عندما تكون أعمال الطرق على شكل حفريات خدمات فإن خطورتها تزيد، حيث تكون خطراً على المشاة، وبذلك تأتي ضرورة أن تكون العلامات واضحة وبارزة، وذلك بوضع سياج أو حواجز، كما ينبغي التكرار في وضع المعلومات، وذلك لأن السيارات قد تحجب رؤية المشاة عن بعض اللوحات، بمعنى آخر ينبغي أن تكون المعلومات واضحة من جميع اتجاهات مرور السيارات أو عبور المشاة.
ومن الناحية الأخرى، فإنه يتم إغفال السرعة المحددة في مناطق أعمال الطرق المعلنة باللوحات المرورية من قِبل سائقي السيارات، وهذا يتطلب ضرورة جلب انتباه السائقين على أهمية التقيّد بالسرعة المحددة لتلك المنطقة، كما ينبغي على الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة من متابعة بالموقع وتطبيق العقوبات على المخالفين.
كما ينبغي أن تشمل إدارة أعمال الطرق وحفريات الخدمات في شوارع المدن عدة اعتبارات مرتبطة بتلك الأعمال. إن تحقيق حد عال من السلامة هو مطلب ينبغي تحقيقه من قبل الجهات المرتبطة بتنفيذ المشروعات الهندسية.
وفي حالة أعمال صيانة الطرق فإن الحاجة تتزايد لتحقيق السلامة، وذلك بسبب تداخل مرور السيارات والمشاة مع أعمال الطرق، حيث إن مواقع العمل تعترض طريق المرور، والسلامة المطلوب تحقيقها هي سلامة جميع العناصر المرتبطة والمتأثرة بتلك الأعمال بما في ذلك سائقو السيارات والمشاة وعمال الطرق.
ومع الأسف وبسبب طبيعة تلك الأعمال وكونها تتم على شكل أعمال صغيرة متفرّقة، يقل الاهتمام بنواحي السلامة، باعتبار أنها لا تستحمل تجهيزات سلامة رئيسة، وإنما فقط يُكتفى بحد معين من العلامات المرورية والإرشادات.
وهذا يعكس ما أثبتته الدراسات من أن أعمال الطرق الصغيرة ذات المدة القصيرة تتميّز بمعدلات حوادث أكثر من مثيلاتها ذات مدة التنفيذ الطويلة.
أما من ناحية حجم الأعمال، فإن حجم أعمال صيانة وتمديد خطوط الخدمات يعتبر كبيراً في مدن المملكة.
يقول د. صالح السويلمي: إن هذا الحجم الكبير من مشروعات أعمال صيانة الطرق يستحق استحداث إدارة (هندسة مرور وسلامة) لدى أمانات وبلديات المملكة، من مسؤولياتها العناية بتطوير وتنفيذ أساليب تحقيق السلامة في أعمال صيانة الطرق وتمديد الخدمات في شوارع المدن، وإصدار كتيبات خاصة بنواحي السلامة، وكذلك تطوير معايير قياس السلامة التي من شأنها تقييم مستوى السلامة في مواقع العمل.
