Car Magazine Wednesday  16/04/2008 G Issue 68

الاربعاء 10 ,ربيع الثاني 1429   العدد  68

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
عودة للجسور المؤقتة
د. صالح بن عبد الله الحمد

 

 

تعاني جميع المدن بالمملكة لاسيما الكبرى منها من الاختناقات والزحام المروري، وبالتحديد مدينة الرياض العاصمة الذي وصل الاختناق المروري بها لدرجة كبيرة لا تطاق لأسباب عديدة، يأتي في مقدمتها فوضوية القيادة وكثرة السيارات التي تجوب الشوارع بدون فائدة، وكثرة العمالة الوافدة التي تقود السيارات الخردة دون معرفة بأسس القيادة، وعدم تواجد النقل العام المنظم داخل المدينة سواء للمدارس أم للموظفين أم لعامة الناس، ولذا فإنّ كل منزل يتحرك منه يومياً ما لا يقل عن أربع سيارات نسبياً، وكل هذا السيل الكبير من السيارات يحتاج إلى شوارع وإلى أماكن عاجلة للعبور، كما أنّ المرور الكريم وعدم تواجده المستمر، يجعل من ضعاف النفوس يساهمون مساهمة كبيرة في عرقلة المرور بالطرق الفوضوية ويقطعون الإشارات ويسيرون بطرق ملتوية دونما نظام صارم، مما يكدس السيارات ويُوجد اختناقات مرورية في كل مكان، فيعطل الطالب عن مدرسته وكذا المعلم والمعلمة والموظف عن مقر عمله والعامل عن مكان عمله، ولذا فإنّه أصبح من الضروري جداً التفكير عاجلاً بالتخفيف من تلك الاختناقات سواءً ما ذكرت منها وأسبابها، أو العودة إلى تلك الجسور الطيِّبة الذِّكر التي قامت وساهمت مساهمة كبيرة في فك الاختناقات المرورية في فترة من الزمن، وما زال بعضها صامداً حتى الوقت الحاضر بحمد الله تتبختر في بعض شوارعنا الرئيسية، ولها دور إيجابي كبير فيما ذكرت.

وعليه فإنّه بات من الضروري عاجلاً التفكير بها أو بما يماثلها كالأنفاق مثلاً، وإذا كانت ميزانية وزارة النقل وأمانة مدينة الرياض اللتين لهما جهود إيجابية في ذلك، لا تسمح بإيجاد مثل تلك الجسور والأنفاق عاجلاً، فإنني أقترح أن يفتح المجال للقطاع الخاص أن يساهم في ذلك بعض الشيء الذي لا أشك في أنه سيتجاوب، وإذا لم يتم التجاوب، فإنّ المصارف على الأقل ملزمة بذلك .. لماذا؟ لأنها تجبي الفوائد من جيوب الناس دون مقابل ودون ضرائب من الدولة، ولذا فإنّه لو ساهم كل مصرف بمدينة الرياض بإنشاء نفق أو جسر سنوياً، مع ما تقوم بإنشائه وزارة النقل وأمانة مدينة الرياض، فإننا بحول الله تعالى سنقضي على تلك الاختناقات المرورية ونقلل من الحوادث .. انظروا مثلاً إلى طريق الأمير سعد بن عبد الرحمن وامتداده صلاح الدين الأيوبي من خشم العان حتى وصولهما لقاعدة الرياض الجوية .. كم إشارة مرورية توجد بهذين الطريقين؟ أتدرون كم؟ إنها على ما أعتقد عشرون إشارة مرورية، ناهيك أنه بحمد الله تعالى ثم بجهود المخلصين قضي على أزمة التقاطع مع الدائري بجعل السير بهذا التقاطع حرّاً بوجود الأنفاق التي سهلت الحركة كثيراً، فإذا كان هذا العدد من الإشارات فكم من الوقت يستغرقه السائق خلال هذا الطريق مثلاً؟ وخذ أمثلة كثيرة على ذلك لا أحب كتابتها هنا فهي معروفة للجميع، ولذا فإنّ من الضروري كما ذكرت، إيجاد دراسات عاجلة للأسباب الكثيرة التي تزيد من الزحام ومن ثم إقامة تلك الجسور والأنفاق التي ذكرت بعدّة طرق مختلفة، وعلى المنادين بالسَّماح لقيادة المرأة أن يعطونا الحلول إذا تواجدت السيارات بمدينة الرياض مثلاً إلى الضعف أو قل يزيد على ذلك فأين المخرج؟ وعلى كل شخص يحتاج أن يذهب من منزله يومياً إلى أي مكان بمدينة الرياض في حدود خمسة كيلومترات أن يغادر منزله بعد صلاة العشاء كي يحصل له على تعسيلة نوم خفيفة جداً في مكتبه قبل بداية العمل ليضمن وصوله إلى مقر عمله .. هذه ليست نكتة أو مزحة، وإنما ذلك هو الواقع الذي يجب أن نحاربه ونقضي عليه بكل ما أوتينا من قوة .. سدّد الله خطى العاملين المخلصين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة