إعداد - أشرف البربري:

على الرغم من الطفرة الهائلة التي شهدتها تكنولوجيا عوامل الأمن والسلامة في السيارات خلال السنوات الأخيرة فإن الحقيقة تؤكد استمرار نزيف الدماء نتيجة حوادث الطرق التي تشير أغلب الدراسات إلى زيادة معدلاتها مع تقدم تكنولوجيا صناعة السيارات؛ لذلك أجرت الكثير من المعاهد المعنية بأمن وسلامة مستخدمي السيارات دراسات واسعة لمعرفة كيف يمكن الحد من حوادث السيارات وتداعياتها ورصد الآثار السلبية لوسائل الأمن والسلامة في السيارة أثناء القيادة وصولاً إلى قائمة إرشادات ذهبية تعزز مستويات الأمان.

وتتفق الدراسات على أن العامل الرئيسي الذي يحد من الآثار الإيجابية لعوامل الأمن والسلامة المختلفة مثل أحزمة الأمان والوسائد الهوائية والدعامات الجانبية وأنظمة المكابح مانعة الانزلاق هي تصور السائق أن وجود هذه العوامل وحده كاف لتوفير الحماية له مهما كانت قيادته متهورة.

أحزمة الأمان

مهمة حزام الأمان هو تثبيت السائق على مقعده ومنع اندفاعه إلى الأمام فيصطدم بالزجاج الأمامي أو بلوحة العدادات أو بعجلة القيادة عند الاصطدام المفاجئ للسيارة أو استخدام المكبح بشكل مفاجئ عند السرعات العالية. وعلى الرغم من أن الأجيال الجديدة من أحزمة الأمان مزودة بأنظمة تحكم إلكترونية لضبط قوة ضغط الحزام على جسم السائق بما يتناسب مع شدة الاندفاع حتى لا يؤدي الحزام إلى الضغط على جسم السائق فيصيبه بإصابات خطيرة فإن عدم ربط الحزام بطريقة سليمة تماماً يمكن أن يؤدي إلى اختناق السائق في حالات الحوادث، كما أن الاعتماد المبالغ فيه على الحزام والقيادة بسرعة جنونية وتهور يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة.

في الوقت نفسه بدأت شركات صناعة السيارات تطوير جيل جديد من أحزمة الأمان القابلة للنفخ حيث يمتلئ الحزام بالهواء عند حدوث تصادم؛ مما يعزز حماية الركاب. ويتميز هذا التصميم بشريط مصنوع من المواد الخاصة بالأكياس الهوائية مخبأ ضمن نسيج حزام الأمان الخاص بالمقعد.

وقد أظهرت البحوث الأولية أن حزام الأمان القابل للنفخ قد يكون فعالاً في تعزيز حماية الركاب. كما أشارت اختبارات العملاء إلى أن حزام الأمان الأكثر سمكاً (عندما لا يكون مملوءاً بالهواء) يمنح شعوراً بالراحة أكثر من حزام الأمان التقليدي، بما يمنح شعوراً بوجود بطانة ناعمة تجعل وضعه على الجسم مريحاً.

الوسائد الهوائية

يجب الإدراك التام لحقيقة أن الوسائد الهوائية التي تنفتح آلياً في حالات التصادم المفاجئ من أجل حماية الركاب من الاصطدام العنيف بأجزاء صالون السيارة لا تستطيع منع وقوع الحوادث وإن وظيفتها الأساسية هي توفير الحماية فقط. في الوقت نفسه يجب الاهتمام بالفحص الدوري للوسائد الهوائية خاصة وأنها تعتمد على مكونات إلكترونية تحتاج إلى الفحص المستمر بهدف ضبط أدائها سواء من حيث قوة الانتفاخ أو توقيته.

وقد نشرت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية منذ فترة أن الباحثين في قسم الحوادث والطوارئ في مستشفى وينتجون قاموا بدراسة 50 حالة متفرقة ممن أصيبوا في حوادث وسائد هوائية في أوروبا وشمال أمريكا وتوصلوا إلى عدة نتائج أهمها أنه عند انطلاق وسائد الهواء فجأة في وجه السائق دون حدوث أي صدمات يربك قائد السيارة ويجعله يستخدم المكبح بقوة فيندفع جسمه إلى الأمام بقوة في حالة عدم ربطه أحزمة الأمان في عكس اتجاه الوسائد الهوائية مما يعرضه إلى حدوث تهتك في الرقبة وإصابة العين نتيجة تطاير مادة قلوية تستخدم في امتلاء الوسائد الهوائية ومع الارتطام العنيف يحتمل تحطم عظام الوجه وضلوع القفص الصدري وربما تهتك الرئتين!

عجلة القيادة

هي نظام متطور لعجلات القيادة القابلة للانزلاق إلى أسفل في حالة ضغط جسم السائق عليها في ظروف الحوادث حيث تقلل من مخاطر اصطدام السائق بها. وعلى الرغم من أن توفير الحماية من الصدمات ليس الهدف الوحيد من عجلة القيادة التلسكوبية وإنما تهدف أيضاً إلى إتاحة إمكانية تعديل ارتفاعها ووضعها بما يتناسب مع التكوين الجسماني للسائق فإنه من الضرورة عدم تجاهل الصيانة المستمرة للنظام الهيدروليكي في قوائم المقود المتحركة حتى لا تصاب بالتيبس فلا تقوم بعملها المطلوب في حالات الحوادث.

مساند الرأس المتحركة

شهدت السنوات القليلة الماضية سباقاً بين شركات صناعة السيارات من أجل تطوير جيل جديد من مساند الرأس بهدف توفير قدر أكبر من الحماية للسائق في حالات الحوادث، خصوصاً أن إصابة الرقبة والعمود الفقري تعد أخطر الإصابات التي يتعرض لها السائقون والركاب في حالات الحوادث.

ويصنف مركز ثاتشام البريطاني لأبحاث التأمين أداء مساند الرأس في مقاعد السيارة في حالات التصادم بالجيد أو المقبول أو المحدود أو السيئ؛ ولذلك يجب الاهتمام بمعرفة تصنيف السيارة في هذا المجال عند اتخاذ قرار بالشراء. ويتم تركيب مسند الرأس فوق إطار موجود داخل ظهر المقعد. وفي حالات التصادم الخلفي يلامس أسفل ظهر الراكب الجزء السفلي من المقعد عندها يتحرك النصف العلوي من الإطار الذي يحمل مسند الرأس إلى الأعلى الأمام ليحمي رأس الراكب ويقلل من الاهتزاز الذي يتعرض له عند التصادم.

مجموعة الدواسات القابلة للانفصال

من المعروف أن مجموعة الدواسات أو البدالات الموجودة تحت أقدام السائق في السيارة وهي دواسة الوقود والمكبح وصندوق التروس هي عبارة عن قضبان معدنية متداخلة متحركة. وفي حالات التصادم العنيف يمكن أن تندفع هذه الدواسات نحو الداخل فتضغط بشدة على أقدام السائق؛ لذلك ينصح الخبراء باختيار الدواسات القابلة للانفصال عند تعرضها لضغط على الاتجاه العكسي بما يحمي السائق.

وأخيراً تظل النصيحة الذهبية التي يحرص الخبراء على توجيهها عند الحديث عن عوامل الأمن والسلامة في السيارات وهي أن القيادة الرشيدة والابتعاد عن التهور والسرعات الجنونية هي البوابة نحو عالم آمن في القيادة بغض النظر عن تجهيز السيارة.