Car Magazine Wednesday  16/04/2008 G Issue 68

الاربعاء 10 ,ربيع الثاني 1429   العدد  68

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
جنرال موتورز بدون نفايات

 

 

* إعداد - محمد شاهين *

في خطة جديدة لها أعلنت جنرال موتورز العالمية للسيارات عن عزمها تحويل 181 خط إنتاج من خطوطها المنتشرة حول العالم إلى خطوط إنتاج خالية من النفايات الصناعية التي تخلفها عملية تصنيع السيارات وتجميعها، وذلك بحلول عام 2010 وتقصد بكلمة (خالية من النفايات) أن تكون خطوط الإنتاج خالية من أي قطعة معدنية تنتج من تصنيع السيارة أو حتى أي بقايا طعام تنتج عن عمال المصنع.

وعلى الرغم من أن المسألة تبدو بعيدة المنال، إلا أن جنرال موتورز قطعت شوطاً كبيراً في مجال صداقة البيئة، حيث أعلنت منذ ما يقرب من شهر عن بدء العمل بهذه السياسة في تاسع وعاشر خط إنتاج، علماً بأن عدداً من الخطوط الأخرى لحق بالمجموعة.

الخطوة مهمة بالفعل وبدت مشجعة لكثير من شركات السيارات الأخرى بل والأجهزة الحكومية في عدد من الدول أيضاً. ففي نيوزيلندا مثلاً بدأ أكثر من 70 بلدية محلية في العمل على تقليص حجم النفايات التي تخلفها.

والفكرة مشجعة بالفعل من حيث إنها غير مكلفة بعكس المشروعات الأخرى التي تقوم بها الشركات من أجل الحد من طرح مواد ضارة بالبيئة والتي تكون مكلفة إلى حد كبير.

فمشروعات الطاقة الشمسية تعتبر مكلفة جداً إذا ما قورنت بفكرة الحد من إنتاج النفايات.

يقول ريموند تيزيير، رئيس المجموعة لشؤون البيئة: (في السابق كانت النفايات جزءاً من الصناعة، إلا أن الأمر اختلف بعد أن زادت القيود على مسألة التعامل مع هذه النفايات، ومن هنا بدأنا في التفكير بشكل مختلف، حيث اعتبرنا أن هذه المخلفات يمكن أن تكون مصدراً جديداً للتصنيع فهي مصدر ربح وليس خسارة). يذكر أن قيوداً كانت قد فرضت منذ عشر سنوات على شركات تصنيع السيارات بشكل خاص لما لها من أثر مضر بالبيئة من حيث العوادم التي تطلقها أو مواد التصنيع على حد سواء.

وقد أثمرت السياسة الجديدة عن نتائج طيبة حيث أبرزت التقارير نجاح جنرال موتورز في تقليص حجم النفايات في الفترة ما بين 2002 و2006 بنسبة 25%، مما أدى إلى تقليص حجم الإنفاق على هذه المواد بنسبة 39%، والأهم من ذلك أن تكلفة تحويل خطوط الإنتاج في حد ذاتها تعتبر قليلة جداً حيث تكلف العملية خط الإنتاج الواحد ما لا يزيد على 20 ألف دولار فقط، وهو مبلغ لا يذكر بالنسبة لشركة عملاقة كجنرال موتورز. وفي المقابل يقلل خط الإنتاج المعد من طرح كميات تالفة بنسبة 90% وفي بعض الأحيان تغطي الأرباح الناتجة من هذه السياسة تكاليف عملية التحويل نفسها، الأمر الذي يؤكد على أنها فكرة ناجحة بكل المقاييس.

وفي مدينة سان فرانسيسكو، والتي التزمت بالتحول الكامل إلى مدينة خالية من النفايات بحلول عام 2020م، يقول جارد بلومنفيلد، مسؤول المدينة لشؤون البيئة: (نحن نرى أن وجود التالف في حد ذاته يعتبر عيباً في التصميم والتصنيع، مهما كان الشيء المصنع، وبالتالي فإن العمل على إتقان الصنع سيقلل من التالف بشكل أوتوماتيكي).

الجدير بالذكر أن الاستفادة من التالف لم تكن فكرة الإدارة الرئيسية، وإنما بدأت من مديري خطوط الإنتاج والمشرفين ومن ثم بدأت الإدارة في تعميمها. وكانت البداية عندما اتبع أحد المشرفين طريقة جديدة لإعادة بعض المواد المشتركة في طلاء السيارات للموزع مرة أخرى لإعادة الاستفادة منها. وبالتالي تم توفير مبلغ كبير من تكاليف شراء هذه المادة.

علماً بأن إعادة التصنيع ليست الحل المثالي، حيث إن هناك الكثير من المواد الداخلة في هذه الصناعة يصعب إعادة تدويرها وإعادة استخدامها مرة أخرى. ومن ثم فإن الحل الأمثل يكمن في إتقان عملية التصنيع.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة