Car Magazine Wednesday  05/03/2008 G Issue 62

الاربعاء 27 ,صفر 1429   العدد  62

 

 

في هذا العدد

 

المستقبل

 
سكوبا: (إني أنتفس تحت الماء)

 

 

* إعداد - أشرف البربري *

منذ ثلاثين عاماً كان الجمهور على موعد مع فيلم (الجاسوس الذي أحبني) للنجم روجر مور حيث استخدم البطل سيارة قادرة على الغوص تحت الماء للهرب من مطاردة الأعداء عند الضرورة. وأثار المشهد إعجاب الجمهور بالفعل غير أنه كانت هناك مشكلة واحدة فقط وهي أنه لم يكن مشهداً حقيقياً بأي شكل من الأشكال وإنما كان رسوماً متحركة تم تصميمها وتنفيذها بجهاز الكمبيوتر.

ومرت السنوات وجاء الوقت الذي تجسد فيه حلم السيارة الغواصة وأصبح حقيقة مع شركة رينسبيد السويسرية المتخصصة في صناعة السيارات بالغة التقدم تحت اسم سكوبا وتعتزم الشركة عرضها لأول مرة أمام الجمهور في معرض جنيف الدولي للسيارات خلال الفترة من 6 إلى 16 مارس المقبل. المعروف أن فرانك رايندر كينشت رئيس رينسبيد اشتهر خلال السنوات الأخيرة بقدرته الفائقة على تطوير نماذج طريفة وغريبة من السيارات. وقد اعترف المخترع والمستثمر السويسري بتأثره بأفكار أفلام جيمس بوند الشهيرة بالنسبة إلى السيارات حيث تسبح على سطح الماء وتحلق في الهواء وتسير بدون قائد وغير ذلك.

يقول رايندر كينشت: (على مدى ثلاثة عقود تقريبا ظللت أحاول تخيل كيف يمكن تطوير سيارة تستطيع السباحة تحت سطح الماء والآن تحقق الحلم وأصبح حقيقة).

فالسيارة الجديدة سكوبا تستطيع السباحة تحت سطح الماء على عمق 10 أمتار تقريبا وهو ما يجعلها تختلف عن المركبات البرمائية العسكرية؛ فعلى الرغم من وجود بعض المركبات العسكرية التي تستطيع السير على سطح الماء وأحياناً الغوص تحته فإنها بطيئة للغاية.

مثل السمكة

ويقول ريندر كينشت: (بلا شك إنه لأمر بالغ الصعوبة أن تطور سيارة تستطيع السباحة تحت سطح الماء ويكون لديها القدرة على التغلب على ضغط الماء ووزنه بحيث تستطيع المناورة وتغيير الاتجاه بسرعة. بل إن التحدي الأصعب هو تطوير سيارة قادرة على الانزلاق في الماء مثل السمكة تماما).

ولكي يتحقق حلم السيارة الغواصة كان لابد من الاستعانة بشركة متخصصة في المحركات وهي شركة إسورو السويسرية حيث تم استبعاد المحرك الذي يعتمد على نظرية الاحتراق الداخلي والاستعانة بعدد من المحركات الكهربائية؛ حيث تم تثبيت ثلاثة محركات كهربائية في مؤخرة السيارة. يوفر المحرك الأول القوة المطلوبة للسير على اليابسة والآخران يوفران الطاقة المطلوبة عند السير تحت الماء. وفي المقدمة يوجد محرك نفاث طراز سي بوب الذي يمتص المياه من خلال فتحات دوارة. وهذه الفتحات مصممة لكي تقلل مقاومة المياه للسيارة إلى أدنى درجة ممكنة.

تخطف الأبصار

ومن المؤكد أن السيارة سكوبا ستخطف الأبصار عند الكشف عنها في معرض جنيف المقبل كما أنها ستخطف الأنظار على الشواطئ عند استخدامها، خصوصاً أنها قادرة على السباحة فوق سطح الماء والغوص تحته والسير على الأرض. وعندما تغوص السيارة تحت سطح الماء يحصل الركاب على الأوكسجين من خلال خزان هواء مضغوط ملحق بالسيارة شبيه بالخزان المستخدم في عمليات الغوص والسباحة تحت الماء.

ويقول رايندر كينشت: لتوفير المزيد من الأمان للركاب فإنه تم تصميم السيارة كما لو كانت سيارة مكشوفة بحيث يمكن للركاب الخروج منها والسباحة في المياه للصعود إلى السطح في حالات الطوارئ.

ويشير إلى أن باب القمرة العادي لا يمكن فتحه تحت سطح الماء ولكن يمكن فتح سقف السيارة عند الضرورة.

وبفضل نظام التحكم الإلكتروني بالغ التعقيد الموجود في سكوبا فإنها تستطيع الطفو تلقائيا إلى سطح الماء كما تستطيع السير ذاتيا على الأرض دون الحاجة إلى سائق اعتمادا على التقنية التي وفرتها شركة أيبيو الألمانية للإلكترونيات.

سمك القرش

تعتمد أنظمة القيادة والسيطرة في السيارة على وجود مجموعة من وحدات الاستشعار التي تعمل بأشعة الليزر حيث تستطيع هذه الأشعة عمل مسح شامل للطريق وتوفير صورة رقمية لجهاز كمبيوتر يتحكم في السيارة بما في ذلك السرعة والاتجاه بما يضمن عدم اصطدامها بأي شيء في الطريق.

وتحصل السيارة الغواصة على الطاقة الكهربائية من خلال بطارية ليثيوم قابلة لإعادة الشحن. ويقول رايندر كينشت إن السيارة (سكوبا لا تنتج أي عوادم غازية.. والمعروف أن سويسرا من أكثر دول العالم تقدما في مجال الطاقة المائية)، كما تستخدم السيارة مجموعة من التقنيات التي توفر استهلاك الطاقة بصورة هائلة بما في ذلك الاعتماد على تكنولوجيا الصمام الضوئي الثنائي في المصابيح.

وقد استخدمت شركة فيتسيل بروسيسنج جروب التي صممت الهيكل الخارجي للسيارة نماذج جلد سمك القرش المنقط في تصميم الشكل الخارجي للسيارة ليتناسب مع كونها أقرب إلى عالم البحار. كما أن تصميم الهيكل ككل يتناغم مع طبيعتها الاستثنائية بصورة كبيرة للغاية.

اتزان واستقرار

في الوقت نفسه تعتمد السيارة على نظام تعليق من إنتاج شركة كيه دبليو لصناعة مكونات السيارات وهو نظام يضمن لها الاتزان والاستقرار أثناء سيرها على الأرض أو انزلاقها في الماء. إلى جانب ذلك فهي مزودة بإطارات كبيرة من إنتاج شركة بيرللي.

ومن أجل توفير أقوى شعور بالراحة والاسترخاء للسائق ورفاقه تحت الماء فقد حرص مصممو السيارة العجيبة على إضفاء لمسات ساحرة على التجهيز الداخلي لها بما في ذلك استخدام الأحجار الكريمة من الألماس في تجهيزها إلى جانب الاستعانة بأحدث التقنيات المتاحة في عالم الترفيه والمتعة.

ويمكن القول إن شركة إسورو السويسرية المتخصصة في صناعة المحركات هي كلمة السر في نجاح مشروع تطوير السيارة سكوبا حيث إنها حصلت على عقد تنفيذ المشروع بمختلف مراحله بما في ذلك تطوير وتطبيق تقنيات جديدة في المحركات.

المعروف أن إسورو تعمل منذ 17 عاماً في مجال تطوير النماذج التجريبية وبخاصة الغريبة منها لشركات صناعة السيارات الكبرى في العالم وهو ما أتاح لها تراكما كبيرا في الخبرات في هذا المجال.

جيل جديد

وقد قامت الشركة السويسرية بتطوير جيل جديد من الألياف الكربونية المضغوطة القادرة على تحمل ضغط الماء حتى عمق 10 أمتار أو أكثر مع المحافظة على التوازن الدقيق لجسم السيارة تحت الماء والتغلب على تأثير التيارات المائية أثناء الغوص. كما نجحت شركة إسورو - بالتعاون مع شركة فيبر فايبرتك - في تطوير تكنولوجيا جديدة تقلل تكاليف إنتاج الكثير من الخامات التي تستخدم في صناعة مثل هذه السيارة على نطاق واسع؛ الأمر الذي يفتح الباب أمام إنتاجها بشكل تجاري وتوفيرها بأسعار مناسبة.

وساهمت شركة أيه. إي. زد الألمانية في تحقيق حلم السيارة الغواصة من خلال تطوير العجلات المعدنية لها. ومعروف أن أيه. إي. زد من الشركات الشهيرة في عالم إنتاج العجلات المعدنية، ومن الأسماء الشهيرة التي تنتجها في السوق الأوروبية دوتس وديزينت وإنزو. وقد قامت بتطوير نوع جديد خصيصاً للسيارة رينسبيد سكوبا. وقد سبق للشركة الألمانية أن طورت العجلات الخاصة بالنموذج التجريبي الذي طرحته رينسبيد عام 2007 تحت اسم رينسبيد إيزاسيس.

عجلات خاصة

ولأن هذا الجيل (الخيالي) من السيارات يحتاج إلى عجلات ذات تصميم مختلف تحقق الاتزان والثبات عند السير على الأرض وفي الوقت نفسه لا تمثل عائقاً يزيد من مقاومة الماء للسيارة عند الغوص؛ فقد كان المطلوب تطوير عجلات معدنية قادرة على مقاومة مياه البحر المالحة التي تؤدي إلى زيادة سرعة تآكل المعادن ولكن بفضل التكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها الشركة الألمانية في مجال طلاء المعادن وكذلك خبراتها في إنتاج عجلات مخصصة للعمل في المناطق الممطرة لم تكن هناك مشكلة في تطوير السيارة سكوبا.

وتمثل الشاشة المسطحة العنصر الرئيسي في لوحة العدادات وهي بالطبع ليست مجرد لوحة عادية خصوصاً أن السير على عمق يصل إلى 10 أمتار تحت سطح الماء يحتاج إلى جهاز ملاحي متطور يشبه الأجهزة المستخدمة في الغواصات العادية. ويبث الجهاز الملاحي بياناته عبر الشاشة المسطحة التي تعمل أيضا كجزء من نظام يتيح الاتصال بمواقع على الأرض أثناء السباحة.

وتم تجهيز قمرة السيارة سكوبا بنظام للتحكم في ضغط الهواء من أجل الحفاظ على الضغط الجوي عند معدلات طبيعية إلى جانب مساعدة السائق والركاب على البقاء في مقاعدهم عند الغوص إلى أسفل.

وفي كل الأحوال يمكن القول إن السيارة سكوبا قد فتحت الطريق أمام غزو السيارات لعالم البحار.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة