Car Magazine Wednesday18/07/2007 G Issue 33
تقارير
الاربعاء 4 ,رجب 1428 العدد33

موستانج قطعة من الجمال

الرياض - «نادي السيارات»:

تزخر ذاكرة التاريخ بالكثير من السيارات التي جذبت الأنظار وأسرت القلوب، ولكن يبقى لسيارة فورد موستانج عالمها الخاص وعشاقها المتميزون. فلطالما كانت هذه السيارة ضيفة مكرمة في العديد من الأغنيات وعلى الكثير من المواقع الإلكترونية، فضلاً عن الأفلام السينمائية وحتى ألعاب الفيديو الخاصة بها.

وقد اعتادت فورد موستانج اعتلاء عرش التميز منذ انطلاق أول سيارة من هذا الطراز عام 1964، وفي غضون عام أو يزيد، تمّ بيع ما يزيد على مليون سيارة، مما جعلها أنجح منتج تم إطلاقه في تاريخ السيارات. واليوم، تواصل عجلة إنتاج موستانج دورانها ولكنها تقدم لنا سيارة مبهرة بمظهر عصري رياضي رشيق، مع حفاظها على حقيقة واحدة لم تتغير برغم التطورات التي طرأت على السيارة، وهي أنك حين تنظر إليها، تغمرك رغبة عارمة بقيادتها.

وعلى مرّ التاريخ، اعتمدت سمعة موستانج المشرقة على أدائها المتميز والجريء - ابتداءً من هدير محركها، إلى سرعة انطلاقها وتسارعها الفائق وسهولة التحكم بها في السرعات العالية. ومع صلابة وقوة تحمل هذه السيارة، فإن مظهرها لا يخلو من لمسات رومانسية تتمثل في شعار الفرس الشهير، واسمها العريق، وتصميمها الرياضي. لقد تم تصميم هذه السيارة خصيصاً لتأسر الأبصار.

خردة حديد

هذا ما يؤكده زيد السليمي، 34 عاماً، وهو مهندس طيران يسكن في الرياض، فقبل عامين، قام زيد بشراء سيارته فورد موستانج طراز 1966 بسعر متدن للغاية، وبدت حينها السيارة وكأنها أمضت العقدين الأخيرين وهي تلتقط الغبار في قبو أحد المنازل. ويقول زيد: (في الحقيقة، لقد بدت السيارة وكأنها مكسوة بطبقة من الأسمنت. لقد كانت في حالة مزرية للغاية من الخارج).

ولقد كان مع زيد كل الحق في أن يفكر في شراء هذه السيارة. وبالرغم من حالتها المحزنة، أصبحت هذه السيارة واحدة من أثمن مقتنيات زيد، الذي يتابع قائلاً: (لقد صممت موستانج لتعمر طويلاً. والحقيقة أن سيارتي كانت بصحة جيدة، فمحركها كان يدور بسلاسة، وبنيتها لا تزال قوية، وأما خطوطها الكلاسيكية فكانت تحاكي جوهر وعراقة سيارات موستانج. لقد كانت قيادتها متعة خالصة، ولا أخفي أني عشقتها من النظرة الأولى).

ومن المزايا التي عززت مكانة هذه السيارة في قلب زيد، الذي يمتلك خمسة سيارات رياضية أخرى، هي أن سيارات موستانج الكلاسيكية تعتبر عملة نادرة في الشرق الأوسط. ويؤكد زيد أن سيارته هي الموستانج الوحيدة التي تعود إلى عام 1966 في المنطقة. والأجمل من ذلك، أن هذه السيارة ما زالت محافظة على كافة خصائصها ومزاياها الأصلية - المحرك والمكونات الداخلية والشبك الأمامي المتميز. وعلى الرغم من مظهرها الخارجي المحزن، فكانت هذه السيارة قطعة رائعة من الجمال.

مبادلة في الشارع

ويضيف زيد: (في يوم من الأيام كنت أتنزه بسيارتي، فجاء إلي أحدهم وعرض علي سيارته الجديدة البراقة في مقابل سيارتي. وكان جاداً تماماً في تبادل مفاتيح السيارتين فوراً. لكنني ضحكت قائلاً لنفسي، يمكن أن تجد سيارة جديدة وبراقة في كل مكان وزمان، ولكن لن تجد اليوم أبداً (موستانج) من طراز 66 وقررت عدم بيع هذه السيارة البتة. والحقيقة، أنني أنوي إهداء السيارة إلى ابني عندما يتم 21 عاماً، علماً أن عمره الآن عام واحد).

ويدرك زيد جيداً أن أناسا كثيرين ممن نظروا إلى سيارته يوماً ما لم يجدوا فيها سوى قطعة من الخردة تمشي على أربع عجلات. ولكن الأهم من الجراحة التجميلية التي تحتاجها السيارة، هو أن عمرها أصبح طويلاً، وإذا كان زيد ينوي إهداء هذه السيارة لابنه وهي بصحة جيدة، فلا بد لها من أن تخضع لعملية إنعاش شاملة لإعادتها إلى الحياة من جديد.

وكثيراً ما نرى في حياتنا أن الحلول لأصعب المشكلات تأتي من حيث لا نحتسب؛ وهذا ما حصل مع زيد. في يوم ما، كان يشاهد التلفاز ورأى إعلاناً لبرنامج (دلّع سيارتك) الذي تبثه محطة (إم بي سي 1) والذي يساعد أصحاب السيارات القديمة مثل زيد على تجديد وإنعاش سياراتهم. وعن هذا الموضوع، يقول زيد: (لقد كانوا يأخذون السيارات القديمة المتعبة ليجملوها ويحولوها ببراعة فائقة إلى سيارات جديدة. فقررت التقدم للبرنامج على الفور).

دلع سيارتك

ويقول لؤي آغا، قائد فريق (دريم تيم) التابع لبرنامج (دلّع سيارتك): (تشكل سيارة الموستانج قطعة من الجمال الخالص سواء كانت جديدة أو مستعملة وقديمة. حيث تأسرك جاذبية هذه السيارة منذ الوهلة الأولى. ومنذ أن رأينا سيارة الموستانج 66 القديمة بحالتها المتعبة، أدركنا أننا سنستمتع كثيراً بإعادة إحياء هذه التحفة الرائعة).

واليوم، اكتسبت سيارة فورد موستانج 66 عمراً جديداً على يد فريق (دلّع سيارتك) الذي منحها مظهراً عصرياً باللونين الأسود والرمادي. كما قام فريق البرنامج أيضاً بتلميع قطع الكروم في السيارة وغطى فرشها الداخلي بالجلد البني الفاتح، وزودها بمشغل أقراص (دي في دي) مع مكبرات صوت متطورة. ويضيف زيد قائلاً: (لقد قاموا بعمل مدهش للغاية! لقد عادت السيارة إلى ما كانت عليه عندما كانت جديدة. وزاد عشقي لها أكثر فأكثر!).

ومنذ فترة وجيزة، تلقى زيد عرضاً لبيع سيارته مقابل مبلغ كبير. ولكنه رفض مبررا: (مهما كانت المغريات كبيرة وكثيرة، لن أقوم ببيع سيارتي. فمتعتي تتعدى مجرد قيادة هذه السيارة، حيث أرغب أن ألمس ردود أفعال الناس عندما أقودها في الشارع. فمجرد النظر إلى هذه السيارة سيدخل السعادة إلى قلوب الناظرين، إنها بلا شك سيارة متميزة بكل المقاييس. بالفعل متميزة).


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة