بما أن الشاب إذا بلغ (خمس سنوات) أصبح مولعاً بالقيادة.. فتراه ينشب لأبيه أن يتيح له فرصة (أخذ لفة).. وهنا أجدها فرصة أن أقول للآباء تولوا بأنفسكم تعليم أبناءكم القيادة وأغرسوا معها الآداب والسلوك والاحترام.. لأن الولد سوف يرضع الكثير من السلوكيات الشاذة من مصدرها المتوفر بلا رقابة.. فنحن في عالم تطور السيارات وتوسع شركات الإنتاج للسيارات الشبابية ذات السرعات العالية حيث أصبحت بعض شوارع الرياض ميدان سباق.. فلا تعجب أن يقوم مجموعة من الشباب بحجز السيارات منتظرين الإشارة التي تبعد كيلو لتعطي الضوء الأخضر إيذاناً بالانطلاق..
لابد أن نعي أن هوس قيادة المركبات يصطدم في مفاصل هذا الجيل.. وحب اعتلاء صهوة المركبة بأي شكل حلم يراود أعداداً غفيرة من الشباب والسؤال.. لماذا كل هذا الهوس؟ هل هناك أسباب واضحة لتجعلنا بهذا الحب الجنوني للقيادة؟
الجواب بكل بساطة (الفراغ).. عندما لا يكون لدى الإنسان خطة واضحة المعالم لحياته.. يصبح همه الوحيد أن يقطع أكبر قدر ممكن من عمره في الفراغ.. ولعل أنسب طريقة تلبي كل احتياجاته هي هذه السيارة (فهي أمه وأبوه وأخته وأخوه وصديقه وطبيبه وهي الملاذ الآمن له في كل وقت) من هنا حصدت الآلاف من الأرواح وأتلفت الممتلكات وأصبح هذا الهوس.. هاجساً متربصاً.
إننا مطالبون بأن نأخذ جزءاً من هذا الهوس ونوظفه بطريقة مثلى في ميدان العمل.. إن التوعية الرشيدة تبدأ من المدرسة ثم المنزل والمسجد وإذا لم نستطع أن نحيل هذا الهوس أو جزءاً منه إلى برامج عملية أو ترفيهية تعود بالنفع والفائدة.. فلا أقل من أن نحمي السالكين على الطريق من سطوة هؤلاء «الفاضين».
إشراقة
(قل لي من تصاحب أقول لك من أنت)