لقد وصلت سرقات السيارات في بعض الأماكن والأحياء إلى حد الاحتراف. ومعنى محترف أي متقن الصنعة بتفوق وجدارة، وتدريب مستمر. لا أحد يتوقع أن يأتي هؤلاء (الحرامية) مباشرة إلى السيارة ويقوموا بسرقتها دون أخذ دورات تدريبية واستخدام وسائل متطورة في السطو والسرقة.. سوف تجد صعوبة كبيرة في فَهم كيف تمت سرقة سيارتك المُحكمة الإغلاق حتى بالأقفال، لكن الذي يجب أن تفهمه أن هؤلاء المجرمين يقضون أوقاتاً كبيرة في أحضان الشلة.. ومع مرور الوقت يجد الشاب نفسه قد تعلم فنون الدوران حول السيارة الضحية والتأكد من خلو المكان، وقد يقوم بحركات خداع (ينطط الكورة عند الكفر - يقضم فصفص - يدخن - يجلس على الكبوت) كل هذا وعينه على ما بداخل السيارة. حتى إذا خطط للوضع.. تمت الاستعانة بزاحف آخر يملك العدة (يعني واحد يصلح والثاني بيشوت)، وما هي إلا لحظات ويتهشم الزجاج دون صوت، ويتم فتح الباب والسرقة.

وعند الحاصلين على درجات عليا في السرقة والسلب والنهب طرق أكثر سرعة (خطافية) في لمح البصر وكل شيء ينتهي.

ومع هذا كله تظل الجهود الأمنية مشكورة ومباركة، كل يوم تتم الإطاحة بشلة هنا أو هناك. لكن الذي لا ينتهي عنده العجب أن يكون مجموعة من المراهقين من شباب هذا الوطن يشرف عليهم ويدربهم ويستعملهم في السرقة (وافد)! هذا الذي لا أفهمه أبداً.

ما زال دور الأسرة غائباً ومغيباً.. هذا شاب ممتاز ومع الوقت هبط مستواه من جيد جداً إلى جيد، وبعد فترة وصل لأبيه رسالة من المدرسة، وكل هذا لم يحرك الأب أو الأم أو الأخ ساكناً؛ لأن الأسرة في إجازة اعتيادية عن مراقبة الأبناء وحتى البنات.

جاء الاتصال للأب أن ابنك قد سطا على أحد المعارض محاولاً سرقة شمعة إحدى السيارات الفارهة، ليجد الأب أن ابنه قد حصل على شهادة عليا في (الحرامية) وهو لا يدري.

أقوم بزيارة لأحبابي في السجون ودور الأحداث، وهناك أسمع من القصص العجب العجاب؛ إذ يروي لي الأبناء سنوات الإجرام والسلب والنهب والسرقة.. وكل هذا ولا أحد يسأل!!

أيها الأب: إنَّ هذا الشاب أمانة، فهل وعيت حق أمانته؟

إشراقة:

وينشأ ناشئ الفتيان منّا

على ما كان عوّده أبوه