Car Magazine Wednesday  05/03/2008 G Issue 62

الاربعاء 27 ,صفر 1429   العدد  62

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
(إنسانية) بالوقود البشري!

 

 

إعداد - الفارس الأخضر

عرف عالم السيارات أصنافاً وأنواعاً شتى من السيارات والمحركات التي يحاول مبتكروها النيل من محرك السيارة التقليدي الذي يعمل بحرق الوقود الأحفوري والذي لا يزال يتربع على عرش وسائل النقل بلا منازع بالرغم من محركات الطاقة البديلة التي تسعى جاهدة للمنافسة متخذة مبدأ (حماية البيئة) وخفض التلوث شعاراً لها.

سيارتنا هذه أقرب ما تكون ب(شبه سيارة) وهي عبارة عن سيارة كهربائية صغيرة جداً وأقل حجماً من سيارات الميني، وهي فريدة من نوعها ابتكرها مجموعة من الطلبة السويسريين المهتمين بالبيئة والتي ظهر الطراز التجريبي منها للمرة الأولى في العام 1986، ومرت بعدها بالعديد من التعديلات والاضافات لتحسين قدراتها وأدائها لتجعل منها أكثر عصرية وملاءمة للقرن الواحد والعشرين.

محرك هجين

وتقوم فكرتها كغيرها من السيارات البيئية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة على الطاقة الكهربائية فهي تعمل بمحرك كهربائي أو بمحرك هجين بالطاقة الكهربائية والوقود، إلا أن هذه السيارة تنفرد بخاصية تميزها عن غيرها فالإنسان أو السائق يلعب دوراً فاعلاً في مد السيارة بالطاقة اللازمة لدفعها في الزحام أو الطرقات السريعة من خلال الطاقة الحركية التي يولدها عن طريق دواسات خاصة كالدراجة الهوائية يتم تخزينها وشحنها أثناء قيادته للسيارة في وحدات خاصة تمنح السيارة الطاقة اللازمة للسير، وعادة ما يتم تجهيز هذا النوع من وسائل النقل ب(كلاتش) وثلاث عجلات ومكابح هوائية خاصة ومقود بأذرعة خاصة تناسب طريقة عمل نظام دفع السيارة.

طاقة بشرية

وأعطى هذا الاختراع الرائد أملاً لمناهضي السيارة العادية ومحركها التقليدي حيث إن الملوثات الغازية محدودة أو منعدمة تقريباً كما أنها تعوّد الإنسان على الحركة الدائمة وممارسة الرياضة رغماً عنه وحمله على مشاركة محرك سيارته في انتاج الطاقة عوضاً عن الجلوس ساكناً في مقعد السائق بحركات محدودة.

وتزود هذه السيارة الصغيرة إما بمحرك كهربائي منفرد وقد يضاف إليها محرك هجين لتأمين الطاقة الضرورية والدعم اللازم لدفع السيارة في المرتفعات أو في نقطة البدء وفي الفترات التي تحتاج فيها السيارة الى قوة دفع كبيرة للسير بسرعة مما يجعل منها اسرع بالطبع من الدراجة الهوائية وأسهل في القيادة، مما يجعل منها حلاً مثالياً خاصة في الطرقات الضيقة والممرات والأماكن المزدحمة والمرافق السياحية ناهيك بطبيعة الحال عن إيجابياتها البيئية التي لا تعد ولا تحصى، كما أن مخططي المدن ومهندسي التخطيط العمراني يؤيدون فكرة مثل هذه السيارة التي من شأنها أن تساهم بحل مشاكل الاختناقات المرورية وتخطيط المدن بطريقة أفضل وتوفير مسارات صغيرة لسير هذه السيارة والتقليل من استخدامات الأراضي لتشييد الطرقات السريعة، ومن الناحية الطبية فان سائقي هذا النوع من السيارات سيتمتعون بصحة افضل إذ سيمارسون تمارين بدنية شاقة وجهداً عضلياً لا يستهان به في كل مشوار للسوق أو للسوبرماركت!

لم تنجح

وبالرغم من معطيات النجاح السابقة إلا أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن الإنتاج التجاري... وقد يتضح للجميع الآن وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً على ميلادها أن هذه السيارة الطموحة لم تحقق أي نجاح يذكر ولم تنل الشعبية التي كان ينشدها صانعوها وانحصر بقاؤها على قيد الحياة ضمن إطار محصور جداً سواء في الأبحاث والتطوير أو في استخدامات خاصة.

ولم تنتشر حتى في أوساط مناصري البيئة أنفسهم بالرغم من أنها كانت حلاً بيئياً ناجحاً وكانت ستوفر على العالم ملايين الأطنان من الملوثات الغازية التي تؤدي إلى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية والأضرار الصحية والبيئية التي يعاني منها العالم بسبب السيارة في المائة عام الماضية.

ولكن من يدري قد يأتي من يدفع عجلة هذه السيارة إلى الأمام محدثاً فيها تغيرات جذرية تجعل منها مقبولة بين مختلف فئات سائقي السيارات وقد نجدها تسير على الطرقات قريباً.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة