Car Magazine Wednesday  21/05/2008 G Issue 73

الاربعاء 16 ,جمادى الاولى 1429   العدد  73

 

 

في هذا العدد

 

أصداء

 
العود والبخور.. داخل الباص

 

 

راشد بن عبد الله القحطاني

قد يبدو في عنوان هذه المقالة شيء من الغرابة، ذلك أن بعض الأماكن المغلقة مثل الباص لا يمكن ولا يُستساغ فيها إشعال العود والبخور لأن في الناس من لا يتحمل ذلك لظرفه الصحي فقد يتسبب ذلك في ضيق التنفس والاختناق ولا سيما أن الباص مغلق لا يتجدّد فيه الهواء.

لكن الذي أصبو إليه من هذا، هو أنه إذا كان العود والبخور وغيره من الروائح الزكيّة قد تشكّل ضرراً بإشعالها في الباص، فما البال وكيف يكون الحال إذا أُشعلت السجائر، ونفخ الدخان في مكان مثل الباص، يجلس فيه أكثر من ثلاثين شخصاً من شتى الأعمار.

ألا يعلم هؤلاء أن ذلك ليس من حقهم؟.. وأنه اعتداء على الآخرين.. وجرح لمشاعرهم.. وفيهم الشيخ والعجوز والطفل والمرأة وغيرهم ممن ابتلاه الله بأمراض الصدر والتنفس، والباص مغلق حُبس عنه دخول الهواء.. ثم يعمُد بعد ذلك من ينفخ سمومه وينفث شره على هؤلاء الناس دون أدنى اعتبار.

لا أظن أن مؤمناً عاقلاً بات في شكٍ من حرمة التدخين وضرره، وليس هذا مجالاً عرض الأدلة والبراهين.. لكن الشيء الذي يجيش في صدري:

لماذا يجرؤ ويتجاسر الكثير على التدخين في أماكن عامة، ومرافق حيوية لا تخلو من الناس؟

ألا يعلم هؤلاء أن ذلك ليس من حقهم؟.. وأنه اعتداء على الآخرين.. وجرح لمشاعرهم.. ألا يعلم هؤلاء أن النظام الذي تشدّد وتحث عليه الدولة يمنع التدخين في الأماكن العامة؟

ألا يعلم هؤلاء أن مثل هذا السلوك المشين ينافي أخلاق وعادات الأمم المتحضرة؟..

دائماً ما تزداد دهشتي وإعجابي بأنظمة بعض البلدان التي تُشدّد في كثير من الأمور.. ومن ذلك أنظمة المرور والنظافة والبيئة!!

وليس ذلك حطّاً من قدْر مجتمعنا وبلدنا المبارك.. لكنّ الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها، والحقُّ أحقُّ أن يُتبع.

سافرت ذات مرة إلى إحدى الدول الشقيقة على متن باص من باصات النقل الجماعي، وساءني ما حدث فيه من قيام بعض الشباب من تجاهل لنظام شركة النقل الجماعي، ولمشاعر الناس، وللذوق المحترم، فبدؤوا بالتدخين دون استجابة للنصح، أو لتوسّل أحد المسافرين الذي كان بصحبته أطفاله الصغار وزوجته.

وكم غير هذه الصورة من الصور الأخرى التي تحدُث حتى داخل صالات المطارات الدولية وداخل المطاعم وغيرها.. وإلى الله المُشتكى.

أقول هذا وفي النفس أمل أن تتجاوب الجهات المسؤولة بتشديد وحزم الأمور مع مخالفي نظام ركوب الباص وغيرهم من المخالفين في الأماكن والمرافق العامة.. كذلك أبعث إلى الإخوة جميعاً من المواطنين والمقيمين إلى ضرورة محاسبة النفس وتعويدها على كل ما هو من المروءة والذوق ورفيع الأخلاق، حتى نتبوأ مكانة راقية شامخة بين ركْب الأمم المتحضرة عالمياً.. نسأل الله الكريم العفو والعافية والرضا.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة