الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


الفَهْدُ..
د. علي بن ابراهيم النملة
وزبر العمل والشؤون الاجتماعية

تعيش البلاد العربية السعودية ملحمة نماء متسارعة بدأها موحد هذه البلاد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وغفر له ولوالديه ثم واصل مسيرتها سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن ثم فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن ثم خالد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراهم وغفر لهم ولوالديهم وتسنم مسؤولية البناء والنماء مع الثبات على القواعد الصلبة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن حفظه الله وايده بتوفيقه ومنذ ذلك الوقت الذي بايع فيه الشعب الملك، والملك يسير من انجاز الى انجاز، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستويات العربية والاسلامية والدولية.
والفهد ليس غريباً على الحكم، فقد تسنم مسؤوليات المشاركة فيه منذ شبابه فقاد التعليم واوصله الى ما وصل اليه في بلد يعد قارة بذاتها، ثم تولى مهمات الامن في البلاد وزيراً للداخلية فأصر دائماً وهو لايزال يصر على ان امن البلاد قائم على توفيق من الله تعالى ثم التمسك بشرعه الحكيم قولاً وفعلاً. وكان نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ثم ولياً للعهد. وفي كل الحالات كانت له اسهاماته الواضحة التي ساندت اسهامات اخوته ممن سبقوه. وادرك رعاه الله التطورات والتغيرات التي يمر بها العالم فكان ان تجاوب معها بوضوح، وسار معها متمسكاً بما توحدت به هذه البلاد من الثبات على القاعدة الصلبة قاعدة الشريعة الاسلامية التي جعلت من هذه البلاد قيادةً لعالم يزداد عدداً وعدة يوماً بعد يوم. وبهذا الاصرار على النماء والثبات اصبح لهذه البلاد وضعها الخاص لدى الجميع، واصبح لها تأثيرها الاقليمي والدولي. قال هذا بوضوح زعماء العالم وقياداته السياسية والفنية والمهنية والعلمية والفكرية.
اعاد الملك فهد تنظيم البلاد باصدار النظام الاساسي للحكم، واعادة الشورى بمجلس يزداد فاعلية مع كل دورة، ثم نظام مجلس الوزراء، وقاد اضخم توسعة لاقدس موقعين لدى المسلمين/ بيت الله الحرام في مكة المكرمة، ومسجد المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة. وليس الموقف هذا بموقف تعديد هذه الجهود والاسهامات والانجازات، فقد سطرت فيها الكتب والاقلام، والمهم عندي في هذه الوقفة هي ما يجنيه الفهد من كل ما قام به في الداخل والخارج من اسهامات على المستوى السياسي والمستوى الاسلامي، وكم هي تلك اللمسات الحضارية التي تجد للفهد فيها يداً واضحة يدعى له فيها كل صباح ومساء، ويدعى لوالديه، ويدعى لبلاده بالمزيد من الخير والنماء. ثم يبارك الله له بها اهله وشعبه.
والمقربون من هذا القائد يعرفون عنه من الحقائق ما يغني كثيراً عن مجرد الانشاء، فهم يعرفون ما يحمله من هم تجاه شعبه وامته والعالم. ويعرفون ما يتحلى به من صفات قل ان تتوافر في شخص واحد جمعت بين القيادة والدماثة في الخلق، ويعلمون حرصه الشديد على حدود الله في نفسه وفي اهله وفي شعبه. ويعلمون من صفاته التي ظهر كثير منها على الناس، وخفي عنهم وقفات وصفات خاصة يمكن ان يرويها من عملوا معه عن قرب منذ ان كان وزيراً للمعارف، ولعلهم يوفقون في اظهار ما يوافق وفقه الله على اظهاره من الذكريات التي تعكس صفات هذا الزعيم الفذ. على انه رعاه الله لا يرغب في اظهار كثير من اعماله الخاصة التي يبتغي فيها وجه الله والدار الآخرة.
ولذا فان هذه الوقفة تعجز عن اعطاء هذا الرجل شيئاً من حقه على المواطن، وحقه على الشعب، وحقه على الناس اجمعين. وما يملك مثل هؤلاء ما يمكن ان يردوا فيه عليه جميلاً وجمائل الا الدعاء الى الله تعالى ان يبارك له في عمره، وان يجعل اعماله في ميزان حسناته، وان يمده بعونه وتوفيقه في الاستمرار في قيادته لشعبه وامته معضداً باخوانه وابنائه في ظل من الله تعالى ثم في ضوء عاملين مهمين هما الثبات على المبادئ والاسراع في النماء. ومن هذا يتبين ان هناك اعمالاً معلومة مرصودة قام بها هذا الرجل العظيم عظمة الرجال، وهي موثقة في شتى وسائل التوثيق، وهناك اعمال اخرى يعلم عنها من عملوا معه مباشرة، وهي مما لا يتحدث عنها الناس، ناهيك عن ان يرغب الرجل في الحديث عنها وعن نفسه، وهناك اعمال من نوع ثالث يرغب فيها رعاه الله ابقاءها مكتومة عن يده الشمال بعد ان صدرت عن يده اليمين. ومع هذه الانواع الثلاثة من الاعمال يقف مثلي عاجزاً عن رصدها او الحديث عنها، ويظل المواطن عاجزاً عن اي يفي هذا الزعيم حقه الا من الدعاء الذي لا يعجز عنه احد. والقبول من الله تعالى. فكان الله في عونه في مواصلة هذا النهج الذي سار عليه وباركه الله باذنه تعالى، وزاده الله تعالى امناً وايماناً وسلامة واسلاماً. وكان الله في عون الجميع.