الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


عشرون تحية.. وكل التحايا لا تكفي!
بقلم الدكتورة: هند بنت ماجد بن خثيلة

عشرون سنة مرت وكأنها كل السنين، وكأنها في العمر ساعة. لم تتضح معالم الزمن من قبلُ، كما اتضحت في عقدين اثنين، انتظما معاً في قلادة طوقت جيد الطموح، واستراحت على صدر الأمنيات.
كل العقود انفرطت تحية لهذين العقدين، وكل الصّعاب انفطرت أمام همّة القائد، وعزيمة الوالد.. خادم الحرمين الشريفين الملك الفهد.. أطال الله بقاءه، وأيّده بنصره وهداه.
وفي هذا المقام الجليل أستميح الشعر عذرا، والنثر أعذاراً، ليسمحا لي أن أزفّ التحايا إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين بمناسبة مرور عشرين عاماً على اعتلائه منصة خدمة الحرمين، حيث كفّى ، و«وفّى» وزاد فازددنا بعزه عزّاً، وبعزيمته قوة وثباتاً، وبرؤاه هدايةً ووصولاً.
* فتحية لك يا مولاي، وأنت تنظر من شرفاتك العالية مزهواً بهذا الحصاد الذي ملأ بيادرنا كلها عن آخرها، فامتلأت به عيوننا ابتهاجاً، وازدادت به أساريرنا انفراجاً، وغمرنا بهاؤه وأنار دروبنا سناؤه.
* تحية لك، وأنت تنذر نفسك للوطن دائماً، وللعدل أبداً. فتكرس دور المملكة العربية السعودية في الصدارة، بل وتحصر في رايتها الخفاقة عالياً كلّ رايات المجد، والعزة، والقوة، والخير، والصلاح. وتمضي بنا في الداخل في حدائق الأمن والأمان، وفي الخارج في ميادين الحق والعدل والاطمئنان.
* تحية لك، وأنت تتخذ من التنمية الشاملة سلّماً ترتقي بنا منه إلى الحياة الكريمة، وتصل بنا إلى نعيم الحياة المعتمد على شكر الله على نعمه، والقائم على القدرة والاقتدار، المبني على سواعد بنيك.. أبناء هذا الوطن المقتدرين الأخيار، الظانين بك ظنّ الخير، الواقفين خلف قيادتك بكل ثقة وتفانٍ وإيمان بالله أولاً، ثم بمواهبك العظيمة، وكلمتك المتميزة، وحنكتك القيادية التي لا تضاهى ولا تضارع شكلاً ولا مضموناً.
* تحية لك وأنت تسعى إلى تحقيق تطلعات الأمة، وجمع كلمتها، ولم صفوفها، لتكون أمام الصعاب أقوى، وعند الأزمات أصلب، حيث كنت تدري أنّه لا يُراد لهذه الأمة أن تأتلف، ولا يُضمر لها إلا أن تتفرق وتختلف. فكانت خطوتك في ميدان التضامن واسعة، وكانت يدك في مجال الدعم والمساعدة معطاءة يانعة.
* تحية لك، وأنت تحمل مشعل الإيمان وتمضي حاكماً بكتاب الله العظيم، وبسنة نبيه الكريم، ساعياً بكل همة متفردة إلى تصحيح مسار الإنسانية، وإلى رسم معالم الغد لها، على أسس من العقيدة السمحة وعلى سبيل المحبة البيضاء، منطلقا من كونك من أمة هي خير أمة أخرجت للناس، أعزها الله بدين يأمر بالتقوى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
* تحية لك، وأنت تبذل من الجهود أوفرها ومن الأموال أكثرها، لتيسر لضيوف الرحمن قدومهم، ولتوفر لهم كل السلام والأمان، وتترجم عزمك على راحتهم بمشاريع تظل عند غيرك في قائمة الأحلام، وفي خانة الطموحات وتحشد كل الإمكانات وكل الطاقات ليكونوا في إقامتهم هانئين، وفي عودتهم سالمين غانمين.
* تحية لك، وأنت تبني بيوت الله، وتعلي مآذنها، لتنطلق منها كلمة التوحيد، متوازية مع راياتك المنتصرة على الظلم والعدوان، حيث كنت ترى أن بناء المساجد في كل حي لزام عليك، وأن صون العقيدة هو الطريق الى بناء الإنسان الملتزم الذي هو أحب الناس جميعاً اليك.
* تحية لك، وأنت تعلي صروح العلم فقد كنت أميراً له، وحين أصبحت ملكا عليه، تنشده غاية وهدفا عزيزين، وتسعى إلى عزّته سبيلا الى التقدم والرقي، فأخلصت في انتقاء الغراس، فكان لنا منه شهيّ الطرح، عظيم النتاج، في كافة حقوله وبساتينه ورياضه الزاهية، التي تحتضن الملايين من أبنائك وبناتك.. رجال المستقبل وأمهات الغد.
* تحية لك، وأنت تأخذ بيد الشباب إلى بر الأمان، وتسخّر كل الإمكانات لتوفر لهم البيئة الخصبة خلقاً وفكراً، وقبل ذلك إيماناً وتأدباً، ولم تنس بناءهم الجسدي والروحي، فأقمت على رمال هذا الوطن من المنشآت الرياضية والفكرية، ما يحدق فيه كل إنسان وتغبطنا عليه جميع الأوطان، وبذلك كان أبناؤك خير سفراء للوطن في كافة جهات الأرض الأربعة.
* تحية لك، وانت تكمل مسيرة الملك الباني المؤسس في جمع الكلمة، والذود عن الديار بالنفس والنفيس، وتبقى فلسطين في مركز ضميرك وفي سنام اهتمامك، ولا تدع مناسبة أو غير مناسبة إلا وتؤكد على عروبتها، وعلى حق أهلها في العودة إلى أحضانها ولا تكتفي لذلك بالقول بل يسبقه منك الفعل و الجهد والعزيمة الصادقة التي لابد وأن تتوج بالنصر المبين بإذن الله.
* تحية لك، وأنت توفر كل عوامل النجاح لاجتماع دول الخليج العربية على سنن الوحدة، وتقف داعماً لتقدم أبنائها، وحافظاً لسيادتها، ومدافعا عن وجودها، ودافعا كل الاطماع في ثراها الواحد المتوحد بالعزم والرؤية الصادقة، وبالتناسق مع التاريخ المشترك، واللغة الخالدة، والأرض التي لها الرائحة نفسها، والعطاء ذاته، وبوفائك الذي صار مضرب الأمثال، وحديث الأجيال.
* تحية لك، وأنت تبني دولة عصرية بمقاييسنا نحن، وهندستك أنت، دولة تركت العالم موزعا بين فريقين: فريق يقرأ أساساتها وصروحها بحروف الفضول، وفريق يرى إنجازاتها وعطاءاتها بحدقات الذّهول، وبينهما نقف نحن وراء قيادتك الحكيمة حقيقة كاملة تحمل بصمات الإنجاز السعودي الكبير.
* تحية لك، وأنت تجعل من نفسك رقيبا عليك، وترى وقفة الحساب مع النفس قمة الفضائل، والبحث عن جادة الصواب رأس الشمائل، وتستقي من عقيدتنا السمحة قوتك الحقيقية في كل المحطات وأمام كل الصعاب والعقبات، لتكون في كل مرة أقوى.. وأشد تمسكاً بالنهج القويم.
* تحية لك، وأنت تقارع الظلام والعنف والفرقة والهوان، وتستمد من تاريخنا، تاريخ الإسلام المجيد قوتك، وتستل من قيمنا، قيم العرب والمسلمين سيفك، وتعلن أنه لا مهادنة مع الانحراف والتخلف، ولا بديل عن إعادة التاريخ المشرق نفسه، والقيم المضيئة ذاتها، والى ان يتم ذلك سيبقى السيف مشرعاً، وستبقى السواعد مستنفرة.
* تحية لك، وانت تسيجنا؛ وطناً ومواطنين، بسياج متين، لا تنفذ منه الفتن، ولا يبلى على مر الزمن، سياج يقوم على الوفاء، وتسنده وشائج الأخوة والمساواة. ويقف كالطود الشامخ أمام هبّات النزوات، غربيّها وشرقيها، لنبقى خلفه عائلة واحدة محصنة بالدين، والخلق، والحضارة الحقّة.
* تحية لك، وأنت صاحب الكلمة الصادقة، التي يسبقها الفعل الحق، والرأي الثاقب، الذي يتبعه الموقف الواثق، لا تهادن ولا تماري حين يكون الأمر متعلقا بالدين والوطن، وحين يكون الانسان السعودي محور القول والعمل، ومناط الطموح والأمل، وحين تكون المبادئ السامية التي تؤمن وتتحلى بها نقطة الانطلاق إلى الأهداف.
* تحية لك، وأنت ترفع من شأن المرأة السعودية المسلمة، وتهيئ لها كل ما من شأنه أن يجعلها الأم الحانية، والأخت المتفانية، والمرأة العاملة في مختلف الميادين، الواقفة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، يتبارون في بناء الوطن، ويتغنّون بخيراته، وبنعم الله فيه، وبقيادته الملهمة الحكيمة، التي فتحت المدارس والمعاهد والجامعات، وفتحت معها العقول والقلوب والتطلعات..
* تحية لك، وأنت تحتضن الطفولة، وتحيطها بعطفك وحنانك ورعايتك، وتحصنها بمبادئك وقيمك النبيلة،وتحنو عليها حنوّ الأب الحنون، لتغرس في قلوبها الطرية محبة الدين والوطن، وتزرع في عقولها الغضة مبادئ الإيمان والحب والانتماء.
* تحية لك، وأنت تمدّ أياديك البيضاء الطاهرة المعطاءة إلى إخوانك في الله في كل مكان، فتقيل من عثراتهم، وتخفّف من كرباتهم، وتبني في ديارهم ما يعمق حبهم لدينهم وأمتهم وأنت في مقدمتها، فالمساجد والمدارس والمعاهد والجامعات التي تحمل اسمك، واسم مملكتنا منتشرة في كل مكان، وفيها كلّها يذكر اسم الله، ثم يثنى عليك ملكاً وأخاً ورديفا ومعيناً على نوائب الحياة.
* والتحية لك يا مولاي وأنت تحلق في سمائنا صقراً يفرد جناحيه علينا جميعا يحمي ضعيفنا، ويغيث ملهوفنا، ويسأل عن غائبنا ويطمئن على معوزنا، ويؤمن خائفنا، ويصل أولنا بآخرنا، ويأخذ بنواصي الظالمين، ويضرب على أيدي العابثين، ويجعل التسامح فينا اساساً ويكون في ذلك قدوتنا، ويقودنا بشرع الله فيما يرضي الله. وإلى ما يقربنا إلى الله.
* تحياتي كلها أزفها لك يا مولاي، وما هي بنات مشاعري ولاخلجات قلبي فحسب، لكنك حفرتها أنت بمواقفك الاصيلة في وجداننا، ونقشتها بقيادتك الحكيمة في صفحات عقولنا، وفي سجلات الزمن والتاريخ الماضي والحاضر منه، والآتي وأنت تنعم بالصحة والعافية، وبمحبتنا التي لا حدود لشفافيتها، ولا مثيل لعفويتها..
والتي طرزتها على سطور قلوبنا سجاياك المعطرة برائحة الرمال وعطر الخزامى..
ودمت لنا يا فهد صيّباً يروي رياض الوطن.. وتعشق حباته كل الزهور، ويزهو على كل فنن.