لا أعتقد.. بل أكاد أجزم أن جُل المواطنين استبشروا خيراً بقرار سن مخالفات جديدة سيكون له الأثر الأكبر بعد توفيق الله في الحد من الحوادث، ومن أهم هذه المخالفات هي مخالفة استخدام الجوال أثناء القيادة فهذا قرار لاقى الكثير من الاستحسان، ولكن هناك قضية أكبر من استخدام الجوال وأهم من مخالفة الجوال لم يلتفت إليها رجال المرور، وتكاد تكون هذه القضية هي الأولى بسن مخالفة حولها، ألا وهي التدخين أثناء القيادة، فهذا موضوع يهم المجتمع قبل رجال المرور فكان من باب أولى اتخاذ إجراءات حازمة في حق من يمارس التدخين أثناء القيادة، فهو لا يعرض نفسه ومن معه للضرر فقط، بل يتعدى إلى من هم حوله من السيارات، فلو كنت تقود سيارتك وقام من هو أمامك بإلقاء عقب سيجارته من النافذة وتوجهت مخلفات السيجارة إلى أسفل سيارتك، أليس فيها خطر عليك وعلى سيارتك، أليس هذا الفعل مضراً بالبيئة قبل الضرر بالمركبة؟! أليس هذا الفعل يدل على قلة الوعي؟! وكم من استفهام حول قضية التدخين تحتاج إلى وقفة صادقة منها، فلابد أن نحارب هذا الداء بشتى الطرق، وأولها سن مخالفة مرورية لمن يدخن أثناء القيادة ومخالفة ثانية لمن يلقي بعقب السيجارة أثناء القيادة، فهذه من السبل القليلة التي نرجو من الله أن تكون سبباً في التخفيف والحد من هذا الداء، حمانا الله وإياكم من آفة التدخين.