Car Magazine Wednesday  21/05/2008 G Issue 73

الاربعاء 16 ,جمادى الاولى 1429   العدد  73

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
حافلات الطاقة الشمسية قادمة

 

 

بعد سنوات عديدة من نجاح شركة كروز كار الأمريكية المتخصصة في إنتاج السيارات الكهربائية التي تعمل بالطاقة الشمسية في تقديم العديد من المركبات الصغيرة التي حققت نجاحاً كبيراً في ملاعب الجولف والمتنزهات قررت الدخول في قطاع الحافلات التي تسير في شوارع المدن المزدحمة وتعمل بالطاقة الشمسية.

وقالت الشركة الأمريكية إنه بعد نجاحها في تطوير سيارة تعمل بالطاقة الشمسية وتستطيع السير بسرعة 35 ميلاً أو 56 كيلومتر في الساعة أصبحت قادرة على تقديم حافلة صغيرة تستطيع حمل 14 راكباً ونقلهم داخل المدن بما يحقق مجموعة كبيرة من المزايا.

فالطاقة الشمسية واحدة من أرخص مصادر الطاقة في العالم كما أنها طاقة متجددة غير قابلة للنفاد. في الوقت نفسه فإن العوادم الملوثة للبيئة الناتجة عن مثل هذه الحافلات تكاد تكون معدومة الأمر الذي يجعل من هذا المشروع هدية قيمة للمدافعين عن البيئة ومحاربة التلوث.

وتشير الشركة إلى أن الحافلات التقليدية أحد أسباب تلوث الهواء داخل المدن وبخاصة في المدن المزدحمة التي تنخفض فيها سرعة سير المركبات بشكل عام مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود وزيادة معدلات العوادم الغازية الملوثة للبيئة.

السقف لوحة

تعتمد نظرية تشغيل الحافلة على استخدام السقف كلوحة خلايا ضوئية تقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية تستخدم في تشغيل المحرك الهجين الذي طورته الشركة الأمريكية بالتعاون مع شركة هوندا اليابانية لصناعة السيارات.

ويقول مهندسو كروز كار إن الحافلة الجديدة واسمها كودو تستطيع حمل 14 راكباً بأمتعتهم وتعتمد على استخدام الشاحنة الكهربائية التي طورتها الشركة في وقت سابق تحت اسم «يوتيليز فيكلز» التي تستخدم حالياً على نطاق واسع في المطارات والقواعد الجوية باعتبارها شاحنة خفيفة متعددة الاستخدام.

كانت النماذج الأولى للحافلة الكهربائية كودو تهدف للاستخدام داخل المناطق المفتوحة مثل المتنزهات والمنتجعات الشاطئية ولكن مهندسي الشركة الأمريكية نجحوا في تطويرها بحيث تصبح ملائمة للعمل في شوارع المدن بما في ذلك أثناء الليل وبعيداً عن الضوء المباشر للشمس.

يقول المهندسون في كروز كار إن لوحة الخلايا الضوئية تستطيع تحويل ضوء النهار إلى طاقة كهربائية دون الحاجة إلى التعرض المباشر لأشعة الشمس وهو ما يعني أن الحافلة قادرة على السير في شوارع المدن الكبرى.

و يتم استخدام الطاقة الكهربائية المتولدة أثناء النهار في شحن بطاريات الليثيوم المؤين في الشاحنة لاستخدامها في تشغيل المحرك الهجين أثناء الليل عندما يتوقف عمل لوحات الخلايا الضوئية.

أما إذا انتهى الشحن الكهربائي من البطاريات فإنه يمكن اللجوء إلى خزان الوقود الاحتياطي الموجود في الحافلة حيث أن المحرك يستطيع العمل بكل من الكهرباء والوقود التقليدي.

تصميم ذكي

ويشير الخبراء إلى أن التصميم الذكي لهيكل الحافلة كودو من خلال استنساخ شكل سيارات ملاعب الجولف يؤدي إلى تقليل وزن الحافلة وخفض استهلاكها من الطاقة.

في الوقت نفسه فإن الهيكل المكشوف للحافلة الجديدة يقلل من كمية المواد الخام المستخدمة في صناعتها بما يعزز صداقتها للبيئة من ناحية وينفي الحاجة إلى استخدام أجهزة تكييف الهواء من ناحية أخرى. أما في فصل الشتاء فإنه يمكن تعديل وضع الهيكل الخارجي للحافلة ليصبح هيكلاً مغلقاً بما يتناسب مع أجواء الشتاء.

وتقول الشركة الأمريكية إن التحول إلى استخدام هذه الحافلات صديقة البيئة يمكن أن تؤدي إلى تقليل العوادم الغازية في مدينة واحدة بمقدار 115 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

ويرى الخبراء أن فرصة هذه الحافلة في حالة إثبات كفاءتها في التشغيل على نطاق تجاري ستكون كبيرة جداً لتحقيق النجاح خاصة وأن شركات النقل العام تعاني بشدة من ارتفاع أسعار الوقود التي وصلت إلى 3 دولارات للجالون الواحد الأمر الذي بات يشكل عبئاً ثقيلاً على هذه الشركات التي تدير أساطيل ضخمة من الحافلات داخل المدن.

نهارية ليلية

يقول كينث شيستر رئيس مجلس إدارة ومؤسس كروز كار «البنزين هو أكبر عدو لنا ولكنه الآن أصبح أفضل حليف لشركتنا» فمع ارتفاع سعره إلى مستويات قياسية أصبح مفيداً جداً للشركة التي تنتج سيارات لا تحتاج إليه حيث بدأ بالفعل العديد من الزبائن يفكرون في اقتناء سيارات كروز كار لا تستخدم البنزين ولا الديزل (السولار).

أما توم ماكوي مدير المبيعات في كروز كار فيعتقد أن سيارات الطاقة الشمسية هي البديل الأمثل لسيارات الوقود في الوقت الحالي لأن السيارة الكهربائية التقليدية تعتمد على الكهرباء المنزلية التي ترتبط أسعارها بأسعار النفط والوقود أيضاً وبالتالي فهي غير مجدية من الناحية الاقتصادية على المدى الطويل.

ويضيف أن سقف الحافلة كودو التي تأتي في عدة نماذج يقوم بتحويل الطاقة الضوئية إلى كهرباء بقوة 180 وات وهو ما يكفي لشحن البطارية التي تزود المحرك بالكهرباء المطلوبة لتشغيله.

ويصل سعر الحافلة الكهربائية الجديدة إلى حوالي 15 ألف دولار. غير أن هذا السعر يقل كثيراً إذا تمت إضافة الإعفاءات الضريبية والمزايا الائتمانية التي يحصل عليها المشتري من جانب السلطات الحكومية الأمريكية.

ويقول ماكوي إن الحافلة الجديدة وباقي منتجات كروز كار تمثل ثورة في طريقة حياة الناس ووسائل انتقالهم داخل المدن.

ويضيف أن الحافلة تستطيع السير بصورة طبيعية في الأجواء المشمسة أما في حالة الأجواء الغائمة تماماً فإنه يمكن تشغيلها لمدة 3 ساعات اعتماداً على البطاريات التي سبق شحنها وبعد ذلك يتم التحول إلى خزان الوقود الاحتياطي.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة