يبدو الأمر وكأننا نسأل أيهما جاء أولا (البيضة أم الدجاجة) عندما يتعلق الأمر بالعلاقة بين السمنة والبدانة من ناحية وقيادة السيارات من ناحية أخرى. وقد اهتمت مراكز الأبحاث الأمريكية بالبحث عن إجابة لهذا السؤال (هل السمنة تحدث نتيجة قيادة السيارات أم أننا نقود السيارة لأننا بدناء بالفعل؟)

ففي ظل الانتشار الهائل للسيارات في العالم سواء في المناطق الريفية أو الحضرية أصبح الاهتمام بالجوانب الصحية لقيادة وركوب السيارات بشكل عام مطروحا بشدة على جدول أعمال الكثير من مراكز الأبحاث.

وتقول الدراسات الأمريكية إن ممارسة الحياة بطريقة صحية تحتاج إلى وقفة مع ركوب السيارات بعد أن لاحظت ارتفاع معدل الأعمار وتحسن الوضع الصحي لسكان مدينة نيويورك مقارنة بباقي المدن الأمريكية على الرغم من أن نيويورك هي عاصمة الضوضاء والتلوث بسبب ازدحامها الشديد.

المشي أفضل

فوفقا لمجلة (سيفل تومسون) فإن سكان نيويورك يعيشون عمرا أطول من متوسط أعمار سكان باقي الولايات المتحدة. كما أن الحالة الصحية لهم بشكل عام أفضل.

وكانت المفاجأة في سبب هذا الوضع الغريب وهو أن الازدحام الشديد في شوارع نيويورك يدفع الكثيرين من سكانها إلى التخلي عن قيادة سياراتهم الخاصة واللجوء إلى وسائل النقل العام وهو ما يعني بالطبع اضطرارهم للسير لمسافات مختلفة وصولا إلى أماكن عملهم والعودة إلى منازلهم عكس الحال في حالة قيادة السيارات الخاصة.

ويقول خبراء الصحة في نيويورك إن التخلي عن قيادة السيارات في نيويورك لم يجعل سكان المدينة الأكثر مشيا مقارنة بباقي سكان الولايات المتحدة فقط وإنما أيضاً أصبحوا الأسرع والأكثر رشاقة.

وفي دراسة أخرى أجريت بمدينة أطلانطا الأمريكية اتضح أن متوسط وزن الرجل الذي يبلغ من العمر 40 عاما تقريبا ويعيش في وسط المدينة حيث الازدحام وتراجع معدلات قيادة السيارات الخاصة يقل بمقدار 10 أرطال عن وزن نظيره من سكان الضواحي الذي يزيد معدل استخدامهم للسيارات الخاصة.

تاثير سلبي

ويمكن تلخيص هذه النتيجة في عبارة واحدة تقول (قم بقيادة السيارة وقتا أطول .. تمشي وقتا أقل .. فيزداد وزنك وتزداد المخاطر الصحية التي تواجهها).

في الوقت نفسه تشير البيانات الأمريكية إلى أن معدل البدانة والسمنة في مدينة مثل ديترويت عاصمة صناعة السيارات في العالم أعلى بكثير من متوسط البدانة في الولايات المتحدة ككل حيث يعد سكان المدينة الأشد عشقا لقيادة السيارات.

ويشير الخبراء إلى مجموعة من النصائح من أجل الحد من التأثير السلبي لقيادة السيارات على وزن الإنسان منها عدم القيادة لمدة طويلة بصورة متصلة وبخاصة في الرحلات الطويلة حيث يمكن التوقف في الاستراحات ومغادرة السيارة والقيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة لدقائق قليلة بهدف تنشيط الدورة الدموية ككل خاصة وأن وضع الجسم أثناء القيادة يؤدي إلى تركز للدهون في بعض الأجزاء.

كما يمكن إيقاف السيارة على مسافة بعيدة نسبيا عن مكان العمل على سبيل المثال بحيث يقوم السائق بقطع هذه المسافة سيرا على الأقدام عند الذهاب إلى العمل والعودة منه.