على مساحة الصفاء التي يلتقي فيها البحر والصحراء انبثقت العروبة فتميزت الشخصية العربية بصفات تأخذ من كليهما بطرف، كذلك تكشفت الملامح والأحداث والعادات، من هذا المزيج انبثق صوت أحلام.
الصوت الذي أخذ من كلا المكونين فاتصف باتساع الصحراء وقوتها وعنفوان البحر وعمقه وروحه التي لا تشيخ.
ذلك كان كافياً لأن تصبح وفي وقت قصير فنانة تجتذب نحوها الكثير من المعجبين من الخليج الذي تمثله إلى المحيط، ناقلة عبر صوتها الأخاذ عبق الشرق وسحره وخصوصية المرأة الخليجية المغلقة بالأسرار إلى كل مساحة الوطن العربي.
إنها بالفعل استطاعت أن تمثل الخليج صوتاً ونكهة. أحلام لم تتدرج كثيراً حتى تصبح فنانة الخليج الأولى، فالذي يكاد يجمع عليه الكثيرون أنها انطلقت إلى المقدمة منذ بدايتها، وتمكنت من المحافظة على هذه المكانة بفضل مثابرتها واعتمادها على الموروث الحضاري للمنطقة، فاكتسبت أهم ميزتين تميزت بهما وهما القوة المتمثلة في صوتها والأصالة التي لم يغيرها أي جاذب نحو الخروج عن عوالم وطقوس الخليج الخاصة، لينطلق صوتها وأغانيها بالتعبير عن هوية واضحة فتحت في وجهها جميع الأبواب الموصدة وعلى رأسها بالطبع قلوب المستمعين.
على الأصعدة الفنية يمكن استجلاء ذلك بكل وضوح لكننا حاولنا من خلال بابنا هذا قراءة هذه المعاني من خلال سيارتها.
الرولزرويس هي سيارة أحلام المفضلة.. لنحوم قليلاً حول هذه السيارة.. التي ومنذ انطلاقها في العام 1904 من القرن الماضي أصبحت رمزاً للفخامة والأصالة، فقد أراد لها صاحباها السيد رولز والسيد رويس بإدماج شركتيهما في العام السابق ذكره أن تكون السيارة خاصة تمزج بين القوة والأصالة وتعبر عن التقاليد العريضة.
فالمنبع واحد وأحلام الفنانة التي تنطلق من أصالة ديارها ومجتمعها لتعبر عنه بصدق وواقعية، يتلاقى مزاجها مع السيارة التي أريد لها أن تكون رمزاً، ثم القوة التي تتسم بها شخصية أحلام، كما نعلم جميعنا ونحس حتى من خلال تناولها للأمور الحياتية وعلاقتها مع الغير.
فالذي يعين قيماً مثل هذه في فنه، لابد أن يكون قد أعلاها قبل ذلك فعلاً وتبقى أحلام والسيارة الرولزرويس نغمين منسجمين في سيمفونية العراقة والأصالة والقوة.
