نيو دلهي - (ا ف ب)

أدى الكشف عن ارخص سيارة في العالم لاحتدام المنافسة بين اشهر مصنعي السيارات في العالم للحاق بشركة تاتا الهندية وتقديم سيارات رخيصة واقتصادية وصديقة للبيئة.

وعكف الصانعان الفرنسي (رينو) والياباني (نيسان) على إنتاج سيارة بسعر لا ينافس، حيث يتم تصميمها وتصنيعها في الهند التي انتقلت اليها مصانع كثيرة لتدني كلفة اليد العاملة فيها.

وتواصل (رينو) تطوير هذه السيارة بسعر 2500 دولار مع صانع الدراجات النارية الصغيرة الهندي (بجاج)، والتي قد تنتج في البرازيل. وأعلنت المجموعة الفرنسية ان هذا البرنامج ليس مهددا بسبب سحبه من مشروع بناء مصنع مشترك مع صانع هندي آخر هو (ماهندرا وماهندرا). وفي هذه السوق، ينتظر ان تقوم شركة التصنيع الهندية (زينيتيس)، وهي شريكة الصينية (غوانغزو موتورز)، في أواخر 2008 بتصيع (سيارتها الشعبية) التي يبلغ سعرها حوالي 2500 دولار.

ماروتي وتويوتا

أما ملك السيارة الصغيرة، الصانع الهندي الياباني (ماروتي سوزوكي)، فيغرق السوق الهندية منذ 25 عاما بسيارة ماروتي 800 التي يفوق حجمها حجم الفيات 500 بقليل، لكنها تباع بـ4800 دولار.

ونظرا إلى شغف الهنديين بالسيارات البسيطة، صبت الشركات اليابانية (تويوتا) والأمريكية (جنرال موتورز) والكورية الجنوبية (هيونداي) المتواجدة في الهند، نظرها على هذه المنصة الجديدة لانتاج السيارات المتدنية الاسعار. ويبدأ الصانع الألماني (فولكسفاكن) في بون (غرب) اعتبارا من العام 2009 بتجميع 110 آلاف سيارة سنويا بحجم البولو.

7 ملايين

وتسير حوالي سبعة ملايين سيارة فقط على طرقات الهند التي يصل عدد سكانها إلى 1.1 مليار نسمة (مقابل سيارة لكل شخصين في أوروبا أو الولايات المتحدة).

واشترى الهنود 1.1 مليون سيارة عام 2005 ويتوقع ان يتضاعف هذا العدد مع حلول 2010 مع تحسن وضع الطبقة الوسطى في الهند.

أما مجموعة تاتا، فتأمل بيع مليون نسخة من سيارتها الرخيصة سنويا، لا في الهند وحدها بل في الأسواق الناشئة كافة.

ويساهم قطاع انتاج السيارات بنسبة 5% في إجمالي الناتج الداخلي الهندي الذي يمثل 34 مليار دولار، كما يتوقع ان يرتفع أربعة أضعاف مع حلول العام 2016 ليبلغ 145 مليار دولار بحسب توقعات الحكومة الهندية.

وتوظف صناعة السيارات اعدادا ضخمة ومتزايدة من اليد العاملة حيث يتوقع ان تستخدم 25 مليون هندي في 2016، مقابل 13 مليونا اليوم.

منافسة

وفي ألمانيا قال أحد أكبر خبراء صناعة السيارات إن طرح الهند لأرخص سيارة في العالم يمكن أن يدخلها في منافسة مع أكبر منتجي السيارات.

وقال فرديناند دودنهوفر الأكاديمي والذي يدير مؤسسته الخاصة لتحليل وتوقعات شؤون السيارات (إن مجموعات شركات مثل جنرال موتورز وفولكس فاجن تواجه قيودا على النمو. وقال دودنهوفر إن التكلفة الزهيدة للسيارة لن تؤثر على كبار المصنعين مثل (بي.إم.دبليو) ومرسيدس والتي يمكن أن تعتمد على الشخصيات الهندية الثرية لتواصل بيع سيارتها، ولكن على المنتجين (أن يقرروا سريعا ما إذا كانوا سيدخلون هذا السوق أم لا).

شراكة مع بوش

وقال الخبير الذي يدير مركز أبحاث السيارات، وهو أحد أفرع جامعة جيلسينكيرتشين في ألمانيا إن شركة (بوش) كبرى شركات إنتاج مكونات السيارات قد اتخذت قرارها وستدخل هذا السوق المتنامي. وقال إن بوش ستمد سيارة تاتا الجديدة بما قيمته 200 دولار من مكونات السيارة وبلغ حجم مبيعات بوش الهند التي يعمل بها 16500 موظف العام الماضي ما قيمته 4 ر1 مليار يورو.

وكانت شركة فورد موتور قد أعلنت اعتزامها إنتاج سيارة صغيرة في الهند، وأفادت الأنباء أن سعر السيارة الجديدة سيتراوح بين 300 ألف و400 ألف روبية، كما ستبني فورد مصنعا في الهند لتصدير المحركات.

وقال الخبير الألماني إنه ليس كافيا تقليل تكاليف التصنيع من خلال الاستغناء عن كماليات مثل الزجاج الكهربي وعجلة قيادة آلية، لكن على منتج السيارة أن يقوم بإصلاحات شاملة في طريقة التصنيع.

فلسفة جديدة

وأوضح دودنهوفر قائلا (عليك تبني فلسفة جديدة) ومع إتاحة الإنسان الآلي والعمالة الرخيصة، فهذه ميزة بالنسبة للمصنعين في الهند حيث تبلغ أجرة العامل في الساعة 0.50 يورو، وهو جزء بسيط من القيمة التي يحصل عليها العامل في ألمانيا والتي تبلغ 35 يورو.

وأشارت دراسة مركز أبحاث السيارات إلى أن 48% من تلبية الطلب العالمي على السيارات سيأتي من دول ناشئة، ففي العام الماضي بلغت النسبة 35.8% وقال دودنهوفر (إن الأسواق الحالية أصابها الركود... فالنمو سيوجد في الأسواق الجديدة، والتي ستحدث تغييرا في ميزان القوى في صناعة السيارات).