Car Magazine Wednesday09/05/2007 G Issue 23
تقاطع
الاربعاء 22 ,ربيع الثاني 1428 العدد23

لا تسرع عائلتك بانتظارك

هذه العبارة التي تقابلنا كثيراً.. في حملات التوعية المرورية، في ملصقات الشوارع.. بعضنا ربما قرأها آلاف المرات وقد يكون هذا التكرار أفقدها الكثير من معانيها، فالعبارة التي نقرؤها كثيراً فإننا في العادة نتعامل معها بأعيننا دون قلوبنا، لذا تفقد بريقها وتهترئ الحكمة من ورائها.

فتعالوا لنقرأها من جديد لا تسرع عائلتك بانتظارك. قد يكون من أسباب السرعة أن عائلتك بانتظارك فأنت تتلهف إلى لقائهم شوقاً لذا ودون أن تعي فإنك تستعجل الدقائق، وتخال إشارات المرور أعواماً تمضي وهي تأكل من شوقك هذا، فتنسى أخطار السرعة وتسابق الزمن، وهنا يقع المحظور.

وقد لا تصل إلى عائلتك لا قدر الله. هب أخي أنك تقطع المسافة بين شمال المدنية التي تسكنها وجنوبها أو العكس في ساعة مثلاً وأنك اختصرتها إلى خمس وأربعين دقيقة فهل الفارق الزمني الذي حققت يوازي هذه المخاطرة التي تخاطر.

فكم من طفل يتيم بسبب هذه السرعة، وكم من أرملة دارت في فلك الوحدة والحاجة بسبب السرعة أيضاً، وكم من أم ثكلت ابنها وكم وكم مما لا يمكن تعداده، من مآسٍ.

لعائلتك عليك حق أن تصلها سليماً معافى بعون الله أولاً وبالتزامك بقواعد المرور ثانياً، فربما كلفتك السرعة أحد أعضائك لتجلس بين أبنائك تكفكف دمعاً وتبتلعه.

لا تسرع أخي وتذكر أن عائلتك بانتظارك، فليس في السرعة خير بأي حال وأي وجه من الوجوه.

وقديماً قال الشاعر العربي:

قد يدرك المتأني بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزلل

أعاذنا الله أخي وإياك من جنون السرعة وغوائلها ونتائجها البشعة.

الفنان: رامي عياش


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة