Car Magazine Wednesday11/04/2007 G Issue 19
استطلاع
الاربعاء 23 ,ربيع الاول 1428 العدد19

سعوديات يقتحمن صالات السيارات

* جدة - هيفاء القريشي

* تصوير - أحمد قيزان:

بعد فتح مجالات جديدة لعمل المرأة وتهيئة البيئة والمناخ العملي المناسب لها أبدعت المرأة السعودية في العقار وامتهنت المحاماة والطيران وتألقت بين السيارات!! وتجربة العنصر النسائي في مجال كان خاصاً بالرجال في تسويق السيارات تعد أكثر من ناجحة ومربحة بشهادة رواد التجربة في شركة بالبيد، بافتتاحها قسماً خاصاً بالسيدات يعملن فيه باحتراف وتميز فاق كل التوقعات، مما يؤكد كفاءة الفتاة السعودية وجدارتها في العمل متى توفر لها التأهيل والتدريب المناسبين، ومنحها الفرصة لإثبات قدراتها الوظيفية من خلال فتح قنوات اتصال بينها وبين جهات العمل المختلفة، فالتسويق فن لا تجيده إلا المرأة بطبيعتها الحساسة، وبيع السيارات بالذات هو المجال الأكثر جذباً وتشويقاً بالنسبة للمرأة مما جعلها تسطو عليه متسلحة بالعلم والدراسة والدراية بمكامنه، على ضوء الدورات التدريبية والخبرة في العمل ولذلك أبدعت في المجال والعمل الذي ترغبه وتهواه وهو سر نجاحها في هذا المجال.

كفاءة نسائية

وذكرت منسقة القسم النسائي بمعرض بيع السيارات بشركة بالبيد السيدة سناء الدخيل أن عمل السيدات يشمل ثلاثة مجالات :المبيعات والتحصيل الهاتفي ومتابعة إرضاء العملاء، إضافة إلى العمل الإداري.

ويتواجدن في صالة عرض السيارات بناء على اتصالاتهن بالعملاء لتقديم خدماتهن مباشرة مع العميل في أسرع وقت مما كان له مردود جيد على مبيعات الشركة، وحالياً يضم القسم 9 مسوقات خضعن لتدريب مكثف في أحد المعاهد الخاصة ولمدة 9 شهور، إضافة إلى 8 متدربات مازلن تحت التدريب على حساب الشركة وبعد انتهاء فترة تدريبهن يتم تعيينهن مباشرة في الشركة.

وأثبتت التجربة أن الفتيات المسوقات لبيع السيارات ناجحات ومتميزات في أداء أعمالهن لما يتمتعن به من الالتزام وتحمل المسؤولية والإحساس بقيمة الوقت ورغبتهن الأكيدة في إثبات الذات الوظيفية، ونسبة المبيعات ارتفعت على أيدهن لقدرتهن في إقناع الزبون ومساعدته في الاختيار المناسب، كما أنهن متنوعات المدخول من بين الشركات والأفراد، برغم محدودية السوق والعرض بالنسبة لهن مقارنة بالرجال وهذه ميزة أخرى تضاف إليهن كبائعات في مجتمع ذكوري.

بيع بلا حواجز

وتحدثت الدخيل عن آلية العمل في صالة عرض السيارات وقالت: يتم التنسيق مسبقاً بين استشارية المبيعات في الشركة وبين السيدة التي تنوي زيارة المعرض ومن ثم تقوم الاستشارية بمقابلة السيدة والترحيب بها، والاستفسار عن احتياج السيدة لتحديد نوعية السيارة التي تناسب احتياجاتها، بعد ذلك يتم شرح المواصفات بدقة للعميلة، أنوه هنا أن عملية البيع تبدأ من المكالمة الهاتفية إلى تسليم مفاتيح السيارة.

وتقول السيدة سناء: إن عدم وجود حواجز ما بين مسؤولة المبيعات والعميلة كان له دور إيجابي في عملية البيع، حيث إن غايتنا الأولى وهدفنا الأساسي خدمة عميلاتنا، وكان لتأسيس قسم نسائي يُعنى بهذه الخدمات أكبر الأثر في إيجاد ثقة متبادلة بين العميلة واستشاريات البيع وعدم وجود حواجز ما بين مسؤولة المبيعات والعميلة، كما أدى ذلك إلى وجود خصوصية للمرأة حتى تستطيع معاينة السيارة والسؤال عن كافة التفاصيل بكل راحة وحرية لتقتنع بسلامة اختيارها واللجوء للعنصر النسائي في حال وجود أي استفسار أو خدمات أو عروض مستقبلية.

كما أود أن أوضح أن علاقتنا مع عميلاتنا لا تنتهي بمجرد انتهاء العملية البيعية، بل من أهم أهدافنا هو كسب عميلات مدى الحياة من خلال الاهتمام بهن وتقديم كل سبل التعاون للحصول على رضائهن من خلال تقديم خدماتنا المتميزة بالنسبة للصيانة وبرامج الأقساط المتنوعة واستبدال السيارات المستعملة بأخرى جديدة.

وأوضحت أن الفئات النسوية الأكثر إقبالاً على زيارة المعرض لشراء السيارات السيدات العاملات، وسيدات الأعمال بالإضافة للسيدات اللاتي لهن القرار في امتلاك سيارة تناسب احتياجات العائلة.

إقبال كبير من السيدات

وأضافت أننا نعد أنفسنا محظوظين ولله الحمد حيث لم تواجهنا أي صعوبات تذكر خلال أداء عملنا بل بالعكس تم العمل الدؤوب لتسهيل آلية عملنا من جميع النواحي كالتوظيف كلما تطلب الاحتياج بالإضافة للتدريب المكثف لتصل استشارية المبيعات إلى مستوى مرتفع من الاحترافية.

وتحدثت الموظفة رانيا الأحمدي عن تجربتها العملية في بيع السيارات التي بدأت واستمرت إلى 9 شهور، إنها سعيدة لحصولها على هذا العمل، حيث أكسبها الخبرة وصقل الشخصية وفن التعامل مع الآخرين والعديد من المميزات الأخرى إلى جانب التدريب المتواصل على فترات متتالية حسب ما تقتضيه حاجة العمل مما يرفع من مستوى كفاءة الموظفة وينمي مهاراتها.

وترى إقبالاً كبيراً من السيدات على شراء أنواع خاصة من السيارات مثل: الجميس، السوبر بان، التاهو، إضافة إلى السيارات الفخمة وإضافة الإكسسوارات التي تميز الزبونة عن غيرها حسب طلب السيدة، كالتظليل والألوان الخاصة، وأكثرهن سخيات الدفع في سبيل تحقيق أحلامهن في سيارات المستقبل.

وعن وعي السيدات تقول رانيا: إن المرأة لا تقل وعياً وإدراكاً بمميزات السيارات وأنواعها عن الرجل في هذا المجال لأنها مطلعة دائماً على أحدث الموديلات في عالم السيارات خاصة للنساء الشغوفات بهذا المجال والراغبات في قيادة السيارة.

ارسال الكتالوجات للبيوت

ويقول جورج بعقليني مساعد مدير التسويق عن الدوافع وراء تخصيص خدمة نسائية 100% من خلال قسم نسائي لبيع السيارات: أصبح اليوم القرار في شراء سيارة للعائلة في يد الزوجة أكثر من الزوج، وتأثر المرأة بنسبة كبيرة على قرار زوجها في كثير من الأسر، لذلك أردنا أن نكون قريبين من السيدات أكثر لذلك دعت الحاجة لإنشاء قسم نسائي خاص لبث خدماتهن النسائية وإرسال الكتالوجات للسيدات إلى منازلهن كخدمة متميزة للقسم وهو الدافع الأساسي للتسويق النسائي.

ولم يقابل المشروع أي نوع من الصعوبات -والحمد لله- فقد كانت العاملات على درجة من الوعي والكفاءة وجميع الإجراءات ميسرة والتوجهات الآن لصالح عمل المرأة، وحتى المجتمع تقبل الفكرة ورحب بها وساعدنا كثيرا في تفعيل عمل المرأة كمسوقة وخاصة مجتمع السيدات الذي دعم المشروع وتجاوب معه حيث كانت تأتي الزبونة سابقاً وهي تشعر بالحرج من البائع الرجل والآن هن سعيدات بالتعامل مع سيدات في عملية البيع والشراء لما فيه من الراحة والخصوصية والمتعة في اختيار سيارتها الشخصية دون أن يحشر الرجل أنفه.

وغالباً للنساء طلبات ناعمة تحب إضافتها على السيارة عند اقتنائها كنوع مميز من الإكسسوارات مثل صبغة السيارة، وورق الشفرة، البوندر العريض، وطلب دي في دي في السيارة، كوروم من الداخل كزينة تكميلية خاصة بالسيارة لذلك خصصنا قسماً خاصاً لاستقبال طلبات العميلات الخاصة وورشة تابعة لهذا القسم تقوم بتوفير مثل هذه الخدمات للسيدات، خصوصاً أن بعض النساء لهن أذواقهن الخاصة كطلب إحدى الزبونات ذات مرة بفرش السيارة من الداخل باللون الأحمر الدارج في عالم الموضة.

القيمة الفنية والنوعية

وتقول غادة الصحصاح سيدة أعمال: إن أكثر شيء جذبها في السيارة التي قامت بشرائها هو القيمة الفنية والنوعية لسيارتها إضافة إلى شكل السيارة الداخلي والألوان المريحة التي تعطي هدوءاً نفسياً للركاب عند استعمالها، لذلك أفضل قيادة سيارتي بنفسي بدلاً من تسليمها مكرهة إلى السائق الذي لا يقدر ثمنها وجمالها، فالسيارة بالنسبة لي كالعروس يجب أن يدفع فيها المهر الغالي لأنها تستحق ذلك.

وتستحق منّا الكثير من العناية والاهتمام بعد شرائها ومعاملتها بلطف لا أن نتركها في أيدي السائقين يتخبطون بها في كل حفرة ومطب! ولذلك لا يحافظ على السيارة إلا مالكها، خصوصا أني انتقيتها بدقة من بين الكثير من السيارات المعروضات، وأنا في أكمل الاستمتاع والرضا عن اختياري.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة