) طالبا وطالبة، و(32120) طالبا وطالبة.
بلغ متوسط معدل أستاذ/ طالب في مؤسسات التعليم العالي جميعها للأعوام الثلاثة الأولى على التوالي (1:26)، (1:27)، و(1:33) في الكليات النظرية، و(1:14) ، (1:16) و(1:16) في الكليات العلمية.
التعليم العام
بلغ عدد الطلبة المستجدين والطالبات المستجدات في المرحلة الابتدائية (293) ألف طالب وطالبة في نهاية العام الأول من الخطة، و(336) ألف طالب وطالبة في العام الثاني، و(270) ألف طالب وطالبة في العام الثالث.
بلغ عدد الخريجين والخريجات من المرحلة الثانوية العامة (270) ألف خريج وخريجة خلال السنوات الثلاث الأولى من الخطة، حيث بلغ عدد الخريجين والخريجات في العام الأول حوالي (76) ألف خريج وخريجة و(104) ألف خريج وخريجة في العام الثالث من الخطة.
بلغ إجمالي عدد الطلبة والطالبات السعوديين فقط في مراحل التعليم العام الثلاث (209) ملايين طالب وطالبة في العام الأول من الخطة و(3) ملايين طالب وطالبة في العام الثاني و(1،3) مليون طالب وطالبة في العام الثالث.
بلغت نسبة السعوديين بين مدرسي المرحلة الابتدائية (85%) ، (87%)، (93%) في السنوات الثلاث الأولى من الخطة على الترتيب.
كما بلغت نسبة السعوديات بين مدرسات المرحلة الابتدائية (82%)، (98%)، (99%) في الأعوام الثلاثة الأولى من الخطة على التوالي.
تم افتتاح (411) مدرسة ابتدائية، و(303) مدارس متوسطة، و (249) مدرسة ثانوية، و(8) معاهد للتعليم الخاص.
أسهم القطاع الخاص في تمويل (400) مشروع انشاء مرافق تعليمية، خصص لوزارة المعارف (200) مشروع تم استلام (198) مشروعا منها، أما الجزء الخاص بالرئاسة العامة لتعليم البنات وقدره (200) مشروع فقد تم استلامه بالكامل خلال عام 1416/1417ه.. وهو ما يعد تنفيذا لأحد صيغ التخصيص المقترحة في خطة التنمية السادسة الرامية إلى بناء بعض المرافق العامة من قبل القطاع الخاص وتأجيرها ومن ثم تحويل ملكيتها للدولة بعد مدة محددة.
التعليم الفني
والتدريب المهني
التحق بالتعليم الفني بقسميه العالي والثانوي نحو (86242) طالبا خلال الأعوام الثلاثة الأولى، تخرج منهم (21256) طالبا.
بلغ عدد الملتحقين بالتدريب المهني خلال الأعوام الثلاثة الأولى (25574) طالبا، تخرج منهم (18547) طالبا.
معهد الإدارة العامة (التدريب):
التحق خلال الأعوام الثلاثة الأولى من الخطة (5145) متدربا بالبرامج العليا و(8221) متدربا بالبرامج الإعدادية، و(34229) متدربا بالبرامج التدريبية، و(2446) متدربا بالبرامج الخاصة.
وهكذا نجد أن عدد الطلاب والطالبات في جميع المراحل يقرب من خمسة ملايين يقوم بتعليمهم أكثر من 350 ألف معلم ومعلمة. ويزيد عدد مدارس البنين التي تشرف عليها وزارة المعارف 250،11 مدرسة مجموع طلابها أكثر من مليوني طالب يشرف على تعليمهم أكثر من 150 ألف معلم بينما يزيد عدد مدارس البنات التي تشرف عليها الرئاسة العامة لتعليم البنات على 450،11 مؤسسة تعليمية إجمالي طالباتها يقرب من مليونين ونصف المليون.
كما تشير الاحصاءات الرسمية إلى ان جامعات المملكة اضافة إلى كليات المعلمين والمعلمات تضم حوالي 120 كلية يدرس بها في مرحلة البكالوريوس أكثر من (950،297) طالباً وطالبة يشرف على تدريسهم حوالي (14000) عضو. وبلغ عدد الوحدات التعليمية التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني (75) وحدة ما بين كلية تقنية ومعهد ثانوي تجاري ومعهد ثانوي زراعي ومعهد مراقبين فنيين الخ ووصل عدد الملتحقين بهذه المؤسسات إلى أكثر من 35 ألف طالب وذلك بالإضافة إلى مراكز التدريب المهني وعددها 30 مركزاً تعمل على فترتين صباحية ومسائية.