فصل الشتاء وطبيعة الأحوال الجوية السائدة فيه تضفي على قيادة السيارة طبيعة خاصة حيث يجب الالتزام بمجموعة من القواعد والإرشادات بهدف تجنب الحوادث الخطيرة التي تنجم عن القيادة غير السليمة في اجواء من الامطار وارتفاع معدلات الضباب الحاجب للرؤية وانخفاض شديد في درجات الحرارة والرياح وغير ذلك.

ورغم التطور الكبير في صناعة السيارات وبخاصة تكنولوجيا الحفاظ على اتزان السيارة والتحكم فيها أثناء القيادة في الظروف المناخية الصعبة فإن ضمان أفضل معدلات الأمن والسلامة يحتاج من السائق إلى التحلي بقدر كبير من الحرص والالتزام بالقواعد المنظمة للسير في ظل هذه الظروف المناخية.

فحص

ويحتاج السائق قبل دخول فصل الشتاء إلى إجراء فحص لمكونات الحفاظ على اتزان السيارة والتحكم الإلكتروني فيها والمكونات التي تستخدم بصورة أكبر خلال فصل الشتاء بما في ذلك السخان الذي يعمل على رفع درجة حرارة المحرك بسرعة عند بداية التشغيل بهدف التغلب على مشكلة تجمد الوقود وسائل التبريد وبخاصة في المناطق شديدة البرودة. كما يجب التأكد من سلامة أنظمة الدفع العكسي في السيارة التي يحتاج إليها السائق في حالة (تغريز) السيارة في منطقة طينية أو رخوة وهي أنظمة أصبحت متاحة في أغلب فئات السيارات حاليا.

كما أن أنظمة التحكم الإلكتروني في قوة عزم المحرك تساعد في السيطرة على السيارة أثناء السير على مختلف الأسطح سواء كانت وعرة أو جافة أو منزلقة نتيجة البلل أو حتى الطينية. أما نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان فيساعد في زيادة مستوى التحكم في السيارة أثناء الدوران والمنحنيات الحادة وعلى الطرق المنحدرة وأثناء المرور بالدوامات الهوائية.

ناقل العزم

وتجدر الإشارة إلى نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان يحمل أسماء تجارية وفنية عديدة منها نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان وبرنامج التحكم الإلكتروني والتحكم الديناميكي في السيارة ومساعد اتزان السيارة وغير ذلك. وبعيدا عن الأسماء التجارية لهذا المنتج يجب اختيار النظام الملائم لطراز السيارة وفئتها.

وفي الأسواق حاليا تكنولوجيا جديدة تسمى ناقل العزم وهي تتيح توصيل القدر المطلوب من عزم المحرك إلى كل عجلة من العجلات الأربع حسب الحاجة وظروف القيادة.

وقد ظهرت هذه التكنولوجيا لأول مرة في السيارة أكورا من شركة هوندا موتور اليابانية عام 2005 وأظهرت الاختبارات التي أجريت عليها نجاحها وفاعليتها في تحسين قدرة السائق على التحكم في السيارة في ظروف القيادة الصعبة. وبعيدا عن المزايا والتجهيزات التكنولوجية الحديثة للمساعدة في توفير القيادة الآمنة في الأجواء الشتوية فإن هناك مجموعة من الوصايا والإجراءات التي يجب على السائق الالتزام بها قبل دخول فصل الشتاء من أجل تجهيز السيارة لمثل هذه الأجواء.

إجراءات ضرورية

- التأكد من سلامة الإطارات وعدم تآكل السطح الخشن الخاص بها حيث إن تآكل هذه النتوءات وتحول سطح الإطارات إلى سطح أملس يزيد من احتمالات انزلاق السيارة في حالة السير على الطرق المبللة ويفقد السائق القدرة على التحكم فيها.

- يجب إجراء الصيانة اللازمة للبطارية والتأكد من كفاءتها حيث إن برودة الجو تقلل من قدرة البطارية على بدء تشغيل السيارة.

- فحص جسم السيارة من اسفل والتأكد من عدم وجود أي أماكن خالية من الطبقة العازلة حيث أن القيادة في الشتاء تزيد احتمالات وصول كميات من الطين الممزوج بالعديد من العناصر التي يمكن أن تؤدي إلى تآكل جسم السيارة.

- العناية بنظافة الهيكل الخارجي للسيارة وبخاصة الأجزاء القريبة من الأرض التي يزداد احتمال تعرضها لمياه الأمطار والطين لحماية الهيكل من الصدأ أو التآكل.

- ضبط أنظمة التكييف والتدفئة في السيارة وبخاصة في المناطق شديدة البرودة حيث تنتشر أنظمة تدفئة المقاعد في السيارات في تلك المناطق.

- فحص الماسحات الأمامية والخلفية للسيارة حتى لا يفاجأ السائق بأنها لا تعمل أو تعمل بكفاءة منخفضة الأمر الذي يقلل مستوى الرؤية في حالات المطر خاصة وأن فصل الصيف قد يمر دون الحاجة إلى استخدام الماسحات. ويفضل تغيير (ريشة) المساحات المطاطية لضمان أفضل مستوى أداء خاصة وأن هذه الريش رخيصة الثمن ولكنها تضمن مستوى مرتفع من تنظيف الزجاج في حالة سقوط المطر.