Car Magazine Wednesday  14/05/2008 G Issue 72

الاربعاء 8 ,جمادى الاولى 1429   العدد  72

 

 

في هذا العدد

 

استشارات

 
حجم أكبر لا يعني سلامة أكثر!

 

 

* إعداد -أشرف البربري *

يتصور البعض أن استهلاك السيارة للوقود قضية اقتصادية بحتة على أساس أنه كلما قل معدل استهلاكها من الوقود قلت تكلفة تشغيلها. ولكن الخبراء في الولايات المتحدة يتحدثون عن هذه القضية من منظور مختلف تماماً يتعلق بمعدلات الأمن والسلامة في السيارات وارتباط ذلك بكميات الوقود التي تستهلكها.

ويعود الحديث إلى العلاقة بين كمية الوقود التي تستهلكها السيارة ومستويات الأمن والسلامة التي تتمتع بها في الولايات المتحدة إلى منتصف السبعينيات من القرن العشرين عندما ارتفعت أسعار الوقود بشدة وبدأ الأمريكيون يتحدثون عن ضرورة تطوير جيل جديد من السيارات الأمريكية أصغر حجماً وأقل استهلاكاً للوقود ولكن البعض أثار قضية تأثير ذلك على أمن وسلامة السيارة. فهناك اعتقاد شائع أن السيارة الأقل استهلاكاً للوقود لأنها أصغر حجماً وأقل وزناً هي أقل أمناً من السيارات كبيرة الحجم ثقيلة الوزن كثيفة الاستهلاك للوقود.

أكثر ذكاء

ولكن الخبراء يؤكدون أن التطور الحديث في تكنولوجيا صناعة السيارات غيرت تماماً هذه المعادلة، حيث أصبح في مقدور الشركات إنتاج سيارات (أكثر ذكاء) في استهلاك الوقود دون أن يؤثر ذلك على وزنها أو على قدرتها على تحمل الصدمات والحوادث.

تقول لورا شويل وهي مهندسة متخصصة في البيئة في معهد روكي ماونتين الأمريكي المتخصص في الدراسات البيئية والهندسية: إن التكنولوجيا الحديثة تفتح أبواباً واسعة أمام تقديم سيارات ذات كفاءة عالية في استهلاك الوقود دون أن يكون ذلك على حساب عوامل الأمن والسلامة. وتشير المهندسة لورا إلى أن الشركات الأمريكية نجحت بالفعل خلال السنوات العشرين الماضية في تطوير أجيال جديدة من المحركات ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود دون الحاجة إلى تقليل وزن السيارة الذي يؤثر على قدرتها على تحمل الصدمات والاتزان على الطريق.

وتشير الخبيرة الأمريكية إلى أن وزن السيارات الأمريكية حالياً يزيد عن متوسط وزنها في ثمانينيات القرن العشرين بنسبة 29% ومع ذلك فإن استهلاكها للوقود أقل كثيراً. في الوقت نفسه فإن التطور الكبير في صناعة الخامات المعدنية التي تستخدم في صناعة السيارة مثل الألياف الكربونية المضغوطة والألومنيوم فتح الباب أمام خفض استهلاك الوقود دون أن يؤثر ذلك سلبياً على الكفاءة والقدرة على توفير الأمن والسلامة للركاب.

الصغيرة أفضل

وتشير المهندسة لورا شويل إلى أن كفاءة تصميم السيارة والخامات المستخدمة في صناعتها تحدد إلى درجة كبيرة قدرتها على التصادم أكثر مما يحددها وزن أو حجم هذه السيارة مضيفة أن بعض السيارات صغيرة الحجم ذات التصميم الهندسي الذكي تستطيع تحمل الصدمات وتحقيق أعلى مستوى من الاتزان والثبات على الطريق من تلك كبيرة الحجم ثقيلة الوزن التي تفتقد إلى التصميم الذكي.

وفي هذا المجال تشير إلى أن احتمالات وفاة سائق شيفورليه بلازر خلال الفترة من 1999 إلى 2002 كانت أعلى من احتمالات موت سائق السيارة فور رانر من تويوتا في حالات الحوادث بمقدار 26 مرة رغم أنهما تنتميان إلى فئة السيارة متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي (إس يو في) متوسطة الحجم وأن وزن فور رانر يقل عن وزن بلازر بمقدار 200 لبرة تقريباً واستهلاكها للوقود أقل أيضاً. أيضاً فإنه إذا كان الوزن الثقيل لا يحقق بالضرورة الأمن والسلامة للراكب فإن بعض الطرز والدراسات تشير إلى أنه يمكن أن يمثل عامل خطر إضافي. فوفقاً للدراسات فإن شيفورليه صب أربن موديل 1999 من جنرال موتورز لا توفر حماية لسائقها أكثر مما توفره منافستها الأقل وزناً أكورد من هوندا موتورز اليابانية. بل إن احتمالات إصابة سائق شيفورليه بإصابات خطيرة تصل إلى حد الوفاة في حالات حوادث التصادم تزيد بنسبة 40% عن احتمالات الوفاة في حوادث السيارة أكورد.

منافسة

وتواجه الصناعة الأمريكية أزمة خطيرة بسبب إصرار الحكومة على زيادة كفاءة استهلاك السيارات من الوقود بحيث يصبح متوسط الاستهلاك 35 ميلاً للجالون الواحد وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام السيارات القادمة من اليابان وكوريا الجنوبية والتي تتمتع بقدرة كبيرة على خفض استهلاك الوقود مقارنة بالأمريكية.

ويقول الخبراء: إن الدراسات التي أكدت أن انخفاض استهلاك السيارة من الوقود لا يؤثر بشكل سلبي على معدلات الأمن والسلامة سوف يزيد الضغوط على الشركات الأمريكية في الوقت الذي يعزز فرص المستوردة.

وينصح الخبراء مشتري السيارات بالاهتمام بعوامل الأمن والسلامة في السيارة الجديدة بعيداً عن الحديث عن حجمها ووزنها، حيث إن تصميم الهيكل ووضع قاعدة العجلات ومحاور أنظمة التعليق تلعب دوراً أهم في التوازن والاستقرار على الطريق أكثر من الحجم أو الوزن.

كما أن الطفرة الكبيرة في تكنولوجيا حفظ الاتزان بما في ذلك نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان وفي توزيع قوة الكبح على العجلات الأربع وفي توزيع عزم المحرك على العجلات أيضاً يزيد من قدرة السيارة على المناورة ومواجهة ظروف القيادة الصعبة.

في الوقت نفسه فإن استخدام الخامات المعدنية الحديثة القادرة على امتصاص الصدمات وتصميم قوائم ودعامات جسم السيارة يزيد من قدرتها على تحمل الصدمات حتى لو كان حجمها صغيراً ووزنها قليلاً.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة