Car Magazine Wednesday  05/11/2008 G Issue 83

الاربعاء 7 ,ذو القعدة 1429   العدد  83

 

 

في هذا العدد

 

جديد

 
هوندا.. الصديق الأشد إخلاصاً للبيئة

 

 

إعداد - أشرف البربري:

في حين يحتاج المرء إلى أكثر من 70 دولارا أمريكيا لتزويد السيارة بالبنزين اللازم لقطع مسافة 400 كيلومتر فإن التحفة التكنولوجيا الجديدة التي طرحتها هوندا موتور اليابانية باسم إف سي إكس كلاريتي التي تعتمد على خلايا الوقود التي تعمل بالهيدروجين لن تكلف صاحبها أكثر من 25 دولارا لقطع هذه المسافة.

يقول الخبراء إن كفاءة هوندا كلاريتي في استهلاك الوقود وصلت إلى مستوى قياسي غير مسبوق حيث يعادل استهلاكها للهيدروجين استهلاك جالون من البنزين لكل 109 كيلومترات تقريبا وهو ما لم يحدث من قبل مع أي سيارة.

ويشير الخبراء إلى أن الإنجاز الحقيقي الذي حققته هوندا في تحفتها الجديدة إف سي إكس كلاريتي هو أنها بدأت مشروع تطوير هذه السيارة لكي يتم إنتاجها على نطاق تجاري بالفعل وليس كمجرد نموذج اختباري تستعرض به عضلاتها على الساحة العالمية.

تنتمي كلاريتي إلى فئة السيارة الصالون (السيدان) وهي ذات حجم متميز بين طرازي هوندا الأشهر سيفيك وأكورد حيث يصل طولها إلى 190.3 بوصة وعرضها إلى 72.7 بوصة في حين يصل وزنها إلى 3600 رطل. وتصل قوة المحرك إلى 134 حصان. في الوقت نفسه فإن إف سي إكس كلاريتي ليست تطويرا لأي طراز موجود حاليا في قائمة طرز هوندا بل هي مشروع جديد تماما. وقد ظهر الشكل الأول لهذه السيارة منذ عامين عندما كشفت هوندا عن النموذج الاختباري إف سي إكس كسيارة صديقة للبيئة تعتمد على تكنولوجيا خلايا الوقود التي تعمل بالهيدروجين المضغوط.

وخلال الأسابيع القليلة الأخيرة بدأت الشركة تسليم الدفعة الأولى من هذه السيارة إلى العملاء من خلال الإيجار وليس البيع النهائي حيث تصل قيمة الإيجار الشهري للسيارة إلى 900 دولار شهريا بهدف إجراء المزيد من الاختبارات الواقعية لهذه السيارة على الطرقات داخل المدن وخارجها.

فريدة

ويقول الخبراء إن هوندا إف سي إكس كلاريتي لا تشبه أي سيارة هيدروجينية منافسة مثل شيفورليه إيكوينوكس من جنرال موتورز أو تويوتا هايلاند من تويوتا موتور أو فورد فوكاس من فورد موتور وهو ما يعطيها شخصيتها المتميزة خاصة في ظل تنامي المنافسة في سوق السيارات الهيدروجينية والسيارات الهجين بعد أن اتجه المصنعون الكبار في العالم نحو هذا المجال للتغلب على تداعيات ارتفاع أسعار الوقود التقليدي. وعندما دعت هوندا موتور مجموعة من الصحفيين المتخصصين في صناعة السيارات مطلع العام الحالي لقيادة عدد قليل من سيارات هذا الطراز خرج هؤلاء الصحفيون ليؤكدوا أن الشركة اليابانية تقدم للأسواق عملا فنيا بارعا وأن ثمنها لن يقل عن مليون دولار في ظل هذا الكم الهائل من الإمكانيات والمزايا التي تجمعت فيها.

يقول بن نايت نائب مدير إدارة الأبحاث والتطوير في فرع هوندا بالولايات المتحدة إن إف سي إكس كلاريتي هي نتاج عمل شاق ومسيرة طويلة قطعتها هوندا منذ سبعينيات القرن العشرين من أجل تطوير أجيال جديدة أقل تلويثا للبيئة وأفضل استهلاكا للطاقة وصولا إلى إنتاج سيارة لا تسبب أي تلوثا للبيئة ولا تحتاج إلى بنزين وإنما تعمل بالهيدروجين المضغوط الذي تشير الكثير من المؤشرات إلى إمكانية الحصول عليه في المستقبل بتكلفة زهيدة حيث أن المصدر الأول له هو الماء الذي يتكون بالفعل من الأوكسجين والهيدروجين.

ليس هذا فحسب بل إن الشركة اليابانية نجحت في تطوير جيل جديد من خلايا الوقود الهيدروجينية تسمى هوندا سولتيك تحتاج إلى نصف كمية الهيدروجين التي تحتاجها الخلايا الحالية لكي تعطي نفس المقدار من الطاقة.

وبالطبع فالمشكلة الأساسية التي تواجه هذا الجيل من السيارات هو قلة عدد محطات الوقود التي توفر الهيدروجين المضغوط للسيارات. كما أن البعض يقول إن أغلب مولدات الهيدروجين تعمل بنظام التحليل الكهربائي للمياه اعتمادا على مصادر الطاقة التقليدية ولكن هوندا نجحت في تطوير مولدات هيدروجين تعمل بالطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء اللازمة لإتمام عملية التحليل الكهربائي.

وتنتج وحدات توليد الهيدروجين التي تعمل بالغاز الطبيعي كمصدر للطاقة كمية من ثاني أكسيد الكربون تقل بنسبة 60% عن كمية ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عمل محرك مماثل بالبنزين.

خفيفة وقوية

أما بالنسبة للتصميم الخارجي للسيارة الجديدة إف سي إكس كلاريتي فيقول المصمم ماسارو هوساجاوا إن الجسم الخارجي مصمم لكي يعكس بوضوح كفاءة المحرك الذي يدفع هذه السيارة الكبيرة نسبيا. والحقيقة أن تصميم جسم إف سي إكس كلاريتي ينطلق من أفكار تصميمية جديدة تماما بما في ذلك الاعتماد على الزجاج الأمامي كعنصر رئيسي من عناصر التصميم العام حيث أفسح المصممون مساحة أكبر من الجسم لهذا الزجاج بما يعطي رؤية بانورامية للسائق من ناحية ويزيد انسيابية السيارة ويقلل مقاومتها للهواء من ناحية أخرى. في الوقت نفسه فإن التصميم الذكي للسيارة يعطي مساحة كبيرة للصالون الذي يسع أربعة ركاب براحة كاملة.

ولما كان ثمن الجيل الحالي من السيارات الهيدروجينية مازال مرتفعا نسبيا مقارنة بالسيارات التقليدية فقد حرصت هوندا على توفير كل ما تحتاج إليه إف سي إكس كلاريتي لكي تنافس داخل فئة السيارات الفارهة غالية الثمن.

لذلك فهي تحتوي على نظام إلكتروني للتحكم في درجة حرارة الصالون بما في ذلك توفير نطاقين مختلفين لدرجة الحرارة مع تطوير تقنية جديدة للحد من استهلاك نظام تكييف الهواء للطاقة. ومن بين وسائل الحد من استهلاك نظام تكييف الهواء للطاقة إلى أدنى درجة ممكنة إضافة نظام للتحكم في درجة حرارة المقاعد باعتبار المقاعد أكثر مكونات السيارة التصاقا بجسم الركاب حيث تسحب مراوح خاصة الهواء إلى المقاعد الأمامية حيث يوجد منظم الحرارة (ترموستات) الذي يتولى إما زيادة درجة حرارة الهواء أو خفضها قبل إعادة ضخه إلى الصالون.

الأحدث

والسيارة مزودة بأحدث التجهيزات مثل نظام ملاحة برية متصل بالأقمار الصناعية ومصابيح تعتمد على تكنولوجيا الصمام الضوئي الثنائي ومجموعة متكاملة من أنظمة الأمن والسلامة مثل الوسائد الهوائية الأمامية والجانبية والمكابح مانعة الانغلاق ونظام التحكم الإلكتروني في الاتزان وغيرها.

ولما كان محرك إف سي إكس هو الأشد صداقة للبيئة فإن الشركة اليابانية اختارت مراعاة الاعتبارات البيئية عند اختيار الخامات المستخدمة في تجهيز الصالون الداخلي دون أن يكون ذلك على حساب الرفاهية والأناقة. فقد استخدمت الألياف الحيوية في صناعة الفرش الداخلي وهو ما يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عمليات تصنيعها بنسبة 30% مقارنة بألياف البوليستر الصناعية التي تعتمد على المنتجات النفطية. وبالطبع فميزة الألياف الحيوية لا تقتصر فقط على الاعتبارات البيئية لكنها أيضا توفر قدرا أكبر من الراحة للركاب بفضل ملمسها الحريري الناعم والمرونة الفائقة.

ومن أجل مزيد من الراحة والأمان للسائق فقد تم تزويد السيارة الجديدة بآلات تصوير خلفية تعرض صورها على الشاشة المسطحة الخاصة بنظام الملاحة البرية حتى يمكن للسائق رؤية الطريق من جميع الاتجاهات إلى جانب وحدات الاستشعار الأمامية والجانبية التي تحذر السائق في حالة الاقتراب أكثر مما ينبغي بأي شيء على الجانبين أو أمام أو خلف السيارة وبخاصة عند الخروج والدخول إلى أماكن الانتظار المزدحمة.

وقد لخص أحد الخبراء تلك المجموعة الفريدة من المزايا الإلكترونية الموجودة في السيارة بالقول إن السائق يحصل على (تكنولوجيا الغد بمجرد ضغط زر واحد).

أمان واطمئنان

تعد هوندا من أكثر منتجي السيارات في العالم اهتماما بعوامل الأمن والسلامة وهو ما يجعلها قاسما مشتركا بين قوائم السيارات أكثر أمنا في العالم.

وجاءت إف سي إكس كلاريتي لكي تعزز هذه الحقيقة من خلال مجموعة فريدة من عوامل الأمن والسلامة الجديدة التي لم تستخدمها هوندا نفسها من قبل من هذه الخصائص نظام الحماية متعددة الاتجاهات الذي يوفر الحماية الكاملة لخزان الهيدروجين والأجزاء الكهربائية الحساسة في السيارة حتى في حالات التصادم.

كما تحتوي على تكنولوجيا منع التصادم التي تعتمد على إصدار تحذيرات مسموعة ومرئية للسائق في حالة الاقتراب الخطر من أي سيارة أو حاجز في الاتجاهات الأربعة. كما أن هذا النظام يتدخل آليا لتقليل السرعة في حالة عدم تدخل السائق في الوقت المناسب إلى جانب التحكم الآلي في تشغيل أحزمة الأمان بما يتناسب مع شدة قوة الارتداد عند استخدام المكابح بصورة مفاجئة.

ولما كانت إف سي إكس كلاريتي تعتمد على وقود غير تقليدي فقد كان هناك اهتمام غير تقليدي بتوفير عوامل الأمان لعمليات إعادة التزود بالهيدروجين المضغوط حيث توجد مجموعة من وحدات الاستشعار في مختلف أجزاء السيارة للتحذير من أي تسرب للهيدروجين. ورغم أن احتمالات حدوث التسرب ضئيلة للغاية فإنه في حالة حدوث مثل هذا التسرب يعمل نظام الأمان آليا لغلق صمامات الهيدروجين في الخزان. وعزل كابلات التيار الكهربائي ذات الضغط العالي فورا وكذلك إغلاق التوصيلات الكهربائية في حالات الحوادث.

صداقة

غير أن السمة الأهم تظل هي أن هوندا إف سي إكس كلاريتي (الصديق الأشد إخلاصا للبيئة).

ويقول أحد الخبراء إن أهم ما يميز أف سي إكس كلاريتي هي أنها سيارة صالون من الطراز الأول في حين أن أغلب السيارات التي تعمل بتكنولوجيا خلايا الوقود تبدو أقرب إلى الشاحنات الخفيفة أو السيارات متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي (إس يو في) في حين أن هوندا قدمت صالون بكل معنى الكلمة.

ويضيف الخبير الأمريكي جوني ليبرمان أنه قاد هذه السيارة ضمن الدفعة التي طرحتها الشركة اليابانية للاختبار أمام المتخصصين في هذا المجال بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية حيث اكتشف قدرات فائقة في هذه السيارة تجعلها قادرة على المنافسة في شوارع أرقى أحياء المدينة الأمريكية مثل بيفرلي هيلز وسانت مونيكا حيث تزدحم الشوارع بالسيارات الفارهة من إنتاج فيراري وبورش وأشتون مارتن ورولزرويس وبينتلي ولكنها كلها سيارات مفزعة من حيث استهلاكها للوقود.

أما المهندس ساشيتو فوجيموتو فيقول إن هيكل إف سي إكس كلاريتي مصمم لكي يكون خفيف الوزن نسبيا لكنه يوفر أقصى درجات الأمن والسلامة للركاب. فالسيارة مصممة بطريقة تتفوق على أقصى معايير الأمن والسلامة الأمريكية ولن تحتاج إلى أي تحسينات في هذا الاتجاه مع طرحها في السوق خلال الصيف الحالي. كما أن خزان الهيدروجين الذي يسع 5 كيلوجرامات من الهيدروجين المضغوط مصمم لكي يتحمل أي عوامل خارجية مهما تكن في الحياة الواقعية بما في ذلك حوادث التصادم العنيفة.

وفي حين كان الجيل الأول من الطراز إف سي إس يستخدم نظام خزان الوقود المزدوج فإن الجيل الجديد انتقل ليستخدم نظام خزان الوقود الأحادي لتوفير المزيد من الكفاءة في العمل والحد من استهلاك الهيدروجين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة