إن المتأمل في أحوال الناس يجد أن هناك قصوراً شديداً، وانفصالاً ظاهراً بين المفروض والممكن والواقع.. ولنضرب لذلك مثلاً بسلوك الناس عموماً في القيادة علي الطرق. المفروض أن كل من يقود سيارة يكون قد تدرب تدريباً كافياً يؤهله لقيادة السيارات بإدراك وتمكن ولياقة كافية لسلامته وسلامة مستعملي الطريق أمثاله. ولكن إذا تفحصت سلوك الناس على الطرقات من قائدي السيارات فإنك ترى شيئاً جد عجيب. قائدو السيارات على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم وعلمهم لا يراعون شيئاً من الأصول المطلوبة أو اللياقة اللازمة، وربما كانوا من الطبقات العليا ويتصرفون بأسلوب غير واع وغير متحضر.

والالتزام بأصول القيادة ومقتضياتها ليس نوعاً من الترف وليس شيئاً من نافلة القول، ولكنه وبالدرجة الأولى مطلوب لأمن وسلامة الناس، كل الناس وفي مقدمتهم من لا يراعي الأسلوب الأمثل في القيادة نفسه.

أقول هذا وأناشد الجميع أن يلتزموا تمام الالتزام بالأصول والقواعد اللازمة للقيادة فوق الطرق سواء في ذلك داخل المدن أو خارجها. ويكفي أن أذكر أن حوادث الطرق وحدها تتسبب في وفاة نحو أربعة آلاف وإصابة أكثر من ثلاثين ألف مواطن سنوياً وذلك من واقع الإحصاءات الرسمية. فهل يستجيب الناس للنداء بالتزام القواعد وأساليب الذوق واللياقة؟!

أرجو ذلك ولكم جميعاً تمنياتي بالسلامة.