Car Magazine Wednesday  16/01/2008 G Issue 55

الاربعاء 8 ,محرم 1429   العدد  55

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
التنمية المستدامة والنقل ..
اتفاق أم اختلاف ؟!

 

 

* إعداد - الفارس الأخضر *

تتردد عبارة التنمية المستدامة كثيراً في السنوات الأخيرة في الأوساط البيئية.. وظهرت للمرة الأولى في العام 1987 في إحدى مناسبات الأمم المتحدة تحت عنوان (المستقبل للجميع) والآن انبثق منها مصطلح جديد ولكنه يختص فقط بوسائل النقل.. وفحواه ان يتم استخدام وسائل النقل في الوقت الحاضر دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة مستقبلاً.

ويأتي هذا المبدأ البيئي الجديد تلبية لمتطلبات القرن الواحد والعشرين خاصة بعد التجارب السيئة التي يعيشها العالم اجمع منذ منتصف القرن الماضي بسبب الأنشطة الصناعية المختلفة على حساب البيئة التي أدت إلى اضمحلال الموارد ونضوب المياه والتصحر وزحف الرمال والتلوث وشح الخدمات على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في جميع المجالات بمختلف دول العالم.

انتشار كبير

في القرن العشرين، انصب هم المخططين على تطوير المدن الحديثة وفق نظرة ضيقة تركز فقط على تصميم وإنشاء المباني والطرق والبنى التحتية لتستوعب وسائل النقل الحديثة التي انبهر بها العالم آنذاك كالسيارة والقطار والترام كون هذه الوسائل عنصراً اساسياً في خطط التنمية التي نقلت العالم إلى ما أضحى عليه حالياً من تقدم وازدهار.. ولكن تم كل ذلك مع الأسف دون أدنى اعتبار لما قد تلحقه هذه التطورات من دمار على البيئة.

ومن هذا المنطلق اتجه صانعو وسائل النقل إلى إغراق الشوارع والطرقات بأعداد لا تعد ولا تحصى من المركبات من كل فئة ووزن لكي تفي بنهم العالم لهذه التقنيات الحديثة التي لم يعتد عليها بنو البشر الذين كانوا حتى عهد قريب يعتمدون على الخيول والدواب للانتقال في جميع أنحاء العالم.. ومع مر السنين بدأ العالم يكتشف شيئاً فشيئاً الأضرار والمخاطر التي انجلت كاشفة الغطاء عن صورة بيئية معتمة لا تبشر بالخير على منظور المستقبل القريب أو البعيد.

مواصلات مستدامة

وفي التسعينات الميلادية بدأت حركة ما يسمى (المواصلات المستدامة) عملها بعد ان اتضحت الصورة لما سيكون عليه وضع البيئة متخذة شعار العمل المضاد، ورد الفعل الوحيد الممكن يتم فقط من خلال قيام المنتمين لهذه الحركة بإقناع أفراد المجتمع بتغيير أنماطه السلوكية الجائرة على البيئة من خلال الترويج لأفكارهم الهادفة إلى حماية البيئة والموارد الطبيعية، وحث الحكومات على استخدام التقنيات الصديقة للبيئة وفرض التشريعات على انبعاثات السيارات ووسائل النقل للتخفيف من انبعاثات غاز ثاني الكربون وغازات العادم الأخرى ومن العناصر المهمة التي تعتمد عليها هذه الحركة أيضاً السيارات الصديقة للبيئة، الطاقة البديلة، المحرك الهجين، المحرك الكهربائي، استخدام الدراجة الهوائية عوضاً على السيارة، وسائل النقل العامة التي تسير بالغاز وغيرها من البدائل لاستخدام السيارة حتى المشي سيرا على الأقدام !

وفي العام 1994 أصدرت المنظمة العالمية للتعاون الاقتصادي والتنمية بياناً يتضمن تعريفاً لمفهوم وسائل النقل المستدامة كما يلي: وسائل النقل التي لا تضر بالصحة العامة والأنظمة البيئية التي لا تؤدي إلى استخدام الموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة بمعدلات تفوق معدلات إعادة تجدد هذه الموارد.

أفكار عملية

ويشتمل البرنامج على :

- تحسين جودة وسائل النقل العامة ورفع كفاءة الخدمات المتاحة للركاب

- توعية السائقين بطرق أفضل للتعامل السليم مع السيارة مثل الصيانة الدورية واستخدام وقود نظيف وتجنب القيادة على سرعات ثابتة.

- استخدام وسائط الاتصال الحديثة في التعاملات الروتينية بين الأفراد والشركات للحد من الحاجة للسفر لقضاء الأعمال والتسوق وشراء المواد وغير ذلك.

- ان تتضمن خطط تطوير المدن وبرامج التخطيط العمراني تصاميم صديقة للبيئة تتيح للناس سهولة الحركة والتنقل والأخذ بعين الاعتبار ممرات للمشاة بطرق عملية كالمشي وطرقات للدراجات الهوائية.

- الاهتمام بما يسمى (وسائل النقل الشخصية السريعة) (وتصميم طرق خاصة ومواقع وقوف وتنزيل وتحميل للركاب تمر من خلالها سيارات تاكسي صغيرة بوقود نظيف بيئياً.

- تجهيز وسائل نقل عامة تناسب الشريحة الكبرى من المجتمع والأخذ بالاعتبار كبار السن وذوي الدخل المحدود.

- إنشاء أحياء داخل المدينة يُحظر فيها دخول السيارات.

- تحديد السرعات داخل الأحياء.

وهذه البرامج وغيرها الكثير يتم تطبيقه في العديد من دول العالم ولاسيما الولايات المتحدة وأوروبا وبعض المدن بالدول العربية !!.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة