*إعداد - أشرف البربري*

رغم التطور المذهل في عوامل الأمن والسلامة الذي شهدته صناعة السيارات في العالم خلال السنوات الماضية ما زال السؤال الذي يلح على الكثيرين هو: هل يمكن أن تؤدي هذه العوامل التكنولوجية إلى المساعدة في حماية الأرواح في حالات الحوادث؟

حاول معهد التأمين لأمن الطرق السريعة الأمريكي وهو أحد أهم مراكز الأبحاث في مجال السلامة المرورية وأمن السيارات في العالم الإجابة عن هذا السؤال من خلال دراسة عدد من حوادث الطرق وتحليل التقنيات الحديثة التي تضاف إلى السيارات حاليا بهدف رفع معدلات الأمن والسلامة بها.

وكانت المفاجأة الكبرى التي كشفت عنها دراسات هذا المعهد المتخصص هي أن كل التقنيات المتقدمة لا يمكن أن تحقق الهدف المطلوب بدون انتباه السائق وتركيزه أثناء القيادة.

تضم قائمة أنظمة الأمن والسلامة في السيارات الحديثة المكابح مانعة الانزلاق التي تمنع السيارة من الانقلاب في حالة استخدام المكبح بصورة مفاجئة عند السير بسرعة عالية ونظام التحكم الإلكتروني في الاتزان ونظام التحكم الإلكتروني في توزيع عزم المحرك ونظام التحكم في توزيع قوة الكبح على العجلات الأربع وجهاز التحذير من الانحراف العشوائي عن حارة الطريق وغيرها.

وكما ذكرنا فإن النتيجة الرئيسة التي انتهت إليها الدراسات تقول: إن أنظمة الأمن والسلامة المتقدمة تستطيع أن تقلل حوادث السيارات المميتة إذا لم يصبح السائق أقل انتباها وتركيزا أثناء القيادة.

خمس خصائص

وفي المؤتمر العالمي لأمن وسلامة الطرق الذي عقد مؤخرا في مدينة ديترويت الأمريكية العاصمة التاريخية لصناعة السيارات عرض معهد التأمين لأمن الطرق السريعة قائمة بأهم خمس خصائص تضمن أعلى مستوى من الأمن والسلامة للسيارة. وأشار التقرير إلى أن سيارات فولفو السويدية هي الوحيدة التي تحتوي على الخصائص الخمس كاملة في حين أن سيارات أودي الألمانية التابعة لمجموعة فولكس فاجن وسيارات مرسيدس بنز الألمانية تحتوي على أربعة عناصر من بين العناصر الخمسة في حين أن سيارات بي إم دبليو الألمانية وسيارات كاديلك الأمريكية وإنفينتي وأكورا اليابانيتين تحتوي على ثلاثة عناصر من عناصر الأمن والسلامة الأساسية.

وحذر تقرير المعهد من أن أغلب السائقين يعتمدون على التقنيات الحديثة لكي يكونوا أقل انتباها وتركيزا أثناء القيادة الأمر الذي يزيد المخاطر التي تهدد السائق والسيارة بما يتجاوز قدرة تلك التقنيات الحديثة على مواجهته.

وفيما يلي عرضا للعناصر الخمسة وفقا لترتيب أهميتها في تقليل احتمالات الحوادث وحماية أرواح السائقين والركاب في حالات الحوادث خلال السنوات الخمس الماضية التي غطتها فترة الدراسة التي قام بها المعهد.

أولا: نظام التحذير من التصادم الأمامي مع المكابح الآلية:

هذا النظام يؤدي إلى منع أو تقليل حدة التصادم الأمامي من خلال تحذير السائق في حالات الضرورة وفي بعض الحالات يتولى هذا النظام تشغيل المكابح آليا لمنع التصادم. وهذا النظام يختلف عن نظام القيادة الآلية الذي يخفف سرعة السيارة عند اقترابها أكثر مما يجب من السيارة التي أمامها. وهذه الخاصية توجد في سيارات أكورا من وندا وفولفو ومرسيدس.

ثانيا: خاصية مساعد مكابح الطوارئ:

تقوم هذه الخاصية بمنع أو تخفيف حدة التصادم الأمامي من خلال رصد الاستخدام المفاجئ للمكبح حيث يقوم بتهيئته مع زيادة قوة ضغط المكبح وأحيانا ينشط خاصية التوزيع الطارئ لقوة الكبح. وهذه الخاصة موجودة في سيارات أكورا وأودي وبي إم دبليو وإنفينتي ولاند روفر ولكزس ومرسيدس ورولز رويس وأيضا فولفو.

ضد الانحراف

ثالثا: خاصة الإنذار ضد الانحراف من حارة الطريق:

هذه الخاصية تنبه السائق في حالة انحراف السيارة عن الحارة التي تسير فيها على الطريق دون إرادة السائق. وهذه الخاصة تلعب دورا رئيسا في منع التصادمات الجانبية للسيارة. وخلال الفترة من 2002 إلى 2006 شهدت الولايات المتحدة حوالي 483 ألف حادث نتيجة الانحراف الخطأ عن حارات الطريق منها 10345حادث مميت.

توجد هذه الخاصية في سيارات أودي وبي إم دبليو وبويك وكاديلك وإنفينتي وفولفو.

رابعا: خاصية مراقبة النقاط العمياء:

أثناء قيادة السيارة هناك نقاط أو أجزاء من الطريق لا يمكن للسائق رؤيتها من خلال المرايا والنوافذ العادية لذلك يمكن تزويد السيارة بنظام إلكتروني يعتمد إما على آلة تصوير أو وحدات استشعار عن بعد توفر للسائق رؤية بانورامية للطريق من جميع الاتجاهات. هذه الخاصية موجودة في سيارات أودي وبويك وكاديلك ومازدا ومرسيدس وفولفو.

خامسا: خاصية تعديل شدة الإضاءة

هذه الخاصية تتحكم في شدة إضاءة المصابيح أثناء القيادة الليلية حيث يتم تعديل شدة الإضاءة وفقا لظروف الطريق مما يؤدي إلى تحسين مستوى الرؤية الليلية وخاصة في المنحنيات والنوازل والمطالع.

وهذه الخاصية موجودة في سيارات أكورا وأودي وبي مإم دبليو وبويك وكاديلك وإنفينتي ولكزس ولينكولن ومرسيدس وبورش وفولكس فاجن وفولفو.

ويؤكد أدريان لوند رئيس معهد التأمين لأمن الطرق السريعة أن كل التقنيات الحديثة لا يمكن أن تكون بديلا لتركيز السائق وانتباهه أثناء القيادة ولكن هذه التقنيات تظل إضافة مهمة من أجل قيادة أكثر أمنا على الطريق.