تفاجأت في أحد الأيام وقد تأخرت في طريق العودة للمنزل.. وقد صدح آذان المغرب معلناً قيام الناس إلى موائد الإفطار في شهر رمضان.
وأثناء سيري الذي لا يخلو من عجل.. وإذا برجال الأمن يطاردون أحد اللصوص في الحارة حتى ضيقوا عليه وأمسكوه.. وإذا هو شاب عمره خمسة عشر عاماً، اقتنص فرصة الهدوء وخلو المكان لينقض على سيارة جاره ويحطم الزجاج الخلفي وينهب كل ما وجده.. ظناً منه أن الدعوة (لعبة بزران).
وفي مشهد آخر في ساعة الصفر، وهي الساعة التي يبقى الجميع في المنازل إما للنوم وإما للأكل ولا لشيء ثالث. وفي الصباح الباكر وإذا بالأبطال يطارحون رجلاً كأنه عمود حتى بطحوه أرضاً.. أتدرون ماذا كان يفعل؟ كان يسرق إطارات السيارات والمسجلات وأحياناً (الدينمو) أو دبة الغاز.. والسرقة في عالم السيارات لها شأن عجيب حتى ضاقت مراكز الشرطة من كثرة المشتكين من هؤلاء الحرامية الذين يجدون أحياناً في إهمالنا ضالتهم.
هؤلاء العيون الساهرة من رجال الأمن الأبطال لهم منا ألف تحية وسلام، وقد يتجاهل بعض المساكين دورهم الرائع وعملهم الشاق والخطر.. إن حياتهم في خطر دائم. فهم يتعاملون مع كل فئات المجتمع (الذي فيهم الصالح والطالح).. هؤلاء الأشاوس أراهم في طريقي إلى ميدان العمل، وقد وقفوا على امتداد طريق (خريص) في حمئة النهار، وهم ممسكون عن الطعام والشراب. وأحدنا جالس على مرتبة سيارته والمكيف على رقم خمسة.. ويرسل الانتقادات والتقصير؛ لأنه مكث عند الإشارة خمس دقائق أو رأى مخالفة أو خللاً أمنياً.. ولم يعلم هذا المسكين ولم يشعر أنه رجل أمن، فكل مواطن ومقيم هو رجل أمن. وعليه مسؤولية عظيمة يجب أن يقوم بها.
يجلس أحدنا على مائدة الإفطار والضحكات تملأ المكان وهم واقفون يسهرون على راحتنا وأمننا.. فلا تنسوهم من دعائكم على مائدة الإفطار.
أيها الأحباب هذه تحية شكر وإجلال واحترام لرجال الأمن عموماً في كل ميدان وفي كل قطاع، ونخص في هذا المقال رجال المرور لما يبذلونه في هذا الشهر الكريم. وندعو الله لهم بالتوفيق..
إشارة
رجل الأمن هو الصورة المشرقة للمواطن المخلص.