الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


تحولات تعليمية كبيرة
سليمان بن عبدالله المحيا

كثيراً ما يروق للمرء أن يتحدث عن بلاده مبرزاً أهم ما تمتاز به ومذكراً نفسه والآخرين بمعطياتها وحقوقها، ولا سيما على هامش بعض المناسبات.. وإذا كان من حق أي امرئ أن يتحدث عن أرضه وموطنه ليبدي مشاعره وعواطفه وآراءه حتى ولو كان ما يتحدث عنه غير حقيقي بكل ما يقول، فإن من المؤكد أن تكون أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وموئل العلم ومهد العلماء حقيقة بذلك وأكثر.
إن الحديث عن هذه البلاد ومعطياتها وعلى نحو خاص التعليمية لا ينفك بحال عن الحديث عن خادم الحرمين الشريفين بوصفه أولاً: الرجل الذي تسنم قيادة وزارة المعارف في بداية نشأتها وثانياً: العطاء الثري والاهتمام الواسع الذي لا يزال يحظى به التعليم ومؤسساته خلال العهد المزدهر الذي نعيشه اليوم، لا سيما ونحن نحتفل بمرور عشرين عاماً على تقلده الحكم.
ولذا فإن من أبرز ما تميزت به المملكة خلال هذا العهد الزمني المشرق أنها استطاعت أن تجعل الهم التعليمي والبحثي نمطاً وشكلاً تمتاز به الحياة اليومية في مختلف المؤسسات التعليمية، فبعد أن كانت مؤسساتنا التعليمية تعتمد على نحو كبير جداً على الابتعاث في سبيل الحصول على شهادات تعليمية أعلى. أصبحت الكثير من الكليات والمعاهد لديها القدرة على تقديم برامج في مختلف التخصصات في الدبلوم والماجستير والدكتوراه.
بل أصبحت الشخصية السعودية في مختلف المجالات الشرعية والإدارية والطبية.. تحظى بقابلية أكبر لدى فئات الجمهور بعد أن كان العنصر غير المحلي وقبل سنوات يسيرة هدفاً تسعى إليه كل هذه الفئات.
إن هذا التحول الكبير في طبيعة مخرجاتنا التعليمية وخلال مدة زمنية وجيزة لم يتحقق مصادفة أو يأتي بجهود وافدة وإنما كان وراء ذلك جهود مخلصة وحثيثة بذلها الكثيرون من المهتمين في العملية التعليمية وفي مقدمتهم رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين.
بل إن تلك المؤسسات التعليمية لم يتوقف وجودها وعددها ونوعها على ذلك الكم الكبير في أرجاء المملكة وإنما شمل ذلك مؤسسات تعليمية عديدة في كثير من دول العالم الأمر الذي يؤكد أن هذه البلاد وأهلها سيبقون بإذن الله شمساً تشرق في كل مكان يذكر فيه اسم الله تعالى، ونوراً يضيء في كل وقت، وصوتاً يتردد فيشجي ويبهج كل أذن، بنفس سخية ويد كريمة دون منّ أو أذى.. وذلك فضل الله يمن به على من يشاء من عباده.
والأعجب من ذلك كله أن هذا التحول تم وفق سياسة تعليمية نجحت في بناء الفرد السعودي بناءً علمياً متكاملاً وقادراً على التفاعل مع المعطيات الثقافية والتنموية والحضارية، ومحافظاً في الوقت نفسه على هويته العقدية والفكرية والاجتماعية التي تعكس حقيقة الفرد السعودي الملتزم بدينه وعقيدته وذلك بأسلوب علمي وعملي متقن، وتخطيط جيد ومنظم، وبمنهج أصيل يقي من الانتكاسات التنموية والثقافية ويحمي أصالة هذه الأمة ويحفظ هويتها.

*مدير متوسطة الأمير سلطان بالزلفي